أكد معالي يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بات مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب العربي، ودافعاً لهم لارتياد مجال العلوم والتقنية، مع فتح آفاق علمية جديدة أمام منطقتنا.
وكان معاليه، قد استضاف قبل أيام من مهمة «مسبار الأمل» التاريخية، في الحلقة الثالثة من سلسلة برامج الإذاعة الرقمية «بودبريدج»، التي أطلقتها السفارة في واشنطن مؤخراً، كلاً من معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، والدكتورة إلين ستوفان مديرة متحف سميثسونيان الوطني للعلوم الجوية والفضائية، وواحدة من كبار علماء وكالة الفضاء الأميركية /ناسا/ سابقاً، كما استضاف معاليه في البرنامج الإذاعي نفسه «بودبريدج» هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، الذي أعرب عن شعور طاغٍ بالفخر بمنجزات البرنامج الوطني للفضاء.
وقال معالي السفير يوسف مانع العتيبة: «قبل حوالي 60 سنة، أدلى الرئيس الأميركي السابق، جون كينيدي، بحديثه الشهير حول رحلة الفضاء الأميركية إلى القمر، ونال إعجاب العالم، واليوم تشهد دولة الإمارات المشاعر الفياضة والطاقات الزاخرة ذاتها، وهي تتهيأ لإطلاق مسبار الأمل».
من جانبها، تحدثت معالي سارة الأميري عن هذا المشروع، قائلةً: «يمثل مشروع مسبار الأمل محطة فارقة في مسيرة الإنجازات الإماراتية، فهو مشروع إماراتي رائد وجريء، يعكس الطموح وروح التحدي، والقدرة على استكشاف آفاق جديدة في الفضاء، وبناء خبرات علمية عميقة، وسيوفر هذا المشروع دراسة شاملة، هي الأولى من نوعها لمناخ الكوكب الأحمر، للمساهمة في تقديم إجابات دقيقة على الأسئلة الرئيسة التي يطرحها المجتمع العلمي حول الغلاف الجوي للمريخ وطبقاته المختلفة على مدار اليوم، وخلال كافة الفصول، وعند وصول المسبار إلى مساره العلمي المحدد بحلول اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في 2021، سيبدأ بتزويد العلماء ببيانات علمية جديدة، واكتشافات مختلفة، تقدم فهماً أعمق لأسباب تآكل الغلاف الجوي والتغيرات المناخية المرتبطة به».
أما الدكتورة إلين ستوفان، مديرة متحف سميثسونيان الوطني للعلوم الجوية والفضائية، فقالت: «إن ما يبعث السرور في النفس حقاً، هو معرفة أن استكشاف الفضاء لم يعد حكراً على دول قليلة، تمتلك خبرة سنوات عديدة في هذا المجال».
وأضافت: «نحن بحاجة لتضافر جهود العاملين في الحقل العلمي على مستوى العالم، وهذا يتطلب تطوير المهارات اللازمة في مضمار العلوم، إن الفضاء ليس ملكاً لدولة دون أخرى، إنه ملك لنا جميعاً، وقد شهدت بنفسي خلال عملي السابق كرئيسة الفريق العلمي في وكالة ناسا، مراحل تطور البرنامج العلمي الخاص بدولة الإمارات، وتعتبر مهمة استكشاف المريخ معلماً مهماً من معالم ذلك البرنامج، وينبغي أن تحظى بالثناء من الجهات الداعمة للرحلات الفضائية في العالم بأسره».
كما تحدثت كل من معالي الوزيرة الأميري والدكتورة ستوفان، عبر البرنامج، عن عملهما كسيدتين رائدتين في مهنة يحتكرها الرجال، وقدمتا نصائح للشباب والنساء المولعين بمجالي العلوم والفضاء، وفي هذا السياق، وجهت الدكتورة ستوفان نصيحة لكل شابة، فقالت: «أقول لكل شابة: لا تسمحي لأي كان بأن يقول إنك لا تستطيعين تحقيق أهداف كبيرة. احتلي مكانك في موقع اتخاذ القرار، ولا تصغي لمن يقول لك، إن هذا ليس المكان المناسب لك، ولكل فتاة إماراتية أقول: انظري إلى سارة الأميري كمثال يقتدى به وكمصدر للإلهام».
وقالت معالي سارة الأميري: «لكل من يرغب في العمل في مجال العلوم والتقنية، أقول لكم: إن دولة الإمارات توفر اليوم فرصاً لجميع أبنائها للدخول في المجالات العلمية والتخصص بها، فاغتنموا الفرص المتاحة أمامكم، لتحدثوا التغيير الذي سيحول العالم إلى عالم أفضل».
تجدر الإشارة إلى أن مشروع دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، الذي أعلن عنه في عام 2014، يمثل تتويجاً لبرنامج مبتكر لنقل المعرفة وتطويرها بين دولة الإمارات وشركائها الدوليين، فمن خلال العمل الدؤوب والمباشر، تمكن المهندسون والباحثون الإماراتيون من استكمال متطلبات أول مهمة علمية لاستكشاف كوكب المريخ على مستوى العالم العربي، وقد أرسوا بذلك قواعد مشروع ديناميكي مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء.