أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» و«المختبر المرجعي الوطني»، وكلاهما من مرافق مبادلة للرعاية الصحية، خدمة الاستشارات الجينية، والتي تتيح للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات ممن لهم اهتمام بتاريخ عائلاتهم مرضياً أو جينياً، أن يُجروا فحصاً لحمضهم النووي، يُصمَّم خصيصاً لهم، ويحصلوا على استشارة طبية.
يأتي إطلاق الخدمة مواكباً لمواصلة الباحثين جهودهم للكشف عن روابط جينية ذات صلة بأمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب، وتقدم فحصاً طبياً عميقاً ومُعدَّاً خصيصاً لكل مريض من المرضى على حدة، يستهدف مناطق معينة من جينات المرضى لتقييم خطورة إصابتهم بأمراض معينة، أو لتشخيص حالتهم الجينية بشكل عام، ويعمل مرشدو الأمراض الوراثية مع المرضى وأطبائهم لوضع فحص وراثي يُصَمَّم خصيصاً وفق احتياجاتهم، مسترشدين في ذلك بتاريخ العائلة أو بالأعراض الطبية.
يقول الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام، في مستشفى«كليفلاند كلينك أبوظبي»:«إن تقديم استشارة جينية للمرضى في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» هو خطوة مهمة في رسالتنا المستمرة لتحسين صحة السكان عموماً، إذ إن وجود دلائل جينية واضحة قد يزيد من تعرض شخص ما لخطر الإصابة بالسرطان، فمثلاً، إذا استطعنا أن نحدد طفرات جين سرطان الثدي من النوع 1 (BRCA1 )، أو طفرات جين سرطان الثدي من النوع 2 (BRCA2 )، ذلك يمكننا اتخاذ الخطوات المناسبة لإدارة هذا الخطر بعلاجات قادرة على تقليل خطورته بنسبة 90%، أو أكثر.
وما أن تُحدد المجالات التي تثير الاهتمام، تُجرى للمريض مجموعة مفصلة من الفحوص الجينية، بالشراكة مع المختبر المرجعي الوطني، ومع ازدياد انتشار الفحوص الطبية، يأمل الأطباء أن يتمكن الباحثون من بناء صورة أكثر دقة للمخاطر الصحية التي تواجه السكان، ويكتشفوا أنواعاً جديدةً من العلاجات لتلك المخاطر.
وقال رفعت رواشدة، مرشد الأمراض الوراثية بالمختبر المرجعي الوطني: «إن الهدف النهائي للفحص الجيني والاستشارة الجينية هو تخفيف الخطر ومنعه، ونحن، في فحصنا، نوظف طريقة مركزة تركيزاً عالياً جداً، وهذه الطريقة التي تُصمم خصيصاً لكل شخص تعني أن إذا ما كان لعائلة شخص تاريخ مع مرض السرطان، فسننظر إلى قائمةٍ من الجينات بناءً على الحالة المحددة لذلك الشخص، لنكوِّن منها صورة كاملة عن ملف المخاطر التي تهددهم.
وبعد الفحوص، يتسلم المرضى النتائج أثناء مقابلة مع مرشد الأمراض الوراثية المختص بمتابعة حالتهم، هذا يتيح للمرضى فرصة لشرح نتائج الفحوص شرحاً مفصلاً، وييسر لهم فهم مستوى الخطر الذي بلغته حالتهم، وييسر لهم كذلك الاطلاع على الفرص المتاحة لرعايتهم رعاية وقائية، أو معالجة حالتهم، ومقابلة المريض مع مرشد الأمراض الوراثية يُمَكِّن المرشد من تقديم الدعم العاطفي والنفسي الذي قد يحتاجه المريض.