علاء المشهراوي (غزة)
أكد قياديون في التيار الإصلاحي الديمقراطي بحركة فتح، على موقف التيار الذي يرى أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، تأتي ضمن استراتيجية سياسية، تسعى للتخلص من الاحتلال، وإحياء حل الدولتين، بعد أن نجحت في تجميد قرار ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، معربين عن إيمانهم العميق بقدرة الإمارات على توظيف طاقاتها وإمكاناتها، لكي ينال الفلسطينيون حريتهم، وليس أدل على ذلك من الموقف الإماراتي الثابت على مرّ السنين، من دعم النضال والقضية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم تيار الإصلاحي في الحركة، عماد محسن، لـ«الاتحاد»: «نثق في أن الإمارات تراعي مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وتوظيف كل طاقاتها، لكي ينال الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال»، لافتاً إلى أن الإمارات تضغط على الإدارة الأميركية، لإنهاء مخطط الضم بالكامل.
وشدد محسن، على أن العلاقات الأصيلة والتاريخية المتجذرة بين فلسطين والإمارات، فوق كل الخلافات في وجهات النظر السياسية، «لأن الإمارات دعمت صمود شعبنا على مدار مراحل ومنعطفات تاريخية مصيرية».
وتابع محسن: «استمر الدعم الإماراتي لبرامج أساسية، لدعم صمود شعبنا عبر تمويل برنامج المصالحة المجتمعية والمشاريع الإغاثية والسكنية والتنموية، وستبقى الإمارات داعماً قوياً للشعب الفلسطيني، ولكرامتهم وحقوقهم ودولتهم المستقلة».
وأضاف: «كل ما حدث وما سيحدث، يجب أن لا يكون حاجزاً يتجاوز مواقف الإمارات الثابتة والداعمة تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما أن الاتفاق، وإن لم تؤيده الأطراف الفلسطينية كافة، يوقف فوراً قرار الضم الإسرائيلي، واحتمال تصاعد العنف، ويحافظ على قابلية حل الدولتين، الذي تقره جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي، ويتيح آفاقاً جديدة في عملية السلام في الشرق الأوسط».
من جانبه، قال الدكتور طلال الشريف، المحلل السياسي والقيادي في التيار الإصلاحي بحركة «فتح»، لـ«الاتحاد»: «تميز موقف الإمارات كدولة ذات سيادة بنجاحها، في ربط هذا الاتفاق بإنهاء عملية ضم الأراضي، ومنعها، وإلغائها بما يحافظ على الأراضي الفلسطينية ووحدتها، وهذا شرط مهم من أجل نجاح حل الدولتين».
وأوضح الشريف، أن شرط وقف الضم في بناء العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وإسرائيل، تمييز إيجابي لموقف الإمارات لم تقم به أي دولة أخرى، وتابع: «إن أكثر ما يضر القضية الفلسطينية، هو استمرار الانقسام بين (فتح( و(حماس)، وهما المسؤولان عن كل ما يحدث، بإهمالهما للشعب والقضية».
وفي غضون ذلك، قال الدكتور محمد أبومهادي، القيادي بالتيار الإصلاحي في حركة فتح: «رغم حساسية التوقيت الذي تم فيه الإعلان عن المعاهدة، إلا أن اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، يمنح فرصة جديدة لإحياء عملية السلام».
وأضاف: «لا توجد معاهدة سلام في العالم، تعطي أطراف الصراع أهدافهم بالكامل، لكن توجد معاهدات تضمن الحد الأدنى من الحقوق المتبادلة، وهنا يأتي دور الإمارات الشقيقة في ضمان التزام إسرائيل، بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه».
وتابع: «دولة الإمارات ساندت طوال الوقت نضال الشعب الفلسطيني، وقفت إلى جانب الفلسطينيين في محطات كثيرة، يذكرها شعبنا، وكانت في موقف متقدم لدعم نضال الفلسطينيين ضد إسرائيل، ومن هنا، فإن موقف قيادة السلطة الفلسطينية القائم على العدمية هو موقف مرفوض وغير عقلاني، وكان ينبغي على رئيس السلطة محمود عباس، أن يكون أكثر حكمة واتزاناً في مواقفه الأخيرة، وأن يفتح قناة حوار حقيقة مع الإمارات الشقيقة، لاستطلاع المواقف وتنسيقها، وهذا يعطي فرصاً أكثر للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، ويعزز من أشكال التضامن العربي المشترك، بدل خطابه التصعيدي المسيء، الذي لن يغيّر من الواقع شيئاً».
وأوضح أبومهادي، أن السلطة الفلسطينية أصبحت منذ فترة خاضعة لأطراف، تجرها نحو حالة عداء كاملة مع المحيط العربي، وفي ذلك خطورة عالية على مستقبل الشعب الفلسطيني، أكثر من أي معاهدات سياسية يجري توقيعها. وأضاف: «أدعو الأشقاء في الإمارات المتحدة، لعدم تحميل الشعب الفلسطيني وزر مواقف رئيس السلطة»، مؤكداً ضرورة الأخذ في الاعتبار تجارب معاهدات السلام السابقة مع إسرائيل، لكل من الشقيقتين مصر والأردن، وأيضاً تجربة اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية.