أبوظبي (وام)
عقدت حكومة الإمارات، اليوم الأربعاء، الإحاطة الإعلامية الدورية في إمارة أبوظبي لعرض أحدث المستجدات والتطورات المتعلقة بجهود مختلف مؤسسات الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، والإعلان عن أحدث القرارات المتخذة في سبيل تحقيق عودة تدريجية آمنة في شتى مجالات الحياة.
وأجاب الدكتور سيف الظاهري، المتحدث الرسمي من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عن العديد من الاستفسارات والتساؤلات حول القرارات المرتبطة بفتح المجال الجوي والطيران في دولة الإمارات، وبروتوكول السفر للمواطنين والمقيمين.
وأكد الظاهري في البداية أن دول العالم كافة لا تزال في مرحلة تقييم للأوضاع الصحية، مشيراً إلى أن الإمارات تتابع الأوضاع عن كثب، ويتم التنسيق بشكل مستمر، بالتعاون مع الناقلات الوطنية لتحديد الوجهات المسموح بالسفر لها، حيث إن المجال الجوي لأغلبها لا يزال مغلقاً.
وأوضح الظاهري أنه يجب على كل مواطن ومقيم ينوي السفر وقبل المغادرة تقديم طلب عبر موقع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية smartservices.ica.gov.ae، كما أكد أن السفر بغرض الترفيه أو السياحة لن يكون مسموحاً في الفترة الحالية، حيث سيكون السفر محدداً لدواع معينة، ولفئات تم تحديدها، وبناء على مستوى الخطورة والوضع الصحي في الدول الأخرى، كاشفاً أن الفئات والحالات المسموح لها بالسفر هي للدراسة، وتلقي العلاج الطبي، المهمة أو البعثة الدبلوماسية، والمهمة الرسمية لموظفي القطاع الحكومي والخاص، كما يسمح لرجال الأعمال في القطاعات التجارية والاقتصادية من المواطنين والمقيمين بالسفر، وكذلك المقيمين في دولة الإمارات الراغبين في السفر إلى بلدانهم والعودة. وأوضح الظاهري أن لوائح بعض الوجهات تتطلب إجراء فحص مخبري يتم إجراؤه قبل 48 ساعة من السفر، ومن ثم تقديمه من خلال التطبيقات، ولن يُسمح بالسفر إلا إذا كانت نتيجة الفحص سلبية لفيروس كوفيد- 19.
وأكد الظاهري ضرورة الالتزام بتعبئة استمارة إقرار الحالة الصحية عن طريق شركات الطيران إلكترونياً، أو عند منصة تسجيل المسافرين في المطارات، والتي يقر فيها المسافر بعدم السفر إلى بلد من الفئتين متوسطة الخطورة وعالية الخطورة ما لم يصرح له بذلك.
إبلاغ سفارات الدولة
وأوضح الظاهري أنه ينصح بعدم سفر المصابين بالأمراض المزمنة، وكذلك لا يسمح بالسفر للأشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 70 عاماً باستثناء الحالات المرضية المسافرة للعلاج في الخارج.
وشدد الظاهري على ضرورة المراقبة الذاتية المستمرة للحالة الصحية، وفي حال مرض المواطن عليه أن يتبع الإجراءات المتعارف عليها، والتوجه إلى أقرب مركز طوارئ باستخدام التأمين الصحي الدولي، كما يجب التواصل مع بعثات الدولة في حال ظهور الأعراض، أو في حالة الطوارئ الصحية الأخرى إن لزم الأمر، وفي حال كانت نتيجة الفحص للمسافر المواطن إيجابية خارج الدولة، يتوجب عليه إبلاغ سفارة دولة الإمارات من خلال التواصل المباشر مع بعثة الدولة، وعند العودة من السفر، يجب على المسافرين ممن تظهر عليهم أعراض المرض التوجه إلى المركز الصحي في المطار، ليتم عزلهم وتقييم حالتهم قبل تحويلهم إلى الجهات الصحية في الإمارة في حال اشتباههم في الإصابة.
كذلك يشترط عند العودة القيام بفحص PCR في المطار، والحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، ويكون الحجر لمدة 7 أيام فقط للعائدين من الدول منخفضة الخطورة.
وأوضح الظاهري أنه في حالة عدم توافر شروط الحجر المنزلي، كما وردت في البروتوكول المعتمد، يتعين على القادم من السفر الحجر في الفنادق المخصصة لذلك على نفقته الخاصة، أو المكوث في المؤسسات الصحية المخصصة للحجر التي تتكفل بها الدولة.
بدوره أكد المستشار سالم الزعابي، القائم بأعمال رئيس النيابة العامة للطوارئ والأزمات والكوارث، أن الجهات المعنية بالدولة تقف بالمرصاد لأي تجاوز أو خرق للإجراءات والتدابير الاحترازية، حرصاً منها على صحة وسلامة أفراد المجتمع.
وأوضح الزعابي بأنه على الرغم من حرص الجهات المعنية على التنويه المتكرر والإحاطات الإعلامية المتتابعة، إلا أن العديد من المخالفات مازالت تقع في أبسط صورها، والمتمثلة في عدم ارتداء الكمامات، وأن البعض يظهر سلوكه استخفافاً بتنفيذ الإجراءات الاحترازية مما يخشى معه وقوع آثار سلبية قد تفضي إلى معاودة التشديد في الإجراءات.
وعرض الزعابي صوراً لمجموعة من المخالفين للقرار الصادر من النائب العام للدولة بشأن تطبيق قائمة الغرامات والجزاءات الإدارية المعلنة سابقاً.
فحوص
وخلال الإحاطة كشفت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، المتحدث الرسمي عن حكومة الإمارات، عن مستجدات الوضع الصحي، وأعداد الحالات المرتبطة بمرض كوفيد- 19، معلنة عن تجاوز عدد الفحوص في الدولة لحاجز الثلاثة ملايين ونصف المليون، فيما قدمت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة، باقة من النصائح الطبية للمرحلة القادمة، وأعلن الدكتور سيف الظاهري، المتحدث الرسمي من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عن مجموعة جديدة من القرارات المتعلقة بالسفر للخارج، وقام المستشار سالم الزعابي، القائم بأعمال رئيس النيابة العامة للطوارئ والأزمات والكوارث بعرض صور لمجموعة من المخالفين للإجراءات التي فرضتها الجهات المختصة للحد من انتشار الوباء.
وفي بداية الإحاطة أعلنت الدكتورة آمنة الضحاك أن عدد الفحوص الطبية تجاوز حاجز ثلاثة ملايين ونصف المليون على مستوى الدولة، والتي تم إجراؤها باستخدام أفضل وأحدث التقنيات، وأوضحت أن عدد الفحوص اليومية الجديدة بلغ 62,028 فحصاً، كشفت عن تسجيل 402 إصابة جديدة، تتلقى جميعها الرعاية الصحية، ليصل إجمالي الحالات المسجلة إلى 49,069 حالة.
وكشفت الضحاك عن تسجيل 594 حالة شفاء جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الشفاء في الدولة إلى 38,160 حالة، مشيرة إلى ارتفاع متوسط حالات الشفاء اليومية من 500 خلال شهر مايو إلى 654 حالة خلال شهر يونيو الماضي، وانخفاض متوسط الإصابات اليومية من 712 حالة خلال شهر مايو إلى 470 حالة خلال شهر يونيو. وأعلنت الضحاك عن حالة وفاة واحدة، ليصل إجمالي الوفيات في الدولة إلى 316 حالة، لافتة إلى أن عدد الحالات التي ما زالت تتلقى العلاج 10,593 حالة.
وأكدت الضحاك أن دورية الإحاطة خلال الفترة القادمة ستتغير لتصبح حسب المستجدات والإجراءات على أن يتم الإعلان عن مواعيدها من خلال القنوات الرسمية.
وتناولت الضحاك مجموعة من القرارات والإنجازات التي تم الكشف عنها للجمهور خلال الإحاطات الإعلامية التي بدأت بالتزامن مع بداية انتشار الوباء، مؤكدة أن المرحلة الماضية شهدت جهوداً جبارة بذلتها وما زالت تبذلها مؤسسات الدولة من أجل مواجهة المرض، والحد من انتشاره لحماية المجتمع.
إجراءات فعالة وحاسمة
ونوهت الضحاك بأن الإحاطة الإعلامية شكلت دوماً منصة للتواصل والمشاركة مع وسائل الإعلام والجمهور لكشف كافة المستجدات، والإجابة عن جميع التساؤلات، مشددة على أنه، بفضل الله، في المقام الأول، ثم بدعم قيادتنا الرشيدة، وبجهود الأبطال في خط الدفاع الأول استطاعت الإمارات تجاوز العديد من التحديات.
وأوضحت الضحاك أنه ومع بداية انتشار الجائحة، قامت الإمارات بتنفيذ حزمة من الإجراءات التي جاء في مقدمتها تأسيس مراكز الفحص في مختلف أرجاء الدولة في وقت قياسي، وتجهيزها بأحدث الأجهزة والكوادر المؤهلة، وذلك بالتزامن مع إطلاق برنامج التعقيم الوطني الذي تم من خلاله تعقيم المرافق والمنشآت العامة، ووسائل النقل العام والمترو، كما طبقت الدولة حرصاً على سلامة المجتمع وصحة أفراده، نظام العمل عن بعد مستفيدةً من البنية التحتية الرقمية التي أسستها، واستثمرت فيها على مدار أعوام طويلة، ما أسفر عن الاستمرار في تقديم الخدمات إلكترونياً، لضمان استدامة الأعمال والتسهيل على المتعاملين وتلبية متطلباتهم.
وأشارت الضحاك إلى أن حكومة الإمارات قامت بخطوات اقتصادية مهمة مع توجيهات بعدم توقف أي مشروع استثماري أو عمراني، واعتماد حزم اقتصادية لدعم المؤسسات والشركات واستمرار نشاطها، وتعزيز قدرتها في مواجهة التحديات الناجمة عن انتشار الفيروس، كما نجحت الدولة في تطبيق «نظام التعليم عن بُعد» الذي استطاع من خلاله أكثر من مليون ومائتي ألف طالب في المدارس الحكومية والخاصة والجامعات الوطنية مواصلة العام الدراسي، وهو ما حظي بدعم مجتمعي كبير، سواء من أولياء أمور، ومعلمين، وطلبة.
وأكدت القيادة الإماراتية الرشيدة أن الأمن الغذائي أولوية وضرورة قصوى، وطمأنت كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة أن «الإمارات قادرة على توفير الغذاء والدواء إلى ما لانهاية».
وأشارت الضحاك إلى أنه انطلاقاً من الثوابت والقيم التي تتبناها الإمارات منذ تأسيسها، واصلت الدولة تقديم المساعدات الإنسانية للقاصي والداني، وذلك عبر تقديم الدعم لأكثر من مليون من الكوادر الطبية حول العالم حتى اليوم، وهو ما يشكل جزءاً لا يتجزأ من سياسة الإمارات الخارجية لتعزيز التعاون الدولي.
ولفتت الضحاك إلى الجهود التي بذلتها فرق العمل في المؤسسات المختلفة الصحية والأمنية والمجتمعية، إلى جانب الآلاف من المتطوعين من المواطنين والمقيمين الذين ضربوا للعالم بأسره مثالاً رائعاً في الحس بالمسؤولية والانتماء للمجتمع الذي نعيش فيه، مؤكدة أن هذه الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية ولا تزال مستمرة شكلت الأساس الذي نقف عليه الآن، وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على الجميع حتى لا نهدر ما حققناه، بل ينبغي أن نحافظ عليه ونستكمل مسيرتنا للوصول إلى التعافي التام.
وأكدت الضحاك أن التزام أفراد المجتمع بالقرارات والإجراءات التي تصدرها الجهات المختصة في الدولة سيحدد بشكل كبير ملامح الفترة القادمة، محذرة من أن عدم الالتزام قد يؤدي إلى نتائج صعبة ومؤلمة.
للمرض آثار
من جانبها أشارت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات، إلى أن أغلب الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية عادت للحياة تدريجياً، لافتة إلى أن الوضع الصحي لا يزال محفوفاً بخطر كوفيد- 19.
وأكدت أن متابعة الحالات والوضع الصحي المرتبط بالمصابين في الفترة القليلة الماضية، أظهر تفاوت الأعراض لدى المصابين واختلافها من شخص لآخر.
وحذرت الحوسني من أن المرض قد يترك بعض الآثار والأعراض لدى بعض المتعافين، مؤكدة أنه على الجميع الحرص على تجنب الإصابة وأهمية المحافظة على سلامتهم، من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية على أنفسهم ومن حولهم، لأن الإصابة بالمرض ليست بالشيء الذي يستهان به.
ولفتت الحوسني إلى أهمية التدابير الوقائية المطلوب اتباعها خلال الفترة القادمة، والتي يأتي في مقدمتها الحرص على ارتداء الكمامة، والمحافظة على التباعد الجسدي بما لا يقل مترين عند الوجود في الأماكن العامة، أو مراكز التسوق، والحرص على اتباع الإجراءات الوقائية الأساسية، مثل غسل اليدين جيداً بانتظام بالماء والصابون، أو استخدم المعقمات لليدين، واتباع الممارسات الصحية، مثل تغطية الفم أو الأنف عند السعال أو العطس، وتجنب لمس العين والأنف والفم.
ونصحت الحوسني باتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الأنشطة الرياضية لرفع مناعة الجسم، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات البسيطة لها تأثير قوي وفعال، ولا يجب أن نستهين بها، ومن شأنها أن تقلل فرص الإصابة بشكل كبير لاسيما عند الوجود خارج المنزل.
خطوات مهمة
أكدت الدكتورة آمنة الضحاك أن جهود الدولة ما زالت مستمرة في الحد من انتشار مرض كوفيد- 19 مشددة على أنه ما زالت هناك خطوات مهمة وإجراءات قد تستجد في قادم الأيام حسب الظروف والوضع الصحي. وأوصت الجميع بالحرص على سلامة كبار السن من المواطنين والمقيمين وأصحاب الأمراض المزمنة، وعدم تعريضهم لخطر الإصابة عبر التواصل معهم بحذر، والحرص على توفير كل سبل ووسائل الحماية الممكنة لأبنائنا ومستقبل وطننا، لينعموا دائماً بالصحة والعافية.