محمد بن زايد للكوادر الطبية: أنتم فخر الإمارات.. وتضحياتكم مصدر اعتزاز وإلهام
محمد بن زايد للكوادر الطبية: أنتم فخر الإمارات.. وتضحياتكم مصدر اعتزاز وإلهام
13 مايو 2020 21:25
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن جهود القطاع الصحي وكوادره الطبية، الذين يعملون في الصفوف الأمامية في دولة الإمارات وتفانيهم، شكلت الركيزة الأساسية في تعزيز كفاءة جهود الدولة في مواجهة فيروس «كورونا». وثمن سموه دورهم الرئيس وجهودهم المخلصة في حماية صحة أفراد المجتمع، وقال: «جهودكم حفظت الصحة والأمن والاقتصاد، بل وحفظت مستقبل الإمارات». وقال سموه، خلال مشاركته عن بعد في المحاضرة الرمضانية الثالثة لمجلس محمد بن زايد تحت عنوان: «نقف معاً.. استجابة الرعاية الصحية» لـ«كوفيد - 19»التي حضرها إلى جانب سموه، سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي والشيخة سلامة بنت محمد بن حمد آل نهيان: «أنتم فخر الإمارات وتضحياتكم وجهودكم في خدمة كل من على هذه الأرض مقدرة، وهي مصدر فخر واعتزاز وإلهام». ونقل سموه تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وشكره وتقديره إلى أبطال وجنود الخط الأمامي في مواجهة تحدي كورونا.. وتمنياته لهم بالسلامة من كل مكروه. وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات بذلت واستثمرت الكثير في القطاع الصحي خلال السنوات الماضية، لكن جهود الكوادر البشرية من مواطنين ومقيمين وجاهزيتهم صنعت الفارق الذي جعل الدولة بهذا المستوى من الكفاءة في التعامل مع تحدي فيروس كورنا، مشيرا إلى أن العالم يمر بتجربة لم يشهدها في تاريخه الحديث ولم يكن يتوقعها من حيث حجم تأثير هذا التحدي وسرعته، منوها بأن الدول التي لم تكن مستعدة من حيث بناء المؤسسات والأنظمة الصحية وتعزيز كفاءة الكوادر والكفاءات البشرية كانت صدمتها قوية جدا. وتبادل سموه الحديث مع عدد من الكوادر الطبية والتمريضية في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، والمشاركين في المحاضرة، والذين أصيب بعضهم بالفيروس خلال أدائهم عملهم في معالجة الحالات، حول أهم المواقف والتجارب التي مروا بها مع مرضاهم خلال هذه الفترة، وتركت أثرا لديهم وشكلت فارقا في حياتهم. كما اطمأن سموه على عائلاتهم وحملهم سلامه وتحياته لهم. وقال سموه: «نحن محظوظون بوجود أشخاص أمثالكم بيننا. وأنتم بين أهلكم وفي بلدكم الثاني دولة الإمارات. جهودكم مقدرة ونعتز بها». من جانبهم، أعرب المشاركون من الكوادر الطبية عن جزيل شكرهم وتقديرهم إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبدين سعادتهم بكلمات سموه وتقديرهم لاهتمامه بالتواصل الدائم معهم ودعمهم، مؤكدين أن «حديث سموه يشكل دافعا قويا لبذل مزيد من العطاء والعمل في خدمة دولة الإمارات التي يعدونها وطنا لهم». وأعربوا عن تفاؤلهم وثقتهم بقدرة دولة الإمارات على اجتياز هذه المرحلة الصعبة من خلال التعاون والتكاتف والعمل الجاد بين جميع الفرق حيث تتوفر لديها منظومة صحية متكاملة على أتم جاهزية وكل إمكانات وعوامل النجاح لعبور هذه المرحلة بقوة. وتحدث خلال المحاضرة الضيوف: معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور علوي الشيخ عضو مجلس علماء الإمارات المتحدث الرسمي عن قطاع العلوم المتقدمة، والدكتور توم لوني المختص في علم الأوبئة. تأتي المحاضرة في إطار الاهتمام بتسليط الضوء على دور القطاع الصحي وكوادره وجهودهم خلال هذه الظروف الاستثنائية التي نشهدها وتضحياتهم في سبيل الحفاظ على صحة المجتمع. وقال معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع: إن تجربة «كوفيد - 19»جديدة على العالم أجمع وعلى الإمارات أيضا ومن لم يكن مستعدا اضطر لأن يعيش أوقاتا صعبة. وأضاف معاليه أنه بوجود قيادة متميزة في دولة الإمارات، استطعنا أن نتقبل المرحلة الأولى والثانية بدءا من اكتشاف أول حالة ثم التطور في البحث والكشف والتقصي والمتابعة. حيث عملت كل الفرق في الجهات الصحية في دولة الإمارات لتحقيق الهدف الأسمى وهو حماية كل من على هذه الأرض من الفيروس. وقال معاليه: إن الاستعداد كان هو السلاح الأهم والجاهزية وسرعة اتخاذ القرار كانت في صالح الإمارات خلال المراحل التي تجاوزناها. وأكد وزير الصحة ووقاية المجتمع أهمية أن نرى ما عملنا عليه خلال السنوات الماضية من خطط عمل وجاهزية وغرف طوارئ ومتابعة.. حاضرة اليوم وتسهم في جعل كل الجهات في الدولة مستعدة لمواجهة التحدي، مشيرا إلى أن «خطط العمل التي كانت على ورق أصبحت هي ما ننفذه الآن في الواقع. تعلمنا دروسا جديدة واستفدنا من التجربة في تعزيز إمكاناتنا واستعداداتنا للمستقبل». وشكر معاليه العاملين في القطاع الصحي الذين قدموا أداء مشرفا في خدمة جميع من على هذه الأرض. فقد تضافرت جهود كل القطاعات للوصول إلى هذا الأداء المشرف والناجح في مواجهة التحدي. كما قدم الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم سموه القطاع الصحي واهتمامه بكوادره وتواصله معهم وكل العاملين في الخط الأمامي في مواجهة تحدي كورونا. من جانبه، قال الدكتور توم لوني: إن دور علماء الأوبئة هو المساعدة في تتبع التغيرات اليومية في عدد وتوزع حالات العدوى مما يسمح لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة باتخاذ قرارات تستند إلى البيانات في الوقت المناسب بشأن تدابير الصحة العامة للحد من انتشار المرض. ويقوم اختصاصيو الأوبئة، إلى جانب فريق العمل الإماراتي المعني بمكافحة وباء كورونا، بمراجعة وتحليل ومحاولة استيعاب الحجم الهائل من البيانات التي يتلقونها. وأوضح أن هذه البيانات تسمح لحكومة الإمارات العربية المتحدة بتبني منهج علمي واتخاذ قرارات بناءً على بيانات الوقت الحقيقي. وقد تضمنت هذه القرارات، على سبيل المثال، إغلاق المجال الجوي للبلدان ذات العبء العالي من العدوى وانتقال المؤسسات التعليمية إلى التعلم عبر الإنترنت عن بعد والعمل من المنزل في جميع القطاعات وحملات التعقيم على الصعيد الوطني وزيادة عدد الاختبارات اليومية للفيروس وحماية السكان ذوي الأولوية بمن فيهم كبار السن وأصحاب الهمم. وأكد الدكتور توم لوني أن الهدف الرئيس لعالم الأوبئة هو جمع بيانات دقيقة وموثوقة بشأن انتشار الفيروس وهذا يتطلب استراتيجية اختبار شاملة ومنهجية، مشيرا إلى أن حكومة دولة الإمارات استثمرت موارد كبيرة في زيادة قدرة الاختبار اليومية إلى أقصى حد حيث تم تصنيفها من بين أفضل دول العالم في كفاءة الاختبارات. وأوضح أنه، بفضل قرار حكومة دولة الإمارات التركيز على الاختبار الشامل في وقت مبكر جداً من ظهور الفيروس، أصبح لدى فريق العمل الإماراتي المعني بمكافحة فيروس كورونا البيانات المطلوبة «لنمذجة التفشي» والتنبؤ بقدرات الرعاية الصحية التي قد يزداد عليها الطلب بسبب ارتفاع عدد الحالات الإيجابية ودخول المستشفيات. من جهته، قال الدكتور علوي الشيخ: إن قيادة الدولة أدركت منذ بداية الأزمة الدور المركزي للعلوم والدليل العلمي في اتخاذ القرار المبني على الأسس العلمية. فقد دأبت على تفعيل اللجان العلمية والفنية لدعم اتخاذ القرار بما يتوافق مع مستجدات البحث العلمي مثال لجنة الإمارات لأخلاقيات البحوث الطبية الخاصة بجائحة كورونا «كوفيد - 19» والفريق التقني لمكافحة الجائحات ومكتب العلوم المتقدمة ومجلس علماء الإمارات واللجنة المختصة في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي. كما سخرت الجامعات الوطنية، بالتعاون مع المؤسسات الصحية، طاقاتها ومواردها البحثية لإطلاق عدة دراسات تزيد من فهمنا لطبيعة الفيروس ونمط انتقاله في المجتمع والتنبؤ بهذا النمط. وتشمل هذه الدراسات، على سبيل المثال، تسجيل التسلسل الجيني الكامل للفيروس من عينات المصابين في الدولة وتحديد التغيرات الجينية في هذه العينات ومقارنتها بالتغيرات الجينية في عينات فيروسية في الدول الأخرى. وقال الدكتور علوي الشيخ: إن هذا النوع من الدراسات مهم ويساعد في تتبع كيفية انتشار المرض بين الدول وكذلك تسجيل المتغيرات الجينية في أكبر عدد من العينات ورصدها في قاعدة بيانات عالمية يوفر للمجتمع العلمي العالمي معلومات ثرية تزيد من فهمه لطبيعة الفيروس ومتغيراته الوراثية. وهذا له أثر كبير في تطوير علاجات أو لقاحات ضد الفيروس في المستقبل. وأشار إلى أنه «من الدروس المهمة التي تعلمناها خلال هذه الأزمة أن تأهيل الكوادر العلمية والطبية لتقف مع غيرها من الكوادر الوطنية، صمام أمان ضد التحديات التي يواجهها العالم».