ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد فهد الأحبابي، المدير التنفيذي لقطاع صندوق الاستثمار الاجتماعي بالإنابة في هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، أن منصة المساهمات الاجتماعية الإلكترونية دشنت مشاريع مجتمعية جديدة تتعلق بجمع المساهمات للأيتام، إضافة إلى تغطية تكاليف عمليات نقل الأعضاء، كما سيتم إطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة الخاصة بالتعليم والتسامح قريباً، ضمن المنصة التي تتيح المجال للأفراد والشركات لتقديم الدعم المادي، بهدف تطوير المشاريع الاستراتيجية والبرامج التنموية الاجتماعية، التي تلبي احتياجات اجتماعية محددة في أبوظبي.
وقال الأحبابي في حوار لـ «الاتحاد»: تم إطلاق أول منصة إلكترونية لجمع المساهمات في أبوظبي، بهدف تمكين جميع الفئات والشرائح المجتمعية من المشاركة والمساهمة في المشاريع التي يتم طرحها من خلال المنصة، حيث توجد العديد من المشاريع التي تصب في مصلحة العديد من الفئات ضمن الإمارة، الأمر الذي يعزز من روح العطاء والمشاركة لدى الأفراد والشركات، كما يرسخ من مفهوم المسؤولية المجتمعية، الذي ينطلق من المجتمع إلى المجتمع، وهي جميعاً المفاهيم والقيم التي غرستها القيادة الرشيدة بجهودها ومبادراتها الكريمة.
وأضاف: وصل عدد المستفيدين من صندوق الاستثمار الاجتماعي، خلال الفترة الماضية، إلى نحو 400 ألف مستفيد، من خلال أول المشاريع التي تندرج ضمن الصندوق، وهو برنامج «معاً نحن بخير»، حيث تتواصل مسيرة العطاء عبر إدراج مجموعة من المشاريع الجديدة التي لاقت اهتماماً ملحوظاً من قبل المساهمين، ومنها مشروع لتوفير الدعم الاجتماعي للأيتام من خلال برامج مختلفة، مثل الدعم التعليمي والدعم الأسري، إضافة إلى مشروع آخر هو دعم عمليات نقل الأعضاء، ويستهدف نشاطات البرنامج الوطني للتبرعات بالأعضاء والأنسجة، عبر تغطية تكاليف عمليات نقل الأعضاء وتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، وتغيير نظرة المجتمع لمفهوم التبرع بالأعضاء.
5 آثار إيجابية
وأشار إلى أن المنصة الإلكترونية تحقق 5 آثار إيجابية رئيسية، تشمل أنها أداة أكثر سهولة وبمتناول جميع الراغبين في المساهمة المجتمعية، وترسخ من روح العطاء والبذل والمشاركة، إضافة إلى إتاحتها للمتابعة الفورية لنسب الإنجاز والمساهمة في كل مشروع، كما تتيح للأفراد والشركات أن يكونوا شركاء في رحلة النجاح للتوصل للمستهدفات الخاصة بكل مشروع، إضافة إلى أنها تقدم صورة عامة عن مستوى التلاحم والتكاتف بين أفراد مجتمع أبوظبي، وما يتمتعون به من رغبة للمشاركة في المشاريع الاجتماعية، والتي لها بالغ الأثر على العديد من المستفيدين خلال المرحلة المقبلة.
ولفت إلى أن هيئة «معاً» تعتزم خلال الأشهر المقبلة، تطوير منصة المساهمات الإلكترونية رقمياً، بحيث سيتم وضع العديد من الإضافات التكنولوجية في المنصة، كما سيتم إدراج صفحة خاصة لأكبر المساهمين خلال الفترة الماضية والفترة المقبلة، ضمن الجانب التعريفي الذي يهدف إلى إبراز دورهم الفاعل لدعم المساهمات المجتمعية، وتقديم لمحة عامة عن مساهماتهم في أبوظبي، بما يعزز من إبراز الدور الإيجابي لهم ضمن المنظومة الاجتماعية في الإمارة.
وبين أنه سيتم خلال الفترة المقبلة، نشر تقرير خاص حول الأهداف والإنجازات التي حققها صندوق الاستثمار الاجتماعي عبر المنصة الإلكترونية، حيث سيتم تحديد المبالغ التي جمعها ضمن المشاريع وآلية توجيهها للمستفيدين وأعداد وأشكال الديموغرافية للمستفيدين من أنواع الدعم، بما يعزز من الوضوح والشفافية، الذي تنتهجه هيئة المساهمات المجتمعية في توضيح دور المساهمات وآثارها البارزة على الشرائح المجتمعية.
المشاريع المستكملة
وحول المشاريع المستكملة التي تمت خلال الفترة الماضية، أوضح الأحبابي وجود 11 مشروعاً مستكملاً ضمن برنامج «معاً نحن بخير»، وشملت الدعم التعليمي للطلبة بقيمة وصلت إلى 31.7 مليون درهم، والسلال الغذائية بقيمة 21 مليون درهم، ومشروع دعم صحة المجتمع بقيمة 7 ملايين و310 آلاف درهم، ومشروع سكن ومواصلات العاملين في خطوط الدفاع الأمامية بقيمة 4 ملايين و700 ألف درهم، إضافة إلى توفير معدات وأدوات الوقاية الشخصية للعاملين في الصفوف الأمامية بقيمة وصلت إلى نحو 3.5 مليون درهم.
ولفت إلى أن المشاريع شملت أيضاً توفير الدعم التعليمي للطلبة في مراكز التأهيل بقيمة مليونين و600 ألف درهم، حيث استهدف المشروع دعم الطلاب المسجلين في مراكز إعادة تأهيل أصحاب الهمم، والتي تلعب دوراً أساسياً في إعداد وتأهيل أصحاب الهمم ليصبحوا أعضاء فعالين في المجتمع، حيث تقدم لهم كافة متطلباتهم التعليمية والتأهيلية، كما تم توفير الدعم التعليمي للطلاب في الجامعات بقيمة وصلت إلى 919 ألف درهم، وتوفير أجهزة الأشعة السينية للتخصصات الطبية بقيمة تجاوزت نصف مليون درهم، فيما تم استكمال مشاريع أخرى، منها سكن المعلمين وتوفير مجموعة مستلزمات النظافة، ودعم وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة خلال الفترة الماضية. وأعرب الأحبابي، عن تقديره البالغ للتفاعل المجتمعي الواسع من قبل مختلف شرائح المجتمع مع برنامج معاً نحن بخير، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً في المساهمات المجتمعية التي سيتم تلقيها من خلال المنصة الإلكترونية، وذلك انطلاقاً من روح التسامح والتعايش والتكاتف، التي يتسم بها مجتمع الإمارة.