سامي عبدالرؤوف، منى الحمودي (أبوظبي، دبي)
تشارك الإمارات العالم في احتفالاته باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال الذي يصادف غداً، حيث تنظم الدولة العديد من فعاليات التوعية والتثقيف الخاصة بطرق الوقاية من المرض وطرق التخلص منه، وأهمية الحصول على اللقاحات لتفادي الإصابة مستقبلاً.
وتهدف منظمة الصحة العالمية، من وراء تخصيص يوم عالمي لشلل الأطفال إلى التوعية بضرورة تآزر الجهود لاستئصال هذا المرض نهائياً، وأهمية نشر الوعي للقضاء على شلل الأطفال.
ويعتبر شلل الأطفال مرضاً فيروسياً شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض معدلات الإصابة بشلل الأطفال من نحو 350 ألف حالة سجلت في أكثر من 125 بلداً موطناً بالمرض عام 1955 إلى 33 حالة أبلغ عنها عام 2018.
جهود الإمارات
ولطالما مارست دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً رائداً في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال، حيث ساهمت بالتعاون مع شركائها بفعالية في الجهود الدولية في هذا الصدد، وقدمت الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال.
تأتي جهود الدولة ضمن النهج والمبادئ الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات بالالتزام بمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بالإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية، والحماية من الأمراض والأوبئة.
وبالرغم من ذلك، شكلت أحداث العام الحالي تحديات غير مسبوقة بالنسبة لجهود استئصال شلل الأطفال على المستوى العالمي، وحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث أوقف فيروس كورونا حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي حذرت فيه قيادات بارزة من مجتمع الصحة العالمي من تسبب الانقطاع في التطعيم بأزمة جديدة بسبب تفشي شلل الأطفال.
وخلال هذه الفترة الحاسمة، حشدت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال الجهود، لتصبح في يوليو الماضي أول حملة تطعيم تستأنف أثناء فيروس كورونا، بدعم من الأبطال العاملين في الخطوط الأمامية.
وفي ظل استمرار الوباء، أصبحت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال أكثر أهمية لصحة الأطفال الذين تخدمهم.
واستلهمت الجهود التي كرستها دولة الإمارات بغية القضاء على المرض تلك الأسس والمُثل التي رسخها الأب مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
النموذج العالمي
ومنذ العام 2011، خصص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال.
وهو ما يعكس ويؤكد التزام سموه الشخصي باستئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر سلباً على المجتمعات الأكثر فقراً وافتقاراً إلى الخدمات الصحية حول العالم، ومد يد العون إلى ملايين الصغار والكبار لكي ينعموا بحياة صحية وكريمة.
في عام 2019، استضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لحظة إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في منتدى بلوغ الميل الأخير والتي جمعت أكثر من 2.8 مليار دولار أميركي.
ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أحد الداعمين للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لشلل الأطفال، من خلال جوائز HOPE وجوائز REACH.
باكستان
ومنذ العام 2014، أتاحت دولة الإمارات الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال؛ حيث وفرت أمصال التطعيم والمساعدات إلى المناطق النائية هناك، والتي كان يتعذر الوصول إليها في السابق. وجاءت حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في إطار برنامج المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي انطلق بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بغية مد يد العون والمساعدة الإنسانية لأبناء الشعب الباكستاني، ودعم جهودهم التنموية نحو تحقيق المستقبل الأفضل.
وهذا العام، أوقف فيروس كورونا حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، وحذر المجتمع الصحي من احتمال حدوث أزمة شلل أطفال جديدة، وتغلبت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال على هذه التحديات الجديدة وكانت أول من استأنف التطعيم، وما بين يوليو وسبتمبر 2020 تم الوصول إلى أكثر من 16 مليون طفل، وتم تقديم 28 مليون جرعة تطعيم لهم.
الإجراءات الاحترازية
ويتخذ العاملون الصحيون في الخط الأمامي الآن الاحتياطات الصحية المناسبة من كورونا أثناء إعطائهم اللقاح الخاص بشلل الأطفال، مع توعية الأسر أيضاً بأساليب الوقاية من الفيروس.
وبالنسبة للعديد من الأسر والمجتمعات، فإن هؤلاء العاملين الصحيين هم أول من يبلغهم بالفيروس والإجراءات الجديدة التي يتعين عليهم اتخاذها لحماية أنفسهم.
محمد بن زايد الداعم الأبرز دولياً
قال الدكتور طارق فتحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في ﻣﻴﺪﻳﻜﻠﻴﻨﻴﻚ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ: «تعكس جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحملات الإمارات لمكافحة مرض شلل الأطفال على المستوى العالمي، التزام الإمارات بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة».
وأضاف: «كما تعكس هذه الجهود، دور الإمارات في تطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم».
وأكد فتحي، أن المساهمات المالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ عام 2011 شكلت العامل الأبرز في نجاح ودعم النشاطات الهادفة لاستئصال مرض شلل الأطفال ومكافحته على المستوى العالمي.
دور محوري للإمارات
قال الدكتور طارق دوفان، المدير الطبي للمستشفى الأميركي بدبي: «لعبت الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في مكافحة هذا المرض، وتمكنت من إطلاق أول حملة تطعيم ضد شلل الأطفال تستأنف بعد انتشار وباء كورونا».
وأضاف: «على الرغم من التقدم الكبير عالمياً لمكافحة هذا المرض، فإن خطر عودته وبأعداد كبيرة لا يزال قائماً، لذلك ينصح بالاستمرار بالحصول على التطعيم اللازم والضروري لمواجهة هذا المرض، حيث يؤدي هذا الفيروس لشلل عضلي مؤقت أو دائم، (إعاقة، تشوهات عظمية)، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى الوفاة».
وأشار دوفان، إلى أن الدراسات أظهرت أن اللقاح هو الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من شلل الأطفال. ونحن نشكر وزارة الصحة وهيئة الصحة بدبي على جهودهما المستمرة في إطلاق حملات التوعية بأهمية اللقاح ضد شلل الأطفال.