أكدت هيئة البيئة في أبوظبي، أن التنوع البيولوجي والغطاء النباتي ازدهر في الإمارة خلال الفترة الماضية، وذلك نتيجة للظروف الاستثنائية الراهنة التي أدت إلى انخفاض حركة الأفراد والمركبات، وانخفاض في حجم الأنشطة التجارية والصناعية خلال إجراءات البقاء في المنزل. وقامت الهيئة، من خلال ذلك، برصد تأثير هذه العوامل على الحياة البرية، ضمن جهودها الهادفة إلى الاستمرار في مراقبتها والمحافظة عليها. وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي.. «سجلنا خلال هذه الفترة تحسناً في جودة الهواء، مع الانخفاض الكبير بمستويات ثاني أكسيد النتروجين في أبوظبي». وأضافت: «كما سلّط انخفاض مستويات التلوث في الإمارة، مدعوماً بالمسح البيولوجي الذي أجريناه مؤخراً، الضوء على النظام البيئي الصحي والمزدهر للإمارة، وكنا نراقب الأنواع الرئيسية مثل السلاحف وأبقار البحر «الأطوم» والطيور، بما يتماشى مع خطة تكيف التنوع البيولوجي التي تنفذها الهيئة». وفي جبل حفيت، شوهدت أنثى الطهر العربي في قاعدة الجبل «المنطقة الأرضية بأسفل الجبل» لأول مرة، برغم أن تواجد تلك الأنواع يكون عادةً في المناطق المرتفعة، وكذلك تم رصد «3» أعشاش لطائر البومة الصغيرة، كما كان انخفاض الضجيج والأمطار الاستثنائية لهذا العام في جبل حفيت عاملاً محفزاً لنمو النباتات، حيث وثّقت الهيئة نمو غطاء نباتي متنوع. وأفادت تقارير الهيئة بزيادة نشاط تعشيش السلاحف البحرية على سواحل البر الرئيسي لإمارة أبوظبي، لا سيما في محمية رأس غناضة البحرية، ومنطقة السلع، ويعد ذلك مؤشراً على صحة البيئة البحرية. كما ارتفعت أعداد أنواع مختلفة من الطيور في الإمارة، مع تسجيل زيادة في تكاثر الطيور الصغيرة، مثل طيور الزقزاق وطيور أبو المغازل ذات الأجنحة السوداء، بسبب غياب الضجيج البشري في محمية الوثبة للأراضي الرطبة. وأشارت تقارير هيئة البيئة إلى ارتفاع في معدلات تكاثر طيور الفلامنجو بأكثر من 12%، مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع عدد أعشاش هذه الطيور من 1050 في العام 2019، مقابل 1260 عشاً في عام 2020، بالإضافة إلى ذلك، شوهدت طيور الفلامنجو أيضاً بالقرب من المناطق والممرات التي كانت تتجنب المرور عبرها، أو التواجد فيها سابقاً. وفي المناطق الحضرية، شوهدت أعداد كبيرة من الغزلان الجبلية في المنطقة المحيطة بملعب الغولف في جزيرة السعديات، حيث سمح انخفاض الحركة والتلوث الضوئي والسمعي للحيوانات، بالتجول بحرية أكبر في المنطقة، كما شهدت المناطق السكنية عودة أعداد كبيرة من الطيور إليها، مما دعا سكان هذه المناطق إلى الترحيب بها على طريقتهم الخاصة، من خلال تقديم الطعام لها. وأوضحت الدكتورة الظاهري أن الأشهر الماضية، في ظل إجراءات البقاء في المنزل، أظهرت الأثر الحقيقي للنشاط البشري والتجاري على البيئة، وسمح لنا هذا بإعادة التفكير في كيفية تفاعلنا كمجتمع مع البيئة، وأهمية دورنا في ضمان استمرار هذه المكاسب البيئية واستمرارها في النمو، مع مواصلة تخفيف القيود وعودة الحياة إلى طبيعتها.