لمياء الهرمودي (الشارقة)
تعنى الإمارات بالتعليم العالي كونه احد اهم الدعائم التي ترتكز عليها أسس تطور وتقدم الدول، وذلك من خلال ما تقدمه من مستويات تعليمية عالية الجودة في مجال الدراسات العليا بالتحديد، فيما تعد مخرجات الصروح الأكاديمية اللبنات الأولية في بناء المشاريع التطويرية والمستقبلية التي تتماشى مع رؤية الإمارات للخمسين. وخلال فترة زمنية وجيزة، استطاعت دولة الإمارات تأسيس نظام متميز، ومتنوع للتعليم الجامعي، حيث تعد ضمن قائمة أوائل دول العالم التي تشهد معدلات مرتفعة في طلبات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي. وبشكل عام يلتحق نحو %95 من الطالبات، و%80 من الطلبة بمؤسسات التعليم العالي بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة.
وبعد الهيكلة الوزارية الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء لدولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2016، تم دمج ما كان يُعرف مسبقاً بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة التربية والتعليم، وتعيين وزيري دولة.
ووفقاً لهذا التغيير تقوم وزارة التربية والتعليم بالإشراف على التخطيط العام للتعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات، وتُعنى بمسؤولية إعداد مسودة القوانين لتأسيس المؤسسات الفيدرالية للتعليم العالي والبحث العلمي، وترخيص واعتماد مؤسسات التعليم العالي الخاصة.
وأسست وزارة التربية والتعليم الهيئة الوطنية للبحث العلمي عام 2008، لبناء إمكانات الدولة في المجالات الحديثة للبحوث العلمية مثل مجالات التقنيات الحيوية، ومجالات النانوتكنولوجي، وغيرها من المجالات التي تؤكد دور الدولة في إنجازات التطور العالمي المتلاحق، وتؤدي في الوقت نفسه إلى ارتفاع معدلات التنمية في المجتمع.
ومن مهام الهيئة وضع خطة سنوية للبحوث العلمية وأنشطة التطوير بالدولة، والإشراف على تنفيذها، والعمل على توفير الموارد المالية اللازمة، ونشر نتائج البحوث، وتعميم الفائدة منها على المستويات كافة في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الهيئة بالتعاون مع الجامعات والكليات ومراكز البحوث في الدولة لإيجاد مناخ عام يشجع على البحث والاكتشاف والإبداع والابتكار، وربط جهود البحث العلمي باحتياجات المؤسسات في الدولة، والتركيز بالذات على تنمية علاقات التعاون والشراكة مع الجهات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص للإسهام في تحقيق اقتصاد تنافسي ومعرفي.
وتتكون مؤسسات التعليم العالي في الدولة من مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة، ومن أهم المؤسسات الحكومية للتعليم العالي في الدولة هي جامعة الإمارات، وكليات التقنية العليا وجامعة الشيخ زايد، فضلا عن مؤسسات التعليم العليم العالي الخاصة.
وفي إمارة أبوظبي، تتولى دائرة التعليم والمعرفة المعروفة مسبقاً بمجلس أبوظبي للتعليم تنظيم قطاع التعليم العالي في الإمارة، وتأسيس المؤسسات الأكاديمية، والهيئات التعليمية على مستوى الإمارة فقط بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وبموافقة المجلس التنفيذي.
جامعة الإمارات
وتأسست جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1976، وتعتبر من أولى الجامعات التي تقدم اختيارات أكاديمية متنوعة في الدولة. وأنشأت الجامعة عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة، كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان، وقد صنفت جامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل الجامعات البحثية في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، وضمن أفضل 25% من الجامعات البحثية على مستوى العالم.
ويبلغ عدد الطلبة المسجلين في جامعة الإمارات حاليا نحو 13 ألف طالب إماراتي ودولي. وكونها الجامعة الرائدة في الإمارات العربية المتحدة، فإنها توفر مجموعة متنوعة من برامج الدراسات الجامعية وبرامج الدراسات العليا المعتمدة وذات الجودة العالية، حيث تتوزع هذه البرامج على 9 كليات، هي: الإدارة والاقتصاد، والتربية، والهندسة، والأغذية والزراعة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتقنية المعلومات، والقانون، والطب والعلوم الصحية، والعلوم. وباحتوائها على نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس الدوليين، وحرم جامعي جديد ومتطور، ومجموعة كاملة من الخدمات التي توفر الدعم للطلاب، فإن الجامعة توفر بيئة تعليمية لا مثيل لها في الإمارات العربية المتحدة.
جامعة زايد
وتأسست جامعة زايد عام 1998 كمؤسسة علمية عصرية تتخذ نموذجاً عالمياً للتعليم، واحتلت موقعاً متميزاً في دولة الإمارات وفي المنطقة، من حيث التفوق الأكاديمي، إذ توفّر الجامعة مجموعة متنوعة من برامج الدراسات الجامعية مثل برامج البكالوريوس، وبرامج الدراسات العليا، وهي حاصلة على الاعتماد الأكاديمي من قبل منظمة الولايات الوسطى للتعليم العالي بالولايات المتحدة الأميركية، وهو اعتراف أكاديمي رفيع ببرامج الجامعة من قبل أكبر الهيئات الأكاديمية الرائدة عالمياً في هذا المجال.
ويتم دعم نموذج البرنامج الأكاديمي في جامعة زايد من خلال برنامج تعليمي كامل، وهو منهج أساسي للتعليم العام يوفر أساسًا واسعًا متعدد التخصصات لمجال الدراسة، دراسات متعمقة تقدمها سبع كليات، التدريب الداخلي الذي يوفر الخبرة العملية لجميع الطلاب، والتقييم الدوري لإنجاز الطالب في مخرجات التعلم بجامعة زايد. للجامعة حرم جامعي يقع في أكبر مدينتين في الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي ودبي، تحت إدارة مركزية واحدة. تجاوز عدد المسجلين في كل حرم 4000 طالب. الجامعة تزود الطلاب بمجموعة من برامج الدرجات العلمية الصعبة.
كليات التقنية
وتعد كليات التقنية العليا أكبر مؤسسة للتعليم العالي التخصصي في دولة الإمارات، حيث تضم نحو 23 الف طالب وطالبة و2000 موظف وموظفة، موزعين على 17 كلية للطلاب والطالبات في أبوظبي، والعين، ومدينة زايد، والرويس، ودبي، والشارقة والفجيرة، ورأس الخيمة.
وتأسست كليات التقنية العليا في العام 1988 بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (2) لسنة 1988 في شأن إنشاء مجمع كليات التقنية العليا، وتقدم مجموعة واسعة من البرامج الدراسية التخصصية المصممة لتلبية متطلبات سوق العمل. يتم التدريس بكليات التقنية العليا باللغة الإنجليزية على مختلف المستويات. وتمثل الطالبات نسبة 63% من إجمالي عدد الملتحقين بالكليات، مما يعكس دور الكليات في إعداد فتيات الإمارات للمساهمة التنمية الوظيفية وخدمة بلادهم.
وبحلول العام 2019 دخلت كليات التقنية العليا إلى مرحلة جديدة في مسيرتها العريقة وذلك مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- النهج الجديد للكليات والذي تمثل في «خطة الجيل الرابع».
وتتضمن الخطة الاستراتيجية للكليات على تقديم تعليم أكاديمي مهني بهدف إعداد الخريجين لتلبية احتياجات قطاعات العمل، وإعداد المخرجات الوطنية التي ستساهم في تعزيز التوطين في القطاع الخاص وتشجيع ريادة الأعمال.
وفي 2016 أعلنت وزارة التربية والتعليم على موقعها الإلكتروني، قائمة تحتوي على مؤسسات التعليم العالي المرخصة، وبرامجها الأكاديمية المعتمدة، بهدف إتاحة الفرصة للحصول على معلومات موثوقة عن هذه البرامج والمؤسسات، حيث يبلغ عدد هذه المؤسسات نحو 78 جامعة خاصة.