ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت، أعمال الدورة الرابعة من اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ودولة الكويت والتي عقدت اليوم الخميس عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مستهل كلمته «اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بالدعاء بالرحمة والمغفرة لفقيد الكويت.. فقيد الأمتين العربية والإسلامية.. القائد العربي الكبير رجل الحكمة والتسامح والسلام المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - معرباً في ذات الوقت عن ثقتنا الكبيرة بقيادة وحكمة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وولي عهده سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حيث نتطلع إلى استكمال مسيرة العمل المشترك لتعزيز علاقاتنا الأخوية والنهوض بها نحو المزيد من التقدم والازدهار».
ورحب سموه بمعالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وأعضاء الوفد الكويتي المشارك في أعمال اللجنة مؤكدا أن انعقادها في التوقيت الحالي ومن خلال تقنيات الاتصال المرئي يعبر عن متانة العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تطوير العمل المشترك واستكشاف الجديد من آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ترى في شقيقتها الكويت شريكا استراتيجيا لإرساء دعائم السلم والاستقرار. وأضاف سموه «إننا نتطلع دائماً إلى تبادل وجهات النظر مع أشقائنا في دولة الكويت حول التحديات والتطورات والقضايا الإقليمية والدولية بهدف بلورة مواقف مشتركة تدعم أجندة التقدم والازدهار لدول وشعوب المنطقة».
وقال سموه إنه على المستوى الاقتصادي شهدت العلاقات بين البلدين تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الماضية حيث نمت قيمة التجارة غير النفطية من حوالي 7 مليارات دولار أميركي عام 2016 إلى ما يقارب 10.5 مليار دولار أميركي عام 2019 لتحتل الكويت بذلك المرتبة الخامسة عالمياً بين أبرز وجهات الصادرات الإماراتية غير النفطية فيما شكلت السوق الإماراتية تاسع أكبر وجهة للصادرات الكويتية على مستوى العالم.
وأضاف سموه «كما تمتلك دولة الإمارات ودولة الكويت علاقات استثمارية متميزة في العديد من القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها السياحة والإنشاءات والتطوير والخدمات المالية وخدمات التجزئة حيث نأمل أن تشكل هذه اللجنة فرصة لعقد المزيد من الشراكات الاستثمارية وبحث سبل معالجة التحديات التي يمكن أن تواجه الاستثمارات المتبادلة بين البلدين».
وتقدم سموه، في ختام كلمته، بالشكر والتقدير للمنظمين والقائمين على الاجتماعات التحضيرية من الجانبين وإلى جميع المشاركين، مؤكدا أهمية متابعة مخرجات اللجنة للمساهمة في تحقيق الرؤية الطموحة للبلدين.
من جانبه، أكد معالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح أن دولة الكويت ودولة الإمارات ترتبطان بعلاقات استثنائية خاصة وتاريخية متجذرة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتان منذ القدم إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تعكس إصراراً من القيادة السياسية في البلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تكاملاً.
وقال معاليه إن العلاقات الكويتية-الإماراتية امتدت تاريخياً وترسخت عبر سنوات طويلة مرت بمحطات بارزة أسهمت في ترسيخ التواصل سواء على المستوى الثنائي أو من خلال المنظمات الإقليمية والدولية ولاسيما عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف «إننا، في هذا الإطار، نعبر عن سعادتنا بالمشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه دولة الإمارات العام المقبل»، مشيرا إلى أن الكويت ستشارك في المعرض من خلال جناح يعتبر الأضخم في تاريخ مشاركتها بمعارض إكسبو الدولية. ويعد تميز العلاقات بين البلدين هو الدافع الأكبر نحو مشاركة كويتية فاعلة ومميزة، فنجاح دولة الإمارات في استضافة هذا الحدث هو نجاح لدولة الكويت خاصة أن المعرض سيتزامن مع الاحتفالات باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات عام 2021.
وتوجه معاليه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وإلى أعضاء اللجنة التحضيرية على الجهود التي بذلوها خلال الإعداد والتحضير لأعمال هذه اللجنة الأمر الذي ساهم في تسيير وتسهيل أعمالها مما يعكس الرغبة المشتركة في دفع العلاقات القوية والمتينة التي تجمع بلدينا الشقيقين.
ووقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت على محضر اجتماع الدورة الرابعة من اللجنة المشتركة بين البلدين.
كما وقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح على مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية للعاملين في البحر ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية.
ووقع الجانبان أيضاً على برنامج تنفيذي للتعاون في المجال التربوي وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الثقافة والفنون.
حضر أعمال اللجنة معالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة وعدد من كبار المسؤولين في كلا البلدين.