الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله المعينة: تصميم علم الإمارات أكبر وسام

عبدالله المعينة: تصميم علم الإمارات أكبر وسام
3 نوفمبر 2020 03:25

ناصر الجابري (أبوظبي)

«بيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا   ...     خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا 
بيت شعر  للشاعر صفي الدين الحلي، ولدت منه فكرة تصميم علم الإمارات ليكون عنوان الوطن، ورمز الهوية الوطنية.
بدأت قصة تصميم العلم بألوانه الحالية، بالإعلان الذي نشرته صحيفة «الاتحاد»، لمسابقة نظمها الديوان الأميري في أبوظبي بالتعاون مع دائرة الإعلام، حول تصميم علم الدولة، حيث تم الإعلان عن استقبال مشاركات المصممين حول العلم، وذلك قبل شهرين من الإعلان عن قيام الاتحاد. 
وجاء الإعلان عن المسابقة، تجسيداً لنهج المشاركة المجتمعية الذي رسخته الدولة حتى قبل قيامها، من خلال منح الفرصة لأفراد المجتمع للمشاركة وترجمة أفكارهم حول علم الدولة، والذي يمثل الرمز المعبر عنها، ولأهمية العلم باعتباره هوية الدولة الداخلية والخارجية، ولما يحمله العلم من مفاهيم للدولة وأهمية باعتباره جزءاً ومكوناً أساسياً للدول عند قيامها والإعلان عنها، فهو أول مفهوم مرتبط بحدود الدولة وأراضيها. 
السفير عبد الله محمد المعينة، مصمم علم دولة الإمارات، أكد أن يوم العلم مناسبة وطنية هامة تحمل العديد من المفاهيم والقيم النبيلة، وتمثل فرصة للتعبير عن مشاعر الولاء والانتماء للوطن، كما تعكس الارتباط والتوحد بين القيادة الرشيدة وشعب الدولة، من خلال المظاهر الوطنية المتعددة، التي تبرز تعلق أجيال الوطن بالعلم ورمزيته باعتباره معبّراً عن الدولة. 

وروى المعينة خلال حوار مع «الاتحاد» التفاصيل الخاصة بتصميمه للعلم، وأشار إلى معرفته بالصدفة عن المسابقة، التي أطلقها الديوان الأميري بأبوظبي حول تصميم علم للدولة، وبمجرد قراءة الإعلان عبر صحيفة «الاتحاد»، فإنه وجد أهمية المشاركة في المسابقة، حيث عمل بشكل متواصل على الانتهاء من التصميم، وإرساله عبر البريد إلى اللجنة المنظمة. 
وقال: كنت نشيطاً في صغري، حيث كانت لدي مجموعة من الهوايات منها هواية تصميم المجوهرات عندما كان عمري 16 عاماً، كما كنت مولعاً بالرسم، حيث كنت أرسم كل شيء، وهي الأمور التي استندت إليها عند قراري بالمشاركة، إضافة إلى وجود حافزي كشاب متخرج للتو من الثانوية العامة وعمري حينها 18 عاماً، للمشاركة وتسجيل بصمة في تاريخ الاتحاد، أسوة بالعديد من الأشخاص والذين شاركوا في لجان منها لجان إعداد الدستور واللجان الإدارية والتنفيذية والسياسية. 

وأضاف: شكلت مسابقة تصميم العلم فرصة تاريخية لتحقيق هذا الطموح في المساهمة ببناء الاتحاد، خاصة أننا كجيل وبرغم عدم قيام الدولة في حينها، إلا أننا كنا ندرك جيداً أهمية العلم ورمزيته والدور الذي يحمله، فهو الرمز المعبر عن الدول ووجوده يؤكد على سيادة الدولة وحدودها وتضاريسها وقيامها واستقلالها ووحدة أراضيها.  وأشار إلى أنه ومع قرب يوم الثاني من ديسمبر من عام 1971، كانت مشاعر المواطنين تتسم بالفخر والسعادة والأمل تجاه الاتحاد ودوره في إحداث النقلة النوعية لإمارات الدولة، وكنت كمواطن شاب متشوق للحظة قيام الاتحاد وانتظره بشغف، وهو الأمر الذي ترافق مع وجود مشاعر التلهف للحظة رفع علم دولة الإمارات للمرة الأولى لمعرفة التصميم الذي تم اختياره، حيث تم رفع العلم للمرة الأولى من قبل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دار الاتحاد بقصر الضيافة بدبي. ولفت إلى أنه في يوم إعلان قيام الاتحاد، تم رفع علم الدولة على قصر المشرف بأبوظبي، حيث كنت أسكن في موقع قريب من القصر، وتأكدت أن تصميم العلم هو الذي قدمته خلال المسابقة، وعدت للبيت مهرولاً وأخبرت عائلتي بالخبر السار، حيث شاركوني الفرحة والسعادة باختيار تصميمي كعلم للدولة، موضحاً أنه تم إبلاغه بأنه الفائز بالمسابقة بعد فترة من قيام الاتحاد.  وأوضح أن ما يميز ألوان العلم، لكونها من الألوان المألوفة الأكثر استعمالاً ولها دلالات معبرة للإنسان، فالأبيض يعكس التسامح والسلام والمحبة والمودة وأعمال الخير والبر، والأحمر هو لون التضحية والشهادة التي تمثل أسمى درجات الوطنية، كما يعكس اللون الأخضر الخير والنماء والعطاء والرزق، باعتبار أن كل شيء نابع من الأخضر هو مفيد للبشرية، أما الأسود فهو لون الصلابة والأرض والقوة.

وأضاف: إن تصميم علم دولة الإمارات يمثل أكبر وسام في حياتي، برغم حصولي على العديد من الأوسمة خلال مشواري المهني، حيث إن كل مصمم لعلم بلاده يعتبر أنه الإنجاز الأكبر في حياته، نظراً أن ذلك يعد شرفاً لأي شخص ويمثل نقطة مضيئة وعلامة فارقة في حياته، وهو الأمر الذي يتمناه كل شخص محب لوطنه ويشعر تجاهه بالولاء والانتماء. وتابع: إن مشواري المهني في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ارتبط بالعلم أيضاً، حيث نظراً لمسؤولياتي كسفير في العديد من الدول، فإن العلم كان أمامي سواء في مقر العمل بالسفارة أو في البيت أو السيارة، حيث أصبح العلم جزءاً لا يتجزأ من أفراد أسرتي، كما كنت دوماً أحرص على رؤية العلم عند مشاركتي في المؤتمرات والمحافل الدولية للتأكد من وضع العلم بالشكل الصحيح. وتوقع المعينة أن تشهد السنوات الـ 50 المقبلة، مواصلة لنهج دولة الإمارات وريادتها العالمية في العديد من المؤشرات التنافسية العالمية، مشيراً إلى أنه كان شاهد عيان على قيام الدولة والتي بدأت بالعديد من التحديات، وتم تجاوزها بفضل وجود الرؤية السديدة لدى القيادة الحكيمة والتفاف الشعب من مواطنين ومقيمين خلف قيادتهم، وهو الأمر الذي سيكون عاملاً هاماً نحو استمرار النمو في مختلف القطاعات ومسابقة الزمن، للوصول إلى مستهدفات الخمسين قبل عام 2071. 

صحيفة «الاتحاد»
أعرب عبدالله المعينة عن تقديره البالغ للدور الوطني الذي تقوم به صحيفة «الاتحاد»، مؤكداً ارتباطه بالصحيفة منذ تأسيسها، حيث ساهمت الصحيفة في نقل تطلعات ومنجزات دولة الإمارات منذ قيامها حتى الآن، ضمن مضمون إعلامي يتحلى بالمصداقية والموضوعية والشمولية، هو ما جعلها تتمتع بسمعة مهنية رفيعة، متمنياً التوفيق في المحتوى الرقمي والورقي للصحيفة خلال الفترة المقبلة.

مواصفات
لعلم الإمارات مواصفات خاصة، فهو مستطيل، طوله ضعف عرضه، وينقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة، اللون الأحمر بعرض العلم، ويأخذ ربع مساحة العلم، وهو يجاور السارية، ثم اللون الأخضر في الأعلى، والأبيض في الوسط، والأسود في الأسفل.

سيرة المعينة
بدأ عبدالله المعينة العمل في السلك الدبلوماسي بتعينه في وزارة الخارجية بدرجة ملحق دبلوماسي عام 1972، ثم التحق في عام 1973 بسفارة دولة الإمارات في سلطنة عمان، ومنها إلى سفارة دولة الإمارات في الجمهورية العربية السورية في عام 1975، وحتى العام 1980 تولى خلالها لفترة القائم بالأعمال بالنيابة. 
خلال مسيرته المهنية تقلد عدة مناصب، حيث تولى في عام 1982 منصب قائم بالأعمال بالنيابة في سفارة الدولة في ليبيا، والتحق بعدها في عام 1984 بسفارة الإمارات في تونس، وتولى إلى جانب مهامه في السفارة مهام نائب مندوب الإمارات العربية المتحدة لدى الجامعة العربية. 
في عام 1995، التحق بسفارة الإمارات العربية المتحدة في اليابان، وتولى لفترة مهام القائم بالأعمال بالنيابة، رقي خلالها إلى درجة وزير مفوض. 
التحق في عام 2002 بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في إيطاليا، وتولى إلى جانب مهامه في السفارة، مهام نائب المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة لدى منظمة الفاو، وتولى لفترة مهام القائم بالأعمال بالنيابة، رقي خلالها إلى درجة وزير مفوض من الدرجة الأولى في يوليو 2004.
في عام 2005 عين سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا الجنوبية حتى عام 2011، وعين سفيراً مفوضاً فوق العادة «غير مقيم» لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا الشمالية في يوليو 2008. 
في عام 2011 عين سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية تشيلي وسفيراً غير مقيم في عام 2016 لدى دولة بوليفيا متعددة الأعراق.
عين سفيراً في جمهورية التشيك في سبتمبر عام 2017.

رفع العلم
في السادس من ديسمبر 1971، تم رفع علم دولة الإمارات في جامعة الدول العربية بعد الانضمام إليها، كما شهد تاريخ العاشر من ديسمبر من عام 1971، رفع علم الإمارات للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة، بنيويورك، حيث رفعه عدنان الباجه جي، والذي كان وزيراً للدولة، إعلاناً عن انضمام دولة الإمارات رسمياً عضواً فاعلاً في الأمم المتحدة. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©