أكد معالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة وشيربا الإمارات، أن جائحة فيروس كورونا المستجد /كوفيد - 19/ تحد عالمي حقيقي يتطلب التصدي له ولآثاره استجابة عالمية قوية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لعبت دوراً بناء في دعم جهود الدول لاحتواء /كوفيد - 19/، من خلال توفير أكثر من 1100 طن من المساعدات إلى أكثر من 89 دولة لدعم أزيد عن مليون من المهنيين في القطاع الطبي.
كما أكد معاليه، خلال اجتماع الشيربا الاستثنائي الثاني لمجموعة العشرين الذي عقد اليوم الجمعة عن بعد، الحاجة إلى الموازنة بين الحفاظ على الصحة العامة والانتعاش الاقتصادي. وقال إن الدول لا زالت تواجه العديد من التحديات بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد لكنه أشار إلى التغيرات التي طرأت منذ اجتماع الشيربا الأخير في مارس، حيث تعمل الدول في الوقت الحالي على تخفيف الإجراءات الاحترازية، بهدف استعادة النمو الاقتصادي والذي بدوره سيفتح المجال لخلق فرص عمل جديدة، مع الحفاظ على صحة الشعوب.
وقال معاليه إن إطلاق دولة الإمارات الناجح لـ"مسبار الأمل"، الذي يُعد أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، يعتبر بحد ذاته مؤشراً حقيقياً في مجال التعاون الدولي، حيث عمل علماء دولة الإمارات بشكل وثيق مع نظرائهم من العديد من دول العالم لإعداد المسبار للإطلاق ومتابعة المرحلة التي تلي ذلك. وأضاف معاليه "بإمكاننا تحقيق أشياء عظيمة عندما نتعاون من أجل الصالح العام"، مؤكدا إيمان دولة الإمارات بأهمية الرسالة الموحدة القوية المنبثقة عن قمة قادة دول مجموعة العشرين المزمع انعقادها في نوفمبر القادم بالرياض.
ونقل معاليه امتنانه للرئاسة السعودية، لقيادتها الحكيمة والتي تمهد الطريق لتحقيق استجابة عالمية لجائحة / كوفيد - 19 /. وقال "مع تبقي أقل من خمسة أشهر على قمة الرياض، فإن اجتماعات الشيربا لمجموعة العشرين كان لها دور محوري في تقييم التقدم ومواصلة صياغة الرسائل الرئيسية قبل اجتماع قادة مجموعة العشرين في نوفمبر".
وأشار معاليه، في هذا الصدد، إلى أن "تأثير / كوفيد - 19/ العالمي يذكرنا بالأهمية الكبيرة لأجندة المملكة العربية السعودية خلال ترؤسها لمجموعة العشرين، حيث أن العمل جار في جميع مجموعات عمل المجموعة".
وأكد معاليه أهمية تركيز مجموعة العشرين على تأثير / كوفيد - 19 / على الدول النامية والأقل نمواً، معرباً عن ترحيبه بالخطط الخاصة بالاستجابة والإنعاش الطارئة لمجموعة العشرين في البلدان الأفريقية، والبلدان ذات الدخل المحدود والبلدان النامية على احتواء الفيروس. كما أثنى على دعم مجموعة العشرين القوي لمبادرة تعليق خدمة الدين /DSSI/. وعلى الصعيد نفسه، أعلن صندوق أبوظبي للتنمية /ADFD/ أنه سيعلق مدفوعات خدمة الدين خلال عام 2020 للدول المؤهلة.
وقال معاليه "فقط من خلال الجهود الطموحة، يمكننا أن نبعث الأمل.. إنه شيء يجب أن نضعه في عين الاعتبار عندما نبدأ في النظر إلى الرسائل التي نود أن ينقلها قادتنا في نوفمبر".
وخلال الفترة التي تسبق قمة القادة في نوفمبر، شارك أعضاء مجموعة العشرين والدول المدعوة في أكثر من 13 اجتماعاً وزارياً و45 اجتماعاً لمجموعة عمل و29 حدثاً جانبياً. بالإضافة إلى ذلك، عُقدت أول قمة افتراضية لقادة مجموعة العشرين على الإطلاق في 26 مارس الماضي، والتزمت باتخاذ إجراءات حاسمة بشأن دعم الاقتصاد والصحة والتجارة والاستثمار.
يذكر أن المملكة العربية السعودية دعت الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في أعمال مجموعة العشرين 2020 في ديسمبر من العام 2019، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وجاء اجتماع شيربا الاستثنائي الثاني عقب الاجتماع الأول الذي عقد في 25 مارس 2020 وجمع ممثلين رسميين من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لمناقشة الاستعدادات للقمة، وتقييم التقدم المحرز في مكافحة / كوفيد - 19/.
وتعد قمة مجموعة العشرين، التي عقدت لأول مرة في عام 1999، تجمعاً سنوياً لممثلي أهم القوى الاقتصادية في العالم حيث تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي. وقد تم الإعلان عن مواضيع القمة لهذا العام بعد تولي المملكة العربية السعودية رئاسة المجموعة، وهي "تحقيق فرص القرن الحادي والعشرين للجميع".