أبوظبي (الاتحاد)
أبرم مكتب «فخر الوطن» اتفاق شراكة مع البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع، ومؤسسة الإمارات لإطلاق برنامج تقديم الدعم النفسي إلى العاملين في خط الدفاع الأول من خلال خدمة «الخط الساخن».. وذلك استكمالاً لمبادرة «خط الدعم النفسي»؛ المبادرة التطوعية الهادفة إلى تمكين أفراد المجتمع من مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19». وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مكتب «فخر الوطن»، بدعم أبطال خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة «كورونا» على مستوى الدولة. وأطلق البرنامج الجديد ضمن مبادرة «خط الدعم النفسي»، وهو الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويأتي بدعم مباشر من مركز أبوظبي للصحة العامة، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، والبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة. ويهدف إلى تدشين خط مساعدة يعمل من 8 صباحاً إلى 8 مساءً طوال أيام الأسبوع، في إطار تقديم دعم طويل الأمد للصحة النفسية إلى العاملين في الخطوط الأمامية، من خلال فريق تلقى تدريباً خاصاً يضم أكثر من 55 متطوعاً.
وبمناسبة إطلاق الخط الساخن، قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مكتب فخر الوطن: «إن العاملين في الخطوط الأمامية حول العالم يواجهون ضغوطاً نفسية كبيرة بسبب فيروس (كوفيد - 19).. ورغم شعورهم بعبء الجائحة أكثر من الآخرين بحكم طبيعة عملهم، فقد واصلوا العمل يومياً لمساعدة بلادنا على تجاوز هذه الظروف بمنتهى الإخلاص والإيثار»، مشيراً إلى أنه «بفضل إخلاصهم، تصنف دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في معالجة الجائحة، ولذلك يجب الاهتمام بهم، تقديراً لتفانيهم وعطائهم».
وأضاف معاليه: «رأينا في مكتب فخر الوطن أن دعم الصحة النفسية للعاملين في الخطوط الأمامية أصبح الآن أمراً أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد كانت الجائحة مناسبة لنتعرف على حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها هؤلاء الأبطال، ونأمل أنه من خلال (خط المساعدة) أن نتمكن من المساعدة في توفير دعم مستمر ومؤثر لهؤلاء الشجعان الذين يكرسون حياتهم لحمايتنا جميعاً».
الصحة النفسية
من جانبها، أكدت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، أن الواجب الوطني والمجتمعي يُحتّم علينا أن نتحد يداً بيد، كي نتأكد من أننا ندعم صحة أبطال خط الدفاع الأول بنفس الطريقة التي عملوا بها بكل إخلاص وتفانٍ على حمايتنا، مشيرة معاليها إلى ضرورة التركيز المباشر على أبطال خط الدفاع الأول، ومن المهم جداً الحفاظ على صحتهم النفسية بأفضل حالاتها خلال هذه الأوقات الحاسمة وما بعدها.
وأضافت معاليها أن وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات تجسدان أفضل صور التعاون المجتمعي مع مكتب فخر الوطن، من خلال هذه المبادرة «خط الدعم النفسي»، وتحرصان أيضاً على تحقيق الشراكة الفاعلة مع مختلف الجهات الحكومية والتطوعية، بما ينعكس أثرها على تقديم الدعم المجتمعي اللازم، وتأكيد توفير كافة الخدمات والإمكانات التي تحقق المتطلبات النفسية والمعنوية لجميع العاملين في الخطوط الأمامية بمختلف اختصاصاتهم.
«الإمارات تتطوع»
يذكر أن مبادرة «خط الدعم النفسي» تخصص خط هاتف منفصلا للعاملين في الخطوط الأمامية، والذي يمكن اختياره عند الاتصال بخط 800-HOPE الرئيسي.
وكانت مبادرة «خط الدعم النفسي» التي تنفذها وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات، قد تلقت أكثر من 1200 اتصال من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، لحالات بحاجة إلى تقديم الدعم، والتي تعامل معها الخبراء المختصون والمتطوعون، منذ إطلاق المبادرة تحت مظلة الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع» في شهر مايو 2020، وذلك في إطار توفير الدعم النفسي والاستشارات المجتمعية للأفراد، بالتعاون مع نخبة الخبراء والاستشاريين والمتخصصين في مجال الطب النفسي والمتطوعين، من خلال قناة تواصل هاتفية وإلكترونية تضمن للمستخدم تجربة فعالة تحافظ على خصوصيته، فيما توفر له النصح أثناء هذا التحدي العالمي.
«العربية» و«الإنجليزية»
وسيتم تشغيل خط الدعم النفسي للعاملين في خط الدفاع الأول - باللغتين العربية والإنجليزية- من قبل فريق من المتطوعين، من العاملين والمتخصصين في مسائل الصحة النفسية، والعديد منهم طلاب في مجال الصحة النفسية والذهنية، أو متخصصون في مهن الصحة النفسية مثل المدربين «لايف كوتش». ويتم الإشراف مباشرة على المتطوعين من قبل فريق يتألف من 12 طبيباً معتمداً للصحة النفسية، يعمل على تدريبهم بشكل فردي والذين يقدمون الدعم بدورهم لأبطال خط الدفاع الأول على الخط الساخن. وقد جاء إطلاق خط المساعدة استجابة مباشرة لاستطلاع أجراه مكتب فخر الوطن، كشف أن نحو نصف العاملين في الخطوط الأمامية (بنسبة 46%) يشعرون أن جائحة كورونا «كوفيد - 19» قد أثرت سلباً على صحتهم النفسية، وأفاد ربع من شملهم الاستطلاع بأنهم يعانون من الإرهاق، وعبر 81% عن قلقهم من الإصابة بالفيروس بسبب وظائفهم.