أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
دعا عدد من المعلمين والمعلمات الآباء والأمهات إلى دعم العملية التعليمية، وتعزيز التحصيل الدراسي للطلبة الذين اختاروا التعلم عن بُعد في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد، ولفتوا إلى ضرورة إتاحة الفرصة للطالب للمشاركة بحرية في الحصص الافتراضية، وعدم الجلوس بجانبه أو توجيهه، وترك المجال للتعبير عن نفسه أمام المدرس خلال الحصص عبر الإنترنت، وعدم مقاطعة الطلاب في أثناء الاجتماعات أون لاين، وتركه يتعامل بطبيعته، كما لو كان في الفصل الدراسي، وعدم أداء الواجبات والتدريبات وتركه يؤديها بمفرده، وتقديم بعض الأنشطة اليدوية، المتمثلة في الرسم والتشكيلات الورقية التي كان يمارسها في الفصل الدراسي.
وتحدث معلمون لـ «الاتحاد»، مؤكدين أن التعليم عن بُعد، أصبح أمراً ليس بجديد على أولياء الأمور والطلاب، خاصة أن الفصل الدراسي الأخير من العام الماضي تم بالكامل عن بُعد، وهو ما أكسب الطلاب والمدرسين خبرات في الدراسة والتواصل عبر تقنيات الإنترنت والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.
وقال عاصم سالم، مدرس اللغة الإنجليزية بالمدرسة الإسلامية للغات بأبوظبي: «إن النصائح التي يمكن أن أوجهها لأولياء الأمور، تتمثل في عدم الضغط على الطلاب، والبقاء بجانبهم خلال الحصص الافتراضية التي يعقدها المعلم، والتي تجمع مجموعة من الطلاب في نفس الوقت، عبر تطبيق «زووم» على سبيل المثال، وذلك لترك مساحة للطفل للاستيعاب، وعدم الانشغال بوجود الأب أو الأم بجانبه، ما يؤثر على تركيزه».
وأضاف أنه لا بد من عدم المقاطعة للطفل في أثناء الإجابة والتفاعل عبر اجتماعات «زووم» مع المدرسين، وتركه يفكر ويجيب بنفسه وعدم مساعدته، حيث إن أفضل طرق التعلم هو أن يخطئ الطفل في الإجابة ويعرف الصواب، وهذا من أولى خطوات التعلم، هي معرفة الخطأ ثم تصويبه».
وأشار إلى نصيحة مهمة أيضاً، وهي ترك الطفل يؤدي الواجبات بنفسه بشكل كامل، وعدم التدخل من قبل الآباء والأمهات، حيث إن ذلك يشعره بعدم المسؤولية، لافتاً إلى أهمية أداء الطفل الواجبات بنفسه ومراجعتها مع المعلم في اليوم التالي، ويعرف أخطاءه؛ حتى لا يكررها، أما إذا أدّاها الأب أو الأم بشكل صحيح، فماذا تعلّم الطفل في هذه الحالة؟
توفير بيئة هادئة
وقال حافظ شمس الرحمن، معلم بمدرسة «آور أون انجليش سكوول» بالعين: «إن التعليم عن بُعد لم يصبح شيئاً جديداً الآن، بعد أن تدرّبنا جميعاً عليه، وعايشنا هذه التجربة العام الماضي، وما علينا فعله الآن هو التكاتف من أجل تحسين هذه العملية التعليمية، وأنصح أولياء الأمور بعدة أمور، من شأنها زيادة تركيز الطلاب خلال التعلم عن بعد، أولها: توفير أولياء الأمور مكاناً ومساحة يدرس فيها الطالب، والتأكد من أن الطفل أخذ قسطاً كافياً من النوم، حتى يكون نشيطاً في اليوم التالي خلال التعلم عن بُعد، فضلاً عن تجهيز الأوراق والأقلام الرصاص والحبر الجاف وجهاز الكمبيوتر اللوحي، والتأكد من سلامة الاتصال بالإنترنت، حتى تتم العملية التعليمية بشكل صحيح، ولا ينفصل الطفل عن المشاركة في الحصص الأون لاين.
وأضاف: أن المعرفة الرقمية أصبحت على قدر كبير من الأهمية لكل من الآباء والأمهات والأطفال أيضاً، وذلك لتشجيع الطلاب وتحفيزهم على الدراسة من المنزل عبر الإنترنت، ولا بد من تعليم الأطفال في المراحل الأولى كيفية تشغيل الأجهزة وتحميل المواد التعليمية بأنفسهم، وإغلاق الميكروفون وتشغيله، وكاميرا الجهاز اللوحي، للمشاركة في الحصص التي تضم مجموعة من الطلاب، والتي تتطلب الحديث مع الزملاء والأساتذة.
إيجابيات عديدة
وقالت دينا جويلي، معلمة الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية: دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول المبتكرة والسباقة دائماً، واستخدام منظومة التعلم عن بُعد منذ بداية أزمة «كورونا»، كان لها فوائد كثيرة تجعل المعلم والطالب والأهل على نهج واحد متكامل، ومتعاون، وهدفه واحد وهو نجاح ورعاية طلابنا، مشيرة إلى أن التجربة تحمل العديد من الإيجابيات، ومنها تحمل الطالب مسؤولية أثناء حضور الدرس والالتزام بالمواعيد والنظام داخل الصف، وإدارة وقته جيداً بين الدراسة، وعمل الواجبات، والالتزام بالاختبارات والأنشطة المطلوبة.
وأشارت إلى أن أولياء الأمور عليهم متابعة الطلاب بشكل دوري، وتوفير مكان مناسب يستطيع فيه الطالب التركيز أثناء عرض الدرس، وإلزام الطالب بالوقت المخصص للحضور، خاصة في المراحل التي تحتاج إلى متابعة كبيرة، ونناشدهم بالصبر والتحمل معنا، قد قطعنا مسافة كبيرة معاً بكل جد واجتهاد، نحن الآن يد واحدة، نعمل بتعاون من أجل عبور كل هذه التحديات بتفوق ونجاح.
قال عبدالله مبارك نائب مدير مدرسة الخليل بن أحمد الثانوية: إن الملاحظات التي يمكن أن نلفت نظر الآباء إليها من أجل الحصول على نتائج متميزة من التعليم عن بُعد، ومنها ضرورة المتابعة للأبناء وحثهم وتشجيعهم على هذا النوع من التعلم وأخذ الأمور بالجدية اللازمة.
وأضاف: أنصح أولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم بشكل دائم بعد انتهاء كل يوم دراسي عن بُعد والعمل على تشجيعهم باستمرار، حيث إن ذلك يعد عاملاً مساعداً للطفل لتعزيز ثقته بنفسه حيث إن الأطفال في بداية العام الدراسي يشعرون بالخوف إلى حد ما من المعلمين والزملاء.
وأشار إلى أن التعليم عن بُعد أصبح «ثقافة»، لذلك يجب تنظيم الوقت للطلاب أمر مهم جداً وتدريبهم على إعداد جدولهم ليومهم من حيث الدراسة والحصص والاجتماعات الافتراضية عن بُعد، ثم الترفيه وممارسة الرياضة والأنشطة وتناول والوجبات بين هذه الأمور، وذلك لأن التعلم عن بُعد خلق حالة من المرونة التي تساعد الطالب على التركيز بشكل أفضل، حيث لا حاجة لأن يذهب إلى المدرسة.
مشاركة أولياء الأمور
وقال مهند البستاني إداري بمدرسة الخليل بن أحمد: إن التعليم عن بُعد خطوة رائعة من حيث تعود الطلاب علي تحمل المسؤولية، واستغلال الوقت بشكل أفضل، ومراجعة الدروس على مدار اليوم بعد كل حصة دراسية.
وأضاف: أحد الأمور التي أنصح الآباء بتفاديها هي إهمال الأبناء في يومه الدراسي عن بُعد ولابد من الاهتمام والحديث معه، حيث إن ذلك يثير عنده حب الدراسة والتعلم وأثبتت كل الدراسات الحديثة أن مشاركة الآباء في العملية التعليمية تعزز ثقة الطالب بنفسه وتزيد من الاستيعاب وتؤدي إلى مخرجات تعليم أفضل«، مشيراً إلى أن الآباء عليهم دور مهم في توفير المناخ والمكان الملائمين وإيجاد سبل الراحة للطفل حيث توفير مكتب بالألوان التي يفضلها الأطفال بأقل التكاليف ممكن تقديمها لهم حتى يحفزهم على الدراسة ويشعرهم بالاستقلالية.
ونصح البستاني من أن تدخل أولياء الأمور بشكل مبالغ فيه أحياناً خلال عملية التعليم عن بُعد مثل تلقينهم إجابات أو تصحيح أخطاء لهم تؤدي لنتائج عكسية على مستوى استيعاب الأطفال، حيث إن التعلم من الخطأ يؤدي إلى ثبات المعلومات».
وبدوره، قال راشد عبدالله الخوري رئيس وحدة الشؤون الأكاديمية: إن متابعة الأبناء خلال وبعد انتهاء اليوم الدراسي أمر مهم جداً، حيث إن التعليم عن بُعد سهل مهمة أولياء الأمور، حيث يمكن الدخول على التطبيق الذكي، ومتابعة تقديم الأبناء الواجبات المدرسية، وحضور الحصص الدراسية.
وأضاف أن الأمهات عليهن دور مهم وهو تشجيع أبنائهن، خاصة في سنوات الدراسة الأولى لتحفيزهم وبث الثقة في أنفسهم والمطلوب أيضاً عدم التدخل بما يربك الطالب من خلال الضغط عليه وقت إجابات الأسئلة في الحصص الافتراضية، وكذلك توجيه الطالب لأداء الواجبات وليس حلها نيابة عنه.
عدم إجهاد العين
قال محمد عثمان فاروق، معلم أحياء: إن النصائح التي يمكن أن أقدمها لأولياء الأمور تتركز في التأكد من نوم الطلاب ثماني ساعات ليلة الدراسة، وأداء بعض التدريبات البدنية في المنزل، والتأكد من الطعام الصحي في الوجبات، واتباع قاعدة مهمة، وهي بعد كل 20 دقيقة من المتابعة للدروس عن بُعد، لا بد على الطالب التحرك لمدة 20 ثانية في مساحة 20 قدماً مربعة، وذلك للحفاظ على النشاط البدني، وعدم إجهاد العين.
وذكر أنه لا بد من استخدام كرسي للراحة، لتفادي آلام الظهر، وعدم إزعاج الطلاب في أثناء الدراسة عن بعد، وبالنسبة للطلاب في المراحل الإعدادية، يجب على أولياء الأمور متابعة أنشطة أبنائهم خلال أوقات الدراسة، وفي المرحلة الابتدائية لابد من تخصيص وقت للعب مع الأطفال خلال اليوم الدراسي، وعدم تناول الأطعمة خلال أوقات الحصص أون لاين.