سلطان الحجار (أبوظبي)
منذ انطلاقته، في مارس 2000، يحلق ملحق «دنيا الاتحاد»، في سماء الإبداع والتفرد في بلاط صاحبة الجلالة، محققاً إضافة للجريدة الأم «الاتحاد»، باعتباره المنبر الذي يعبر عن المجتمع الإماراتي، والمرآة التي تعكس أنشطة الإمارات السبع على المستويات كافة، سواء الاجتماعية أو التراثية أو الثقافية، إضافة إلى الفعاليات والمسيرات التطوعية المختلفة، والاحتفالات الخاصة بالصغار والكبار، والوجهات الترفيهية المفعمة بالمرح.
نجح ملحق «دنيا الاتحاد»، الذي جاء بعد ملحق واحة الاتحاد الذي صدر في 15 ديسمبر 1994 كملحق أسبوعي يهتم بالمنوعات والأخبار الطريفة والسفر والسياحة واستمر حتى 2000، في إقناع القارئ باحترامه ومتابعته بشكل يومي، لما يقدمه من وجبة صحفية تجمع بين الدسم والخفيف، حيث يبحر بموضوعاته على ضفاف الإبداع، ويشبع المتلقي بما يحمله من انفرادات صحفية مذهلة، تضعه في دائرة الرضا والثناء على هذا المطبوع الثري.. الملحق، صال وجال في بلاط الصحافة من كل حدب وصوب، وواكب التطور من حيث المحتوى والمضمون والإخراج الصحفي، واضعاً بين يدي القارئ كل ما يتمناه من أخبار وحوارات فنية ومتابعات للمهرجانات المختلفة على المستوى المحلي والخليجي والعربي، والإبحار في كنوز التراث التي تعبر عن ماضي الإمارات التليد، وتستعيد أمجاد الزمن الجميل، ورصد حياة الأقدمين، والعودة بالذاكرة إلى «زمن لوّل»، راصداً تفاصيل الحياة القديمة بتراثها الغني، مسلطاً الضوء على البيئات الصحراوية والبحرية والبرية والبدوية، إضافة إلى الأكلات الشعبية العديدة والشهية، وغيرها من موروثات المجتمع الإماراتي التي تتناقلها الأجيال على مر العصور.. «دنيا الاتحاد» نجح في إرضاء كل الأعمار، والفئات في المجتمع الإماراتي، فقد اهتم بالطفل ونشأته وصحته ومهاراته ومواهبه، كما اهتم أيضاً بالأم وما تواجهه من متاعب في تنشئة طفلها، مع تقديم نصائح لها لتعبر بصغارها إلى بر الأمان، وأولى اهتماماً خاصاً بالمرأة الإماراتية، فصفحاته لم تكتفِ بالاحتفاء بها في المناسبات فقط، بل سار معها جنباً إلى جنب على طريق التمكين وإثبات الذات، وأفرد لها صفحاته كي يضيء على إنجازاتها ومهاراتها ومواهبها في المجالات كافة، ولم يتجاهل ملحق «دنيا الاتحاد» عالم الموضة الذي يهتم بأناقة المرأة وطلتها الجذابة، واضعاً أمامها آخر صيحات الموضة على المستوى العالمي من خلال منصات عروض الأزياء العالمية.. ولم يتجاهل ملحق «دنيا الاتحاد» الجانب الثقافي بدولة الإمارات، حيث حرص على مر السنين على تغذية عقول القراء برحيق الأفكار التي تثري الوجدان، وتسهم في بناء أجيال قادرة على الإبداع والعطاء في مجالات الكتابة والرسم وفنون التصوير الفوتوغرافي والدراما والفن السابع، إلى جانب الاهتمام بالمسرح «أبو الفنون»، لتتحول الإمارات إلى منارة حضارية وثقافية تشع بنورها على مستوى العالم.. كما أفرد الملحق صفحاته للكنوز الأثرية التي تزين المتاحف الإماراتية، خاصة متحف اللوفر - أبوظبي، ومتاحف الشارقة وغيرها، والتي تستقبل الزوار العاشقين لهذه التحف الأثرية، والتي تعود لأزمان مختلفة، ليعيش الزائر بعض الوقت في عوالم مختلفة عبر الزمن، وينهل من هذا النبع الحضاري والتاريخي كل ما يشبعه ويبهره.. ولم يغفل «الملحق» متابعة أصحاب الهمم، من خلال الوقوف على كل ما يتعلق بهم في الحياة، فأفرد صفحاته لمعارضهم الفنية تشجيعاً لهم على صقل مهاراتهم، وألقى الضوء على مبادرات الدولة التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع، ليتحول كل صاحب همة إلى إنسان فاعل في المجتمع، وقادر على العطاء والمشاركة في بناء الوطن.. إضافة إلى الاهتمام بكبار المواطنين والمساهمة في نقل تجاربهم وخبراتهم إلى الأجيال الجديدة من خلال جلسات حوارية وندوات مصغرة، تستعرض مسيرتهم الحياتية، ليستفيد منها النشء في المستقبل.
وثمّن «الملحق» العمل التطوعي، والذي يعد من خصال أهل الإمارات، واضعاً نصب عينيه نشر ثقافة العطاء بين فئات المجتمع، من خلال تغطية المبادرات التي ترفع شعار الخير ومساعدة الغير من غير القادرين والأسر المتعففة داخل وخارج الإمارات، صاحبة الأيادي البيضاء في كل أنحاء المعمورة.. كذلك اهتم الملحق بنشر قيم ومبادئ التسامح وثقافة التعايش وقبول الآخر، مطلقاً وثيقة «الأخوة الإنسانية»، التي تنتصر للبشرية وتبعث رسالة سلام للعالم. ولم يترك الملحق مناسبة اجتماعية أو وطنية أو عالمية، إلا وسلط عليها الضوء من خلال «ملاحق خاصة» لهذه المناسبات، خاصة اليوم الوطني لدولة الإمارات، يوم المرأة الإماراتية أو العالمي، سرطان الثدي، وغيرها.