الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تلقى علاجاً مكثفاً في مستشفى العين.. الطيب ينتصر على «كورونا»

من الأطقم الطبية في مستشفى العين (من المصدر)
21 مايو 2020 02:09

عمر الحلاوي (العين)

«دوار وصداع مزمن وآلام شديدة وارتفاع تصاعدي لدرجة الحرارة»، أعراض اعتقد معها «خالد الأمين الطيب»، أن حياته قد انتهت مع إصابته بفيروس كورونا المستجد، حيث أظهرت الفحوصات أن المرض قد تمكن منه، وأن حالته بدأت تزداد سوءاً، فلم يعد للمسكنات مفعول لتخفيف آلامه، والفيروس بدأ يفتك بجسمه دون رحمة، وهو لم يعد يرى أمامه شيئاً ولا يشعر إلا بآلام مبرحة، وداء ما زال العالم بأكمله في مواجهته.
وبين الحرارة العالية والصداع القوي والآلام المتفرقة لا يعرف «خالد» الذي يعمل مشرف عمال، سوى الخوف من المستقبل المجهول المبني لديه على تكهنات عديدة أبرزها، أن الفيروس ليس له علاج وأن الإصابات تزداد يوماً بعد يوم، والسيناريو الأسوأ لديه لو فشلت جميع محاولات الأطباء، ماذا عساه أن يفعل؟ يقول المقيم السوداني «خالد»: تلك أسئلة كانت تراودني بشكل هستيري مع كل ألم كنت أشعر به، فالقرار كان لدي بأن أتهيأ لجميع السيناريوهات التي يمكن أن تحدث، فالمرض قد أصاب جسمي ولا مفر بعد التوكل على الله سوى اتباع ما يمليه عليّ الأطباء والسير حسب إرشاداتهم، فالمرض ليس بالسهل وعلى الجميع الحذر وتجنب الاختلاط والتجمعات التي يمكن أن تكون السبب بوصول أي شخص إلى ما أنا عليه الآن لا قدر الله.
ويجلس «خالد»، وفي رأسه تكهنات عديدة ولكن الخطوة الأولى كانت ببدء عزل نفسه في المنزل والتوجه فوراً إلى أحد المركز الصحية لإجراء الفحص الأولي، حيث تم أخذ العينة منه والطلب إليه بالانتظار لمدة يومين، ولكن جاءته النتيجة مستعجلة في أقل من 24 ساعة بأنه مصاب وعليه التوجه مباشرة إلى مستشفى العين حيث صنفت إصابته بالمتوسطة «وهذا ما زاد من مخاوفي، حيث بدأ قلبي بالخفقان أكثر» يقول خالد، ويشير إلى أنه عند وصوله للمستشفى تم إدخاله على الفور إلى جناح المرضى المقيمين، وبدأت رحلة العلاج مباشرة وسط اهتمام كبير من قبل الأطقم الطبية المختلفة، إذ إن حالته الصحية كانت سيئة للغاية، فالآلام المبرحة لا تفارقه، خاصة صدره ورأسه بالتزامن مع المفاصل.
في ذلك وجد الأطباء بأن حالة «خالد» تحتاج إلى العناية المتوسطة والعلاج المكثف، دون الحاجة إلى التنفس الاصطناعي، ولكن مع كل ذلك كان «خالد» يشعر بأن حالته في تدهور سريع مع ظهور أعراض جديدة من سيلان في الأنف وعدم القدرة على المشي أو التوقف مع آلام قوية في المفاصل، وهنا يومئ برأسه ويقول: «عندها قلت لنفسي لقد انتهيت خاصة بعد ألم الرئتين الحاد»، ولكن بعد ذلك خضع «خالد» لمتابعة دقيقة وفحوصات مختلفة وتلقى العلاج والجرعات الدوائية المتبعة في الدولة، لمدة 15 يوماً، ثم بدأت الأعراض تخف يوماً بعد يوم حتى تعافى بشكل كامل.
وفي هذا يوضح «خالد الطيب»، أن الاهتمام الكبير من الممرضين والأطباء رفع من معنوياته، وهو ما أثر على حالته النفسية وأسهم في تسريع وتيرة الاستجابة للعلاج والشفاء، حيث «كان للتواصل والمتابعة اليومية منهم أكبر الأثر في الشفاء، فدولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وفرت العلاج لكل مقيم في هذه الأرض الطيبة، حتى أنني لم أنقطع عن التواصل مع أسرتي طوال فترة الإقامة بالمستشفى».
ويضيف الدكتور محمد ميلاد إسماعيل استشاري باطنية وغدد صماء وسكري ورئيس أقسام الباطنه بمستشفى العين: «إن حالة خالد الطيب كانت ضمن الحالات التي ظهرت عليها الأعراض بقوة وتأثر بالفيروس بدرجة عالية، وتأثرت كذلك الرئتان بشكل كبير، وقد خضع المريض لبرنامج خاص للعلاج بحيث تلقى علاجين وتناول دواءين في المرحلة الأولى معاً، وهذه الجرعة تمنح لكل مريض تحدث لديه تغيرات في الرئتين، وتلك الأدوية والفحوصات والوسائل العلاجية تعتبر تقنيات طبية متطورة متبعة في الدول المتقدمة والمستشفيات ذات الإمكانات الصحية العالية والتي تعتبر آخر ما توصلت إليه العلاجات الطبية المتقدمة، حيث إن المريض بعد عدة مراحل استجاب للعلاج وبدأ رحلة الشفاء التي اكتملت».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©