الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعمتها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».. قصص ملهمة في الرعاية الصحية ومكافحة المرض والتعليم

الطفل مؤيد العرجاني
22 مايو 2020 00:20

دبي (الاتحاد)
شكّل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، النتائج السنوية لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للعام 2019، في أول احتفالية «افتراضية» من نوعها، نظمتها المؤسسة بتقنية الاتصال المرئي لإعلان تقرير أعمالها السنوي، محطة جديدة في تحفيز العمل الخيري والإنساني والمجتمعي على مستوى الدولة والعالم.
ومن القصص الملهمة في محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض، قصة الطفل مؤيد من غزة، الذي استطاع بعد سنوات طويلة من ملازمة مكانه، رغماً عنه البدء في الحركة والاعتماد على نفسه، بعد عملية جراحية معقدة.

إرادة المشي لابن الـ12 ربيعاً
فعل المشي كان مؤجلاً لأكثر من عقد من الزمن بالنسبة لمؤيد العرجاني.. الطفل ذو الـ12 ربيعاً من فلسطين عانى من هشاشة العظام منذ ولادته، فلزم الكرسي المتحرك سنوات، ولم يكن بإمكانه المشي والركض مع إخوته، بل كان يكتفي بمشاهدتهم وهم يركضون خلف الكرة مقابل باب الدار أو يقفزون بفرح في برك المطر المتجمعة بعد مطر الربيع المنعش.
وحين لم تتوفر في مستشفيات مدينة غزة الفلسطينية، الإمكانات الطبية لإجراء العملية المعقدة التي احتاجها مؤيد، تكفلت «مؤسسة الجليلة» التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وبالتعاون مع مؤسسة «الأجنحة الصغيرة»، التي عاين أطباؤها والمتطوعون فيها حالة مؤيد، بنقله إلى دبي لإجراء العملية الجراحية المطلوبة واستكمالها بخطوات التأهيل والعلاجي الطبيعي، بعد الإجراء الجراحي متعدد المراحل.
في مستشفى «كينجز كوليدج لندن» بدبي، خضع مؤيد لعملية جراحية مركّبة، تم خلالها زرع شرائح معدنية صلبة لتقويم عظام ساقيه وترميمها، بعد تضررها جراء الكسور المتكررة الناجمة عن هشاشة عظمه، وهو يستكمل علاجه بعزيمة المصمم، وأمل الواثق بأنه سيترك الكرسي المتنقل خلفه، ليصبح ذكرى من الماضي.

نور دبي تضيء عتمة داكار
القصة الثانية من السنغال لسباق مع الزمن، بين النور والعتمة، وبين ألوان الحياة وظلمة الانكفاء على الذات، حيث مرّ عشرون عاماً، والحاج حبيب سيسي يحاول أن يحصل في العاصمة السنغالية داكار على موعد لعملية جراحية تعالج عينيه من المياه البيضاء التي أصابتهما، فاختلطت أمام ناظريه الأشياء، وفقد القدرة على تمييزها، ومعها عمله ومصدر رزقه في الخياطة، أصبح يشعر بالأشياء تختفي بالتدريج.
حاول إقناع الهيئات الصحية المحلية بخطورة وضعه، فيما حالته المادية لا تسمح له بتحمل تكاليف الأدوية، لكن الفرج هذه المرة أتى إليه في بلدته الوادعة، بدل أن يذهب هو إلى المدينة الكبيرة.. مجموعة متخصصة من الأطباء والممرضين ومتخصصي الرعاية الصحية، والذين يقدمون مجموعة متنوعة من الخدمات الطبية، ضمن مخيمهم الطبي المتنقل والمجهز بالمعدات الحديثة حلّوا على البلدة مع مؤسسة إنسانية قادمة من بلد عربي.
بعد 48 ساعة من العملية، حان وقت إزالة الضماد عن عينيه، كان متلهفاً لرؤية صاحبة الصوت المطَمئِن الرزين التي تدير الفريق، وتتحدث الإنجليزية والعربية القريبة إلى ما سمعه منذ سنوات بعيدة في مكة المكرّمة.
تطلع إلى الطبيب من أبناء وطنه بامتنان، ثم التفت يسرةً إلى حيث كان يسمع صوتها ينساب حانياً، رأى ابتسامة حنونة هي أعذب ما رآه منذ سنوات، وعينين واسعتين جلّاهما كحل أسود، نظر إلى السترة التي كانت ترتديها، وتحمل شعار المؤسسة الإنسانية، التي تعمل معها ضمن المخيم العلاجي الخيري المتنقل، رأى حروفاً عربية فهم منها الكلمة الأولى «نور»، وحين أشكلت عليه الكلمة الثانية قرأها مكتوبة بأحرف لاتينية تحتها فاكتملت الصورة «نور دبي».

مهنّد والتحدي الذي صار فرصة
اضطر مهند المصري إلى العمل منذ الصغر، كي يساعد عائلته على شؤون الحياة اليومية، بعد أن استعجلت الرحيل عن مسقط رأسه ومنزله، الذي ولد فيه في سوريا، فقصدت صوب الجنوب دفعاً لويلات الحرب وهرباً من أتونها الذي يستعر، وجاءت إلى الأردن لتبدأ من جديد.
العلم نور، هكذا يقول مهند، ولذلك شارك في النسخة الرابعة من «تحدي القراءة العربي»، المبادرة الأكبر من نوعها لتشجيع طلبة الوطن العربي ودارسي اللغة العربية والمتعلمين بها في مختلف أنحاء العالم على القراءة، ومطالعة أهم الإصدارات المعرفية والأدبية باللغة العربية، لتطوير مخزونهم المعرفي، وترسيخ مكانتها.
قصته أصبحت مثالاً للتصميم، وطالب الرزق الذي صار عاملاً مجتهداً معتزاً بما ينتجه من إبداعات، وبما يقدمه ليعين أهله، ويجنبهم شدائد الشتات، هو أيضاً اليوم طالب متميز في مختلف المواد التي يذاكرها مع زملائه وأقرانه ومعلميه في مدرسته.

التعليم لتعزيز القيم الإنسانية
أما القصة الثانية، فتأتي من رواندا في شرق القارة الأفريقية، حيث ولدت ونشأت موكاندا إيشيمي ليونيلا على قصص الحرب الأهلية، التي نقضت النسيج الاجتماعي، وقررت وهي شابة وفي مرحلة مبكرة من حياتها الأكاديمية، أن تتدرب كمعلمة متخصصة في الطفولة المبكرة، لتعمل مع الأطفال لتغرس فيهم قيم المواطنة الإيجابية مبكراً بعد تخرجها من كلية «تي تي سي مورورو»، للتدريب كمعلمة لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي.
أرادت موكاندا، أن تساهم في غرس مبادئ الأخوّة الإنسانية والتسامح والعيش المشترك والتفاؤل وحب الحياة، التي استطاع إليها الروانديون سبيلاً بعد نبذ أسباب الخلاف فيما بين فئاتهم المختلفة.
هذه كانت نية موكاندا، لكن النيات الطيبة وحدها لا تكفي، بدأت بتعليم الأطفال حسب المنهاج المعتمد، لكنها كانت بعد فترة قصيرة تفقد تركيزهم، وتحاول جاهدة أن تعود بهم إلى التعلم، لكن اهتمامهم بما تقدمه يتضاءل بسرعة.
نصحها أحد زملائها بأن تتقدم للالتحاق ببرنامج «الخدمة التطوعية في الخارج VSO» الذي تموله مؤسسة «دبي العطاء» في رواندا وعدد من المجتمعات النامية لتدريب معلمي مرحلة الطفولة المبكرة على الطرق الحديثة، التي تساعد على الأطفال على التعبير عن أنفسهم، والتواصل مع أقرانهم واستكشاف محطيهم والانفتاح عليه.
اليوم تدرب المعلمة الشابة أقرانها في المدارس المتواجدة في المنطقة، بعد أن أصبح صفها نموذجياً لاختبار أحدث الوسائل التعليمية، التي تنمي شخصية الطفل، وترسخ قيم المساواة والحوار والتواصل والتنوع منذ الصغر بصيغة مواد تعليمية مفيدة وممتعة، لإعداد أجيال جديدة تحمي النسيج المجتمعي والمكتسبات التنموية لمستقبل رواندا.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©