سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة الشارقة، أن 14% فقط من مرضى السرطان الذين سافروا للعلاج بالخارج، هم من كانوا بحاجة فعلية للسفر للخارج، مثل الحالات الاضطرارية التي تحتاج لزراعة النخاع، وذلك وفق نتائج إحدى الدراسات التي تم إجراؤها في دولة الأمارات في العام 2017.
وقال في تصريحات لـ «الاتحاد»: «86 % من المسافرين للعلاج بالخارج علاجهم متوفر داخل الدولة، منهم 54 % ليسوا بحاجة للسفر، و32 % سافروا وتعالجوا في السابق وبحاجة للمتابعة فقط، وهذه المتابعة متوفرة داخل الدولة».
وأشار إلى أن الإشكالية الأساسية هي ثقة الناس في توفر علاجهم داخل الدولة، حيث تمتلك مؤسساتنا الصحية أحدث المعدات والأجهزة الطبية بالعالم، وكذلك لديها كوادر طبية على مستوى عال من الكفاءة والتميز.
وقال الشامسي: «نريد تغير طريقة تفكير الناس عن مرض السرطان وعلاجه بالدولة، حيث يوجد 77 استشارياً مسجلين في جمعية الإمارات للأورام، وهم يتمتعون بإمكانات علمية وطبية عالية جداً، ومن أفضل العاملين في هذا المجال على مستوى المنطقة».
وأكد الشامسي، أن علاج مريض السرطان في الدولة هو الأفضل للمريض وأهله، حيث يجنبهم عناء السفر للخارج، وقد أثبتت الحالات الميدانية أن الكثير من المسافرين للخارج يأخذوا فترات طويلة قد تصل إلى 6 أو 7 أسابيع حتى يبدأ تلقي العلاج بعد سفره للخارج، وهذا التأخير في العلاج يؤثر على المريض بشكل كبير، ويؤدي إلى نتائج سلبية في ظل جائحة «كوفيد- 19».
وشدد على أن السفر في الخارج محاط في الوقت الحالي بمخاطر لإمكانية الإصابة بمرض «كوفيد- 19» وتأخر تلقي العلاج، مما قد يؤدي إلى زيادة انتشار مرض السرطان في جسم المريض بسبب التأخير وبالتالي حدوث نتائج سلبية تؤثر على حياته.
وقال الشامسي: «إن دولتنا الحبيبة تمتلك إمكانيات كبيرة جداً لعلاج مرضى السرطان داخل الدولة دون الحاجة للسفر للخارج».
ونبه الشامسي، إلى أن مرض السرطان لا يمس شخصاً واحداً فقط، وإنما يؤثر على العائلة بأكملها، كما أنه يؤثر على القطاع الصحي، حيث تتكبد الجهات الصحية مبالغ ضخمة بسبب هذا المر وتكاليف علاجه الباهظة.
وعن إحصائيات السرطان بالدولة، أجاب الشامسي: الإحصائيات المعتمدة تشير إلى وجود 4210 مرضى مصابين بأنواع مختلفة من السرطان حسب نتائج إحصاء 2016، وتجري الجهات الصحية في الوقت الراهن تحديث رسمي للإحصائيات، ومن المتوقع أنه توجد هناك زيادة سنوية من المصابين.
وكشف أن جمعية الإمارات للأورام، أجرت منذ بداية العام الجاري 12 بحثاً طبياً وعلمياً منهم 10 أبحاث مرتبطة بمرض «كوفيد- 19»، مشيراً إلى أن جمعية الإمارات للأورام سعت مع بداية أزمة «كورونا»، أن تكون أكثر تأثيراً في علاج مرضى السرطان المصابين بكورونا، وأن يكون لنا دور بحثي وعلمي خلال هذه الجائحة.
وذكر من أبرز هذه الأبحاث، بحث يتم العمل عليه حالياً لتقييم حالات السرطان على مدار 36 عاماً، من خلال فحص ودراسة ملفات المرضى وأيضاً حالات حية، وكشف أن الإمارات هي أول دول بالعالم يصدر منها بحث حول التوصيات الطبية لكيفية علاج مرضى السرطان المصابين بـ «كوفيد- 19» بقيادة إماراتية، وتعاون من الصين وإيطاليا وتايوان والكويت والسعودية وسنغافورة وكندا والولايات المتحدة، وقد تم نشره بدورية إخصائي السرطان الصادر من جامعة هارفارد أعرق الجامعات الأميركية.
ولفت إلى أن هذا البحث تم اقتباسه واستخدامه والاستفادة من محتواه العلمي والطبي من قبل 140 من 50 دولة حول العالم، من بينها الحكومة الأسترالية، التي وضعت توصياتها في هذا المجال بناء على التوصيات المتضمنة في البحث الإماراتي.
المرتبة الأولى
وأوضح الشامسي، أن دولتنا أصبحت مرجع للكثير من الجهات الصحية العالمية في موضوع علاج مرضى السرطان المصابين بـ «كوفيد- 19»، ولذلك جاء هذا البحث في المرتبة الأولى في الدورية الأميركية التي نشرته، وهو أفضل بحث في المجلة لعام 2020.
وذكر أن الإمارات من خلال هذا البحث هي أول دوله في العالم أصدرت ونشرت توصيات عن التعامل مع مرضى السرطان المصابين بـ «كوفيد- 19»، يضم البحث برنامجاً متكاملاً للتعامل مع المريض من البداية حتى الشفاء من «كوفيد- 19». كما يضم البحث توصيات موزعة على 7 أقسام، ويتناول طرق اختبار الإصابة بالمرض وتقليل زيارة المريض المصاب، وأخذ العلاج عن طريق الحبوب بدلاً من الحقن، ويركز البحث على أنواع سرطان، الثدي والبروستاتا والقولون والرئة والدم والعظام ومنطقة العنق والرأس.
وأفاد الشامسي، أنه تم أيضاً نشر نتائج أول بحث علمي على مستوى العالم، يتعلق بعمل فحص (مسحة الفحص) أو ما يعرف بفحص (بي سي آر)، قبل الخضوع لجلسة العلاج الكيماوي أو الأنواع الأخرى من العلاج، وتبين أن 8 % من مرضى السرطان لديهم إصابة بفيروس «كورونا» من دون الظهور أي أعراض المرض وذكر أن نحو 10 آلاف باحث ومختص استفادوا من نتائج هذا البحث من شهر مايو الماضي وحتى الآن (5 أشهر)، وقد تم نشر هذا البحث في مجلة «جاما انكولوجي» الأميركية، وبعدها بدأت الكثير من المرافق الصحية في العالم باتباع هذه الإجراءات.
وأفاد الشامسي، أن جمعية الإمارات للأورام، وضعت خطة كاملة لجميع التخصصات الطبية المتعلقة بالمرضى المصابين بالسرطان العائدين من العلاج بالخارج خلال جائحة «كورونا»، واستفاد منها العديد من دخول الخليج العربي الأخرى.
«خليفة الإنسانية» أفضل شريك استراتيجي
نظمت جمعية الإمارات للأورام، المؤتمر الأول «الافتراضي» لها بمشاركة 5000 مختص، لمناقشة طرق علاج مرضى السرطان ودور الأطباء، وتم تكريم المساهمين في مجال دعم علاج أورام السرطان على مستوى الدولة من جهات وشركات وأطباء وممرضين ومتدربين. وكرم المؤتمر مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، كأفضل شريك استراتيجي للبحث العلمي والطبي مع جمعية الإمارات للأورام، ومنحت جائزة الإنجاز مدى الحياة للدكتور فلاح الخطيب، الذي عمل في هذا المجال من عام 1986، وهو مؤسس قسم العلاج الإشعاعي في مستشفى توام. كما تم تكريم 9 جهات عربية ومحلية تقديراً لدورها في علاج مرض السرطان، من بينها الدكتورة موزة العامري، استشاري الأورام وعضو المجلس الوطني الاتحادي، وحصلت على جائزة أفضل طبيبة متخصصة في مجال السرطان على مستوى الدولة.