عدد اليوم
شروق عوض (دبي)
تنطلق دولة الإمارات إلى الخمسين المقبلة، وخطط التنمية المستدامة تتصدر الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية، بالاستناد على منجزات تحققت بوجود نهضة تنموية شاملة أحدثت تحولات واسعة وعميقة في مختلف أوجه الحياة، حيث سارعت وتيرة هذه النهضة وحققت خلالها الدولة قفزات تنموية في فترة زمنية قصيرة، أصبحت بفضلها نموذجاً تنموياً يحتذى، وهو الأمر الذي يتواصل بوجود الخطط التي تستهدف تعزيز مفاهيم التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وفي هذا السياق، قالت عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء في وزارة التغير المناخي والبيئة: تسعى الإمارات إلى بناء مستقبل مستدام، بما يضمن الاستقرار والأمان للأجيال، من خلال تبني استراتيجية مستدامة في الحفاظ على البيئة، ومنهجية تقوم على تحقيق الاقتصاد الأخضر، بوصفه أحد أبرز ملامح مسارات التنمية المستدامة التي تساعدها في تحقيق «رؤية الإمارات 2021» التي تهدف لأن تكون الإمارات ضمن أفضل الدول في العالم بحلول عام 2021، حيث ترتكز الرؤية على 4 عناصر رئيسية، تضم 6 محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات المقبلة، ومن بينها محور البيئة المستدامة، حيث تم إصدار الأجندة الوطنية للرؤية.
وأضافت: تسعى الرؤية إلى الحد من استخدام النفط والغاز، وتطوير تقنيات تحقق الكفاءة في استخدام الطاقة في الصناعة، واستخدام الوقود النظيف، وترشيد الطاقة بطرق ذكية تشجع على ترشيد الاستهلاك، واعتماد معايير البناء الأخضر، وتقديم وسائل مستدامة للنقل العام، ساعية من خلال كل ذلك إلى تعزيز معايير الكفاءة والفعالية والاستدامة البيئية في الحياة اليومية.
ومن جهته قال محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: ارتفع نتاج الدولة من المياه المحلاة حالياً إلى حوالي 1.4 مليار جالون تمثل حوالي 14% من الإنتاج العالمي في هذا القطاع، حيث إن الإمارات من أول دول العالم التي اهتمت بقطاع المياه، نظراً لمحدودية الموارد المائية وتراجع المخزون الجوفي منها لفترات طويلة، وواجهت الحكومة الطلب المتزايد على المياه ببناء محطات التحلية.
وأشار إلى الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي، التي أقرتها حكومتنا الرشيدة، تهدف لضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، بما ينسجم مع قوانين الدولة ومواصفات منظمة الصحة العالمية، ويسهم في تحقيق رخاء وازدهار المجتمع واستدامة نمو الاقتصاد الوطني. ولفت إلى أن المستهدفات العليا للاستراتيجية تتمثل في خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة مؤشر إنتاجية المياه، وخفض مؤشر ندرة المياه بمقدار 3 درجات، وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%، وتوفير سعة تخزين لمدة يومي تخزين للحالات العادية في النظام المائي، كما تسعى استراتيجية الأمن المائي 2036 إلى خفض متوسط استهلاك الفرد إلى النصف، مع التركيز على ترسيخ الممارسات المستدامة.
وأضاف: تسعى الاستراتيجية كذلك إلى تطوير نظام إمداد مائي يحافظ على سعة تخزين لمدة يومين تحت الظروف العادية، يعادل توافر إمداد مائي في نظام التخزين لمدة 16 يوماً في حالات الطوارئ مع المحافظة على اقتصاد مستدام، وبما يعادل الإمداد لمدة قد تزيد على 45 يوماً في حالات الطوارئ القصوى. وتتضمن الاستراتيجية الربط بين شبكات المياه لتعزيز القدرة على مواجهة حالات الطوارئ وتقليل أثرها على الاقتصاد والمجتمع، مشيراً إلى أن الهيئة نجحت في تنفيذ العديد من الخطط المتعلقة بترشيد استخدام المياه حيث انتهت من تركيب مرشدات المياه في حوالي 34 ألف منزل حتى الآن. وأشار إلى أن السنوات الخمسين المقبلة ستشهد نقلة كبيرة في تحلية المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وهو ما من شأنه تقليل تكلفة التحلية عالمياً وتوفير المياه لجميع الأغراض بتكلفة أقل، مشيراً إلى أن الهيئة بدأت في التواصل مع بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في هذا القطاع لإنشاء أول محطة تحلية تعتمد على الطاقة الشمسية. وأوضح صالح أن الهيئة بدأت اللجوء لمحطات التحلية في العام 1977 عبر بناء محطة البريرات التي جرى تطويرها وهي بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.2 مليون جالون، لافتاً إلى أن إنتاج الهيئة من المياه المحلاة حالياً يصل لحوالي 53 مليون جالون من محطات التناضح العكسي، إلى جانب محطات حرارية يتم اللجوء إليها عند الضرورة وهي بطاقة 20 مليون يومياً فيما تغطي الهيئة باقي احتياجاتها من خلال الربط مع شبكة كهرباء ومياه الإمارات وبواقع 60 مليون جالون يومياً.
مطارات ذكية وتقنيات لمحاكاة سلوك المسافرين
قال اللواء محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي: إن الخطط التنموية العمرانية تهدف إلى بناء مجتمعات مستدامة تسهم في جذب الاستثمارات وفرص العمل، ما يؤدي إلى تحريك عجلة النمو وتوفير الرخاء الاقتصادي فالمدن الذكية تعتمد على البيانات للتعامل مع أي نوع من التحديات من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وفيما يخص الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب أكد تطوير وتحديث الخدمات وفق أحدث التقنيات حيث صممت مطارات دبي لتصبح محطات ذكية ستتيح للمسافر تجربة ذكية وممتعة تتماشى مع التطورات الحاصلة في العالم بمجال التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، حيث تعمل هذه التقنيات على محاكاة سلوك المسافرين، من خلال البوابات الذكية والممر الذكي الذي يعتبر الأول من نوعه عالمياً والدخول ببصمة الوجه وغيرها.
ومن ناحيته قال الدكتور هاني تركي مدير مشروع المعرفة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إن المعرفة والتنمية وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإن المعرفة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، والتنمية تسعى للنهوض بالمعرفة في الدول، لافتاً إلى أن جزءاً من المعرفة مبني على التعليم الذي تحوّل مفهومه إلى التعلّم المستمر والجيد بدءاً من مراحل الطفولة المبكرة. وشرح أن مخرجات التعليم المستدام تتحقق مع دارسين تتوفر لديهم المرونة للتعامل مع تغيرات سوق العمل، مرونة تكتسب مهاراتها عبر التعلّم الذاتي، وبمعنى آخر بناء مهارة كيف نتعلّم، داعياً الأنظمة التعليمية إلى تبني التعلّم المستمر بدلاً من التعليم التقليدي.
وقال: إن مؤشر المعرفة العالمي يتضمن مؤشرات تقيس ما هو مرتبط بشكل مباشر مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة مثل جودة التعليم ما قبل المدرسي وخريج التعليم والعالي، والمهارات المرنة، والمهارات الرقمية والتفاوض والذكاء العاطفي وحل المشكلات والتفكير النقدي.
فيما اعتبرت الدكتورة آمال الهبدان مديرة برامج إدارة الدعم المجتمعي في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووكيلة جامعة الأميرة نورا أن دور محو الأمية في تحقيق الاستدامة مهم جداً. وقالت إن عمل المركز يصب في تحقيق الاستدامة عبر محو الأمية التكنولوجية أو الهجائية أو عبر رصد ضعف تعليمي معين والتعامل معه.
نظام إمداد مائي
قال محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: إن الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي والتي أقرتها حكومتنا الرشيدة تهدف لضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وظروف الطوارئ القصوى، بما ينسجم مع قوانين الدولة ومواصفات منظمة الصحة العالمية، ويسهم في تحقيق رخاء وازدهار المجتمع واستدامة نمو الاقتصاد الوطني. وأضاف: تسعى الاستراتيجية إلى تطوير نظام إمداد مائي يحافظ على سعة تخزين لمدة يومين تحت الظروف العادية، يعادل توافر إمداد مائي في نظام التخزين لمدة 16 يوماً في حالات الطوارئ مع المحافظة على اقتصاد مستدام، وبما يعادل الإمداد لمدة قد تزيد على 45 يوماً في حالات الطوارئ القصوى، وتتضمن الربط بين شبكات المياه.
توصيات
ترشيد المياه لخفض الاستهلاك الحالي بواقع 20 %
التوسع في تركيب مرشدات المياه في جميع البيوت
الاعتماد على الطاقة في عملية التحلية لتقليل التكلفة
تقليل الاعتماد على المياه الجوفية والحفاظ عليها للأجيال
تقليل إنتاج النفايات عبر استخدام تصاميم تقنية ومعمارية
بناء مجتمعات مستدامة تسهم في جذب الاستثمارات والفرص
التركيز على مخرجات تعليم مستدام لدارسين مستعدين لسوق العمل
تعزيز القدرات في مجال الإنذار المبكر والحد من المخاطر
تعزيز مبادئ الاستدامة في العديد من الشركات الكبرى
إقامة مؤتمرات افتراضية لبحث مجالات الاستدامة المستقبلية
