ناصر الجابري (أبوظبي)
أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، عن بدء الفريق المختص من الطلبة العاملين في مشروع القمر الاصطناعي النانومتري «مزن سات»، في استلام البيانات الواردة من القمر، وذلك من خلال مراقبته في مداره المنخفض الذي يقع فيه وهو على ارتفاع 575 كيلومتراً، حيث سيقوم الطلاب برصد ومعالجة وتحليل البيانات إلى المحطة الأرضية الرئيسية في جامعة خليفة والمحطة الفرعية في الجامعة الأميركية برأس الخيمة.
وأوضحت الوكالة عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، أن مهمة القمر تتمثل في قياس تركيز غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون ومعدلات توزيعهما في الغلاف الجوي، حيث عمل على المشروع 30 طالباً خلال فترة 3 سنوات، ضمن المراحل المختلفة من المشروع وتضمنت وضع خطة العمل وتطوير وتنفيذ التصاميم اللازمة، ثم القيام بتطوير وتصنيع الأجزاء الرئيسية للقمر وإجراء التجارب والاختبارات للـتأكد من جاهزية الأجهزة العلمية التي يحملها، وكذلك قدرته على تلقي الأوامر وإرسال البيانات والصور المطلوبة بنجاح.
ويتضمن القمر الاصطناعي، مجموعة من الأجهزة العلمية منها مقياس طيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة التي تتراوح بين 1000 و1650 نانومتر، حيث يقوم المقياس بدراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي، إضافة إلى كاميرا رقمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بُعد، ولدعم مستوى دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي.
ويضم القمر مجموعة من المكونات التي تتضمنها أنظمة الدعم الفرعية للقمر، وتتمثل في الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم، والتي تسهم في رصد ومعالجة وتحليل البيانات، التي سيرسلها القمر إلى المحطة الأرضية والتي ستضم مجموعة من الطلبة والباحثين الذين سيقومون بالرصد المستمر والمتابعة الدائمة لمستجدات عمل القمر خلال فترة عمله في المدار الفضائي. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمشروع «مزن سات»، في بناء وتأهيل وتطوير كوادر وطنية شابة قادرة على قيادة قطاع الفضاء الوطني، والارتقاء ببرنامج الإمارات للفضاء، من خلال مجموعة الطلبة الذين عملوا على مختلف مراحل المشروع لإنجازه ضمن الجدول الزمني المحدد للقمر الاصطناعي، وعبر التعاون المثمر بين الجامعات في الدولة، والذي ساهم في الوصول إلى مرحلة الإطلاق.
وساهم مشروع القمر الاصطناعي في تحقيق عوائد رئيسة لبرنامج الإمارات الفضائي، منها ترسيخ فكرة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية لإنجاز المهام والمشاريع ذات العلاقة بقطاع الفضاء، وتحفيز الأجيال الناشئة نحو اختيار دراسة التخصصات العلمية التي تؤثر إيجاباً على قطاع الفضاء، وتعريف طلبة التخصصات الهندسية خصوصاً بمراحل بناء الأقمار الاصطناعية وكيفية العمل عليها بدءاً من مرحلة وضع التصور العام والفكرة والتصميم ووصولاً إلى مرحلة التنفيذ العملي والتطبيق وإجراء الفحوص والاختبارات النهائية للأنظمة.