أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
أكدت المناطق الصناعية المتخصصة «زونزكورب» بأن إدارات المدن العمالية على مستوى إمارة أبوظبي قامت باتخاذ إجراءات عدة منذ بداية جائحة فيروس «كوفيد - 19»، مشيرة إلى أن أبرزها توزيع أكثر من 27 مليون وجبة غذائية، خلال فترة حملة التعقيم الوطني، فضلاً عن تقديم خدمات خاصة بدعم الصحة النفسية والذهنية للعمال في إطار حملة «أنت مهم» للتخفيف من الضغط النفسي للعمال الذين يسكنون المدن العمالية.
وفي حوار خاص لـ«الاتحاد»، تحدث محمد الخضر الأحمد الرئيس التنفيذي للمناطق الصناعية المتخصصة «زونزكورب»، قائلاً: «قمنا بتوفير مستلزمات الحماية الشخصية، مثل القفازات والكمامات ومواد التعقيم، كما استفاد أكثر من 250 ألف عامل بـ 27 مليون وجبة غذائية، تم توزيعها خلال فترة حملات التعقيم الوطني التي فرضت قيوداً على حركة السكان، وذلك بالتعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)؛ بهدف دعم القاطنين».
وأضاف الأحمد: «علاوة على ذلك، قامت (زونزكورب) وبالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، بتقديم خدمات خاصة بدعم الصحة النفسية والذهنية للعمال في إطار حملة (أنت مهم) من أجل مساعدتهم على تجاوز الصعوبات كافة التي واجهتهم في تلك الفترة. وقامت بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وجامعة الإمارات العربية المتحدة، بتنظيم دورات تدريبية، وقدمت الدعم النفسي للقاطنين في هذه المدن لضمان السلامة العامة، والتخفيف من الضغط النفسي، والمحافظة على مجتمع صحي نفسياً وجسدياً في جميع مرافقنا.
فحص «كوفيد» ومدينة للعزل
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، عملت «زونزكورب» بالتنسيق مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» على إنشاء مراكز فحص ميدانية لخدمة قاطني وموظفي المدن السكنية العمالية، إلى جانب توفير إمكانية إجراء الفحوص في الموقع، وذلك في إطار دعمنا المستمر لجهود لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» في إمارة أبوظبي.
ولفت إلى أنه تم وضع مدينة «رزين» العمالية تحت تصرف الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث للاستفادة منها مركزاً للعزل الصحي، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المدينة 75 ألف ساكن. كما قمنا، وتماشياً مع توجيهات حكومتنا الرشيدة، بتجهيزها خلال فترة زمنية وجيزة وإعدادها لاستيعاب ما يصل إلى 12 ألفاً و500 مريض. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نخصص في جميع مدننا العمالية غرفاً لأغراض العزل الصحي يتفاوت عددها بين مدينة وأخرى، إلا أنها يمكن أن تصل بشكل عام إلى ما يقارب 20% من الطاقة الاستيعابية للمدن، ويختلف هذا الرقم تبعاً لظروف كل مدينة وعدد القاطنين فيها.
وأكد الأحمد أن إدارة «زونزكورب» تقوم بتخصيص قنوات تواصل متعددة، تتيح لنا التفاعل مع قاطني المدن العمالية ومشغليها بشكل دوري، وتوفير توجيهات خاصة حول اتباع أفضل أساليب الوقاية من خلال تنظيم حملات التوعية وبعض الفعاليات، وتوزيع الكتيبات التي توفر الكثير من المعلومات لمساعدة العمال على حماية أنفسهم وزملائهم والمجتمع.
وزاد: إن «زونزكورب» قامت منذ بداية انتشار جائحة «كوفيد - 19» بالعمل من كثب مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وقدمت توجيهات شاملة إلى جميع المطورين في المدن العمالية تؤكد ضرورة قيامهم بعمليات التعقيم الدورية في المرافق، وتطبيق القواعد الخاصة بمراعاة التباعد الجسدي، كما قمنا بالتنسيق مع الجهات المعنية بوضع مقاييس درجات الحرارة للأشخاص في المداخل والمواقع الحيوية كافة التي تشهد حركة نشطة للعمال، خطوة استباقية ساعدتنا في الكشف عن أي حالة محتملة والتعامل معها، وتقديم الرعاية اللازمة لها قبل أن تتحول إلى خطر يمكن أن يؤثر على بقية السكان من العمال.
ملحق الاتحاد العمالي
في إطار التوعية، قال الرئيس التنفيذي للمناطق الصناعية المتخصصة «زونزكورب»: «إنه وبالتعاون مع صحيفة (الاتحاد)، قمنا بإصدار ملحق «الاتحاد العمالي» باللغات: (الهندية، والأردو، والتاغالو، والعربية) في جميع المدن السكنية العمالية التابعة لها؛ بهدف تثقيف السكان، وتعريفهم بالمعايير الوقائية المطبقة، إلى جانب مشاركة مقاطع فيديو ومنشورات تثقيفية على مواقع التواصل الاجتماعي مع السكان، وحرصت أيضاً على تزويد جميع خدمات النقل من وإلى المدن العمالية بمعقمات ونشرات توعية».
وأضاف: «كما تم العمل مع مشغلي المدن العمالية على تحسين وتحديث خططهم الخاصة بالاستجابة لحالات الطوارئ، تماشياً مع أفضل الممارسات المتبعة. كما قمنا من جهتنا بتطوير خطط الاستجابة للطوارئ الخاصة بنا في (زونزكورب) بالتعاون مع جميع أصحاب العلاقة من القطاع الحكومي، لرسم خطوط أساسية وواضحة لعمليات الاستجابة والإجراءات الواجب اتخاذها في حالات الطوارئ بمختلف أشكالها».
وأوضح الأحمد أن «زونزكورب» تضم 40 مدينة سكنية عمالية تم بناؤها وفقاً لأفضل المعايير العالمية، حيث نقوم بدور الإشراف والرقابة على هذه المدن، كما نتولى مسؤولية وضع معايير تطوير وتشغيل وإدارة السكن العمالي ومراقبة تطبيق تلك المعايير في الإمارة، بحسب القانون رقم 16 لسنة 2020. ولقد تمّ تطوير هذه المنظومة بالشراكة مع القطاع الخاص عبر مستثمرين ومطورين ومشغلين على مساحة بناء إجمالية تصل إلى 4.9 مليون متر مربع توفر طاقة استيعابية تصل إلى 460 ألف ساكن.
وأشار إلى أن بناء المدن العمالية ارتكز على أفضل المعايير التصميمية والممارسات التشغيلية العالمية، بهدف توفير سكن ملائم ومريح للعمال، مع الالتزام بأعلى متطلبات السلامة والصحة العامة، وضمان توفير أفضل المتطلبات الاجتماعية والإنسانية الملائمة لقاطني هذه المدن لتتواءم مع معايير وأسس مفهوم جودة الحياة.
ولفت إلى أن عدد العمال الذين يسكنون حالياً ما يقارب 270 ألف ساكن في جميع المدن العمالية البالغ عددها 40، وهم عبارة عن موظفي ما يقارب 1900 شركة، وتتوزع هذه المدن العمالية على مواقع متنوعة في عدة مناطق من إمارة أبوظبي هي: المصفح، المفرق، رزين، حميم، السعديات، الظفرة، والعين والرويس حتى تلبي احتياجات الشركات بمواقعها المختلفة.
ربط إلكتروني
كشف محمد الخضر الأحمد عن أن العمل يجري على تنفيذ «مشروع بوابة المدن العمالية» الذي يهدف إلى رفع كفاءة العمليات والتحول إلى نموذج تشغيلي يعتمد على تحليل البيانات والحلول الرقمية، ويحقق الربط الإلكتروني بين المدن العمالية والجهات المعنية لتوفير معلومات وتحديثات آنية تساهم في رفد جهودنا للارتقاء بجودة المدن.
خطط مستقبلية
أكد محمد الخضر الأحمد أنه يجري العمل على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الكفيلة بمواصلة تطوير المدن العمالية فيه، مثل برنامج التقييم النجمي الذي يعمل على تقييم الخدمات المقدمة ومستوى الامتثال للمعايير التشغيلية بالمدن العمالية بصورة دورية، ويهدف إلى استدامة الارتقاء بمنظومة السكن العمالي من خلال التشجيع المستمر للمطورين والمشغلين، ووضع البرامج التحفيزية لرفع الجودة والتنافسية.
وأضاف أن «زونزكورب» تعمل على مراجعة التشريعات المتعلقة بالسكن النظامي، وهو إجراء دوري يهدف إلى مراجعة وتحديث الأنظمة والضوابط الخاصة بإدارة وتشغيل المرافق والخدمات لرفع كفاءة العمليات وترشيد التكاليف التشغيلية لدعم الاستثمارات في هذا القطاع.
كما نعمل على تطوير المدن السكنية المصغرة والتي تعد نماذج جديدة من السكن العمالي المصغر في مناطقنا الاقتصادية تهدف إلى توفير مناطق اقتصادية متكاملة.