منى الحمودي (أبوظبي)
وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، على جهود سموه في اختيار الكوادر الوطنية المميزة، القادرة على النهوض بالدولة إلى مستوى مشرف، واصفاً سموه بالأخ والصديق والتاج على الرأس.
جاء ذلك في معرض حديث سموه إلى معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي، خلال المحاضرة التي استضافها مجلس سموه عن بُعد أمس. وقال: «على الرغم من التحديات التي يواجهها العالم أجمع ونحن جزء منه، فإن سلسلة الإمداد الغذائي في دولة الإمارات خلال هذه الظروف لم ولن تتأثر سواء من الإنتاج المحلي أو المخزون أو عبر الاستيراد، ونُطمئن الجميع بأن عملية توفير الغذاء مستدامة، وهي أولوية قصوى بالنسبة لنا». وقال سموه: «أوجّه الشكر والتقدير لفريق عمل معالي مريم المهيري، وبهذه المناسبة أوجه رسالة شكر لأخي وصديقي وتاج رأسي الشيخ محمد بن راشد، لموهبته وقدرته على اختيار الكوادر المميزة لقيادة دولة الإمارات في النهوض بالدولة إلى مستوى مُشرف».
وأشار سموه إلى أن «فترة كورونا امتحان، خاصةً في مجال الغذاء، وأن الإمارات كانت على مستوى من التخطيط، وبَنت قاعدة قوية ومجهزة، وحتى وإن كان هناك بعض النقص، إلا أنها جهود كبيرة لإطعام دولة تضم 10 ملايين شخص لم يتغير عليهم حال، في حين أن بعض الدول تأثرت. ولهذا السبب نرى أن دولة الإمارات «فزعت» بشكل أسبوعي لأكثر من 10 دول، وهذا هو واجبنا تجاه إخواننا وحلفائنا وأصدقائنا، في بعض الدول التي تعاني جراء الأزمة الحالية»، مؤكداً سموه أن الإمارات في وضع آمن غذائياً نتيجة الاجتهاد والخطط والرؤية الواضحة للمستقبل وحالات الطوارئ، مما سهل عمل القيادة.
وقال سموه: «هذا الأمر يجعلني أركز على أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكيم في قرارات اختياره للكوادر، ومن أمثالهم معالي مريم المهيري».
وتقدم سموه بالشكر لمجلس الإمارات للأمن الغذائي والوزارات المعنية، وهي وزارات الاقتصاد، والتغير المناخي والبيئة، والتربية، والصحة، والخارجية، الذين قاموا بدورهم كفريق واحد مع الجميع، خلال هذه الفترة.
وقال سموه: «حسبتوها صح، وقدرتوها صح، والحفاظ على استدامة الأمن الغذائي في الإمارات واجب وطني، وعندما نشعر بالطمأنينة نقول لكم شكراً».
شكر وثناء
وفي ختام المحاضرة، أثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على جهود معالي مريم المهيري وفريقها ووجه شكره قائلاً: «أشكر ابنتنا الوزيرة مريم المهيري، فهي نموذج مشرف للمرأة الإماراتية في دورها القيادي، وما قدمته من رؤية وطنية شاملة حول الأمن الغذائي في الإمارات يدعو للفخر، ويجعلنا نشعر بالأمان والطمأنينة والخير لدى الجميع».
وأضاف سموه: «كلنا فخر بشبابنا وبناتنا في مواقعهم المختلفة، والذين يعملون ويبادرون ويخططون ويبذلون الجهود وينجزون الأعمال من وراء الكواليس من أجل تأمين جميع متطلبات الغذاء دون نقص».
وأكد سموه أن الأمن الغذائي منظومة متكاملة لا تتعلق بإنتاج الغذاء فقط، بل ثقافة التعامل معه وذلك عن طريق ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف، كون لدينا عادة الإسراف والتي هي من ضمن العادات التي نريد التشديد على التخلص منها.
ثقافة وموروث
وقال سموه: «جزء أساسي من استراتيجية الأمن الغذائي هو مواردنا الطبيعية بمختلف أنواعها من مياه ومصادر غذاء وطاقة، وبالحديث عن ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف، إن هذا الأمر ثقافة وموروث، وصعب تركه إلا بوجود تحديات، ونريد التخلي عن الموروث الذي لا ننتفع منه والعادات التي لا تتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي، فالموروث يحتاج لجهود توعية في البيت أو في المدارس أو من خلال الإعلام ومنابر التوجيه بشكل عام».
وأضاف: «إن مواطني الدولة وسكان الإمارات يستقبلون الكلمة بشكل سريع، ومن الممكن أن تصل لهم جميعاً، وسنرى الفرق بشكل سريع وأراهن على ذلك».
أمن غذائي
ووجه سموه سؤالاً لمعالي مريم المهيري حول الغذاء الصحي، وكيفية إقناع بعض الناس بهذا الأمر الذي يعتبر صحياً لهم بالدرجة الأولى؟
وقالت معالي مريم المهيري في ردها على مداخلة سموه، الوضع الحالي للأمن الغذائي بخير وفي وضع مستقر، دولة الإمارات آمنة غذائياً، ولدينا استراتيجية وطنية للأمن الغذائي، تم إطلاقها قبل عامين، تتضمن خمسة توجهات استراتيجية، من ضمنها، كيفية تحسين نمط التغذية عند الناس، وهذا أمر مهم أن نشارك المجتمع في منظومة الأمن الغذائي كون أن لهم دوراً فعالاً من خلال توجيههم لاتباع أنماط غذائية مناسبة والحد من هدر الغذاء، وزيادة وعيهم بسلوكيات الشراء الصحيح. ومن الضروري أن نعمل على توعيتهم أكثر حول هذه الأمور».
تنمية واستدامة
وفي سؤال آخر لسموه حول التقنية الحديثة والابتكار والتكنولوجيا المتعلقة بالزراعة المحلية، وكيف لها أن تسهم في تحقيق الاستدامة للأمن الغذائي في دولة الإمارات بالطريقة الحديثة، أوضحت معالي مريم المهيري، أن تنمية القطاع الزراعي مسيرة بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي جهود مستمرة خلال السنوات الماضية، وحقق القطاع الزراعي قفزات كبيرة ونوعية خلال الخمسين سنة الماضية، والآن نعمل لتطوير التكنولوجيا الزراعية الحديثة والأبحاث العلمية والابتكار وفقاً لبيئة الدولة لخلق قطاع زراعي مستدام ممكن بالتكنولوجيا، يراعي البيئة، ويحافظ على المياه، ويعزز اكتفاءنا الذاتي.
وأشارت إلى وجود العديد من قصص النجاح، مثل استزراع أسماك السلمون والهامور بكميات تجارية، وزراعة الخضراوات على مدار السنة باستخدام تقنيات متعددة، مثل «هيدروبونيكس» و«آيربونيكس» و«آكوابونيكس»، وأن الإمارات اتخذت من تبني التكنولوجيا سبيلاً لتطوير هذا القطاع الحيوي، مقدمة دعوتها للجمهور لمن يريد الدخول لهذا المجال، على أن يتم تأهيلهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم حتى يصبحوا مختصين في التقنيات الزراعية.
السلامة الغذائية
وفي مداخلة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سأل بشأن التعاون والتنسيق مع جمعية المزارعين ومستوى انتاجها ونوعيته وحجم توزيعه في أسواق الدولة خلال الظروف الحالية، واحتياجات الدولة من الانتاج الزراعي.
وأكد سموه أنه جرى التنسيق مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية لإلزام المحلات والمراكز والجمعيات التعاونية الاستهلاكية بتخصيص رفوف خاصة لتسويق منتجات المزارعين الإماراتيين والمنتجين المحليين بهدف عرض منتجاتهم مباشرة وإيصالها إلى المستهلك دون الحاجة إلى موزعين في إطار الخدمات التي تقدم للمزارعين ولتشجيع المنتج الزراعي الوطني خاصة خلال هذه الظروف.
وأشار سموه إلى أن دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفرق العمل الوطنية وحرصه على متابعتهم والتواصل معهم في مختلف القطاعات، يشكل حافزا ودافعا لهم للاستمرار في بذل مزيد من الجهود والعمل في خدمة الوطن.
تعاون
وأوضحت معالي مريم المهيري في ردها على سموه، بأن التعاون مع جمعية المزارعين مستمر، ويتم التعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية لتحفيز الإنتاج المحلي وربط المنتجين مع منافذ البيع، وتوفير عقود توريد الأغذية للمنتجات المحلية، منوهةً بأن هذه الخطوة خلال الأزمة الحالية تعد مهمة، وهي فرصة ذهبية لقطاع الإنتاج المحلي لتوفيره في أسواق الدولة.
ملف حيوي
وفي بداية المحاضرة التي حملت عنوان «تأمين الغذاء: منظومة الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة»، سلطت المهيري الضوء على مفهوم الأمن الغذائي، وفاعلية منظومة الأمن الغذائي المتكاملة في الدولة، ومرونتها في التعامل مع التحديات والأزمات، بالإضافة لأهمية الاستفادة من التجارب والأزمات في اختبار مدى فاعلية أنظمتنا الغذائية وجاهزيتها لمواجه التحديات في مختلف الظروف.
وقالت: «يسرني الانضمام إليكم اليوم في مجلس محمد بن زايد.. لأناقش موضوعاً مهماً وحيوياً وهو الأمن الغذائي»، وعرفت المقصود من الأمن الغذائي، بأنه ضمان إمكانية حصول جميع المواطنين في الدولة على الغذاء الآمن والمغذي والكافي وبسعر معقول في جميع الأوقات بما في ذلك الطوارئ والأزمات.
وأكدت معاليها أن ملف الأمن الغذائي من المواضيع الهامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، موضحة أن مصدر الحصول على الغذاء في الدولة من قناتين مختلفتين هما الاستيراد والإنتاج المحلي، وأن نظراً لصعوبة الظروف البيئية في الدولة من حيث ندرة الماء وقلة المساحات القابلة للزراعة، فقد تمكنا على مدار السنوات الماضية من إنشاء البنية التحتية المناسبة لضمان استيراد جزء كبير من غذائنا.
ولفتت معاليها إلى أن الإمارات أنشأت خلال السنوات الماضية البنية التحتية المناسبة لضمان هذا الأمر وتأمين احتياجات أكثر من 200 جنسية تعيش في الإمارات، منوهةً ببعد الرؤية التي تتسم بها قيادة الدولة، حيث كانوا يرون دوماً أن موضوع الأمن الغذائي مهم للغاية، ويمثل أولوية وطنية للبلاد.
وقالت معاليها: «إننا في دولة الإمارات استفدنا من التجارب والأزمات السابقة وتعلمنا منها الكثير من الدروس، فمنذ عشر سنوات كان هناك ارتفاع شديد في أسعار السلع الغذائية كالأرز والذرة والقمح، وتأثرت الدولة بتلك الأزمة، ولكنها تعلمت منها الكثير من الدروس، وبالتالي علينا دوماً التفكير بأن كل أزمة تجعلنا أقوى وتعزز من قدراتنا المتعلقة بالأنظمة الغذائية».
وأشارت معاليها إلى أنه بعد المرور بتلك الأزمة منذ عشر سنوات، اتخذت الإمارات خطوات لضمان استعدادها وقدرتها على التعامل مع الأزمات بشكل أفضل، فأولاً أسست تحالفاً للأمن الغذائي يتألف من 14 شركة وطنية، وضعت استثمارات كبيرة في الإنتاج الزراعي وسلاسل إمداد الغذاء ومعالجة الغذاء داخل الإمارات وخارجها، وثانياً بناء مخزونات استراتيجية وطنية للسلع الغذائية الرئيسية، وهو أمر تم إنجازه بالفعل، لكنه مستمر على الدوام لضمان تأمين احتياجات أعداد السكان المتزايدة. وثالثاً في عام 2017، تم إسناد ملف الأمن الغذائي لوزير دولة.
تعزيز القدرات
وقالت: «عزز إنشاء مكتب الأمن الغذائي من قدراتنا ذات الصلة، كما أكد أن موضوع الأمن الغذائي حظي بالأهمية والاهتمام اللازمين من جميع المعنيين في الدولة، مضيفةً: «في عام 2017، قمت وفريقي بوضع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بالتعاون مع جميع المعنيين في الدولة، وبالتالي فالإمارات لديها الآن خطة تضم أكثر من 38 مبادرة وبرنامجاً لضمان الأمن الغذائي للإمارات، ليس فقط اليوم، ولكن أيضاً خلال الأزمات وفي المستقبل، أن أحد التوجهات الاستراتيجية في هذه الاستراتيجية هو ضمان الجاهزية للطوارئ والأزمات».
وذكرت معاليها: «عندما بدأت الأزمة منذ الأسابيع الأولى لها شعرنا بها، ورأينا توقف الرحلات الجوية فجأة، ما أدى للتأثير على إمدادات الغذاء لدولة الإمارات، خصوصاً أن العديد من السلع الغذائية القابلة للتلف تأتي عادة عبر طائرات الركاب، وعندما بدأنا نرى تلك الانقطاعات حرصنا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم توقف سلاسل الغذاء إلى الإمارات، والتأكد من عدم وجود فجوة في سلاسل الإمداد، وعلى مدار سنوات وضعنا الاستراتيجية والخطة وأنشأنا كذلك هيئة متمثلة في (مجلس الإمارات للأمن الغذائي) والذي يضم جميع الهيئات الاتحادية والسلطات المحلية التي لها دور في مجال الأمن الغذائي، وهذا المجلس هو الجهة التوجيهية لتنفيذ الاستراتيجية وبرامجها».
ولفتت إلى أن «النظر في سلاسل الإمداد العالمية كان الأمر الأول، لكن كان علينا أيضاً فهم ما يحدث على حدودنا في نقاط الدخول التي يدخل منها الغذاء، فوضعنا آلية للإنذار المبكر للتأكد من معرفة السلع الغذائية التي تدخل البلاد، وهل الإمداد مستمر وبالكميات المتوقعة أم لا»، مضيفةً: «حرصنا على فهم حجم وطاقة الإنتاج المحلي، حيث لا يعمل جميع المنتجين المحليين بكامل طاقتهم، لكننا أردنا أن نفهم إمكاناتهم المحتملة حتى نعلم في حالة الانقطاع السلع التي نحتاج لزيادتها محلياً، كما حرصنا على التواصل مع شركات تحالف الأمن الغذائي للتأكد من استعدادهم لإحضار الغذاء من خارج الإمارات».
وأوضحت معاليها أنه بسبب الانقطاعات الناتجة عن توقف طائرات الركاب، قدمت الحكومة الدعم لقطاع الغذاء، حيث حرصت على توفير طائرات، كما كانت شركات الطيران الوطنية على أهبة الاستعداد لتنفيذ رحلات خاصة لضمان تبادل إمدادات الغذاء والدواء بين الدول، منوهةً معاليها بأن كلها كانت قرارات سريعة؛ ولأننا كنا على أكبر قدر ممكن من الاستعداد لهذه الأزمة، وكانت لدينا بروتوكولات البيانات جاهزة حتى يتمكن صناع القرار من اتخاذ قراراتهم بسرعة.
وتوجهت معالي المهيري بالشكر إلى جميع أعضاء مجلس الإمارات للأمن الغذائي لجهودهم ودعمهم في هذه الأزمة، مؤكدة أن الجهود مستمرة وما يحدث في السوق لنتأكد من أن رفوف مراكز التسوق ممتلئة دوماً لأهلنا هنا في الإمارات.
إجراءات ومسارات بديلة
قالت معالي مريم المهيري: «رأينا أن الغذاء متاح حول العالم، ولكن كان هناك بعض الانقطاعات في الشحن الجوي والبحري، فاتخذنا ما يلزم من إجراءات وتواصلنا مع شركات الشحن الجوي الوطنية والموانئ البحرية، ووضعنا مسارات بديلة».
وأضافت «شاركنا كل هذه المعلومات مع التجار، فكان التواصل الوثيق مع جميع الأطراف مهماً للغاية، كما كان من المهم التواصل مع المؤسسات العالمية، إلى جانب التواصل مع الشعب». وشددت على ضرورة التأكد من وعي المجتمع بما يحدث عند المرور بأزمة، حيث نشجع أموراً، مثل حث الجمهور على عدم شراء السلع الغذائية بما يزيد على حاجتهم وعلى تناول الأطعمة الصحية لتعزيز جهاز المناعة.
وأكدت معاليها، أن الإمارات أسست منذ نشأتها شراكات وروابط قوية مع دول العالم، وهذا بفضل قيادتنا التي بنت وعززت تلك الشراكات حتى آتت ثمارها في أوقات كهذه، مشيرةً معاليها إلى أنه مع بدء ملاحظة الانقطاعات استطعنا مواجهتها وحرصنا على امتلاء رفوفنا بالغذاء، وأنه لا حاجة للفزع، حيث يوجد ما يكفي من الغذاء للجميع.
فرصة جديدة
قالت معالي المهيري: «إن ما يجب أن نحرص عليه في هذه الأزمة أو غيرها هو التعلم والتعامل معها كفرصة جديدة لبناء نظام أقوى وأكثر مرونة؛ والآن نتحدث مع وزراء في دول أخرى ومؤسسات عالمية أصبحوا جميعاً على بعد مكالمة عبر الشاشة لتتواصل معهم، حيث نتفادى تكاليف السفر مثلاً لدولة أخرى أو تكاليف السكن هناك؛ لذا فإن هذه الأزمة تساعدنا على النظر في تلك الفرص التي يمكننا البناء عليها». وأضافت «والأمر نفسه، يسري هنا على مجال الأمن الغذائي، علينا تشجيع أمور، مثل تناول الأغذية المحلية، ولا يعرف الكثيرون هذا، لكن الإمارات تزرع الكثير من أنواع الغذاء». وتابعت «قمت وفريقي بنشر سلسلة فيديوهات تستعرض بعض شركات تقنيات الزراعة الموجودة في الإمارات والتي تزرع الكثير من أنواع الغذاء محلياً، وهي أطعمة لذيذة لأنها طازجة، ومليئة بالعناصر الغذائية؛ لذا نشجع الجمهور على شراء السلع المحلية ونسوّق منتجات السوق المحلية، وأن هذه فرصة للمنتجين المحليين لزراعة المزيد، ولا ننسى الدور المهم للتكنولوجيا في تمكين إنتاج الغذاء محلياً». وأشارت معاليها إلى أن مكتب الأمن الغذائي وضع الكثير من المبادرات لتعزيز تقنيات الزراعة في الإمارات، «وهذا هو الوقت الذهبي لمن يستخدمون التقنية في زراعة غذائهم؛ لأنها طريقة مستدامة وتحقق الفاعلية وتبني نظاماً قوياً»، مشيرةً معاليها إلى أنه يمكننا العمل على البدء في زراعة المزيد من الأغذية بالإمارات».
قطاع حيوي
أشارت المهيري إلى توليها قيادة فريق لتطوير قطاع جديد لتقنيات الزراعة في الإمارات، الذي أعلنه مجلس الوزراء، حيث سيكون هذا القطاع حيوياً لتعزيز الأمن الغذائي في المستقبل.
وأشارت معاليها «إننا جميعاً نتعلم يوماً بعد الآخر في أي قطاع نعمل فيه، نتعلم ونفهم من أزمات كهذه مدى أهمية التواصل والشراكة، وألا ننسى العنصر الإنساني الذي يجب علينا جميعاً التفكير فيه في هذه الأزمة».
وأعربت عن شكرها وتقديرها للعاملين في الخطوط الأمامية من الرجال والنساء الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم ويضحون بوقتهم مع عائلاتهم ليمارسوا عملهم ويحافظوا على سلامتنا، منوهةً بأن حديثها لا يقتصر على الأطباء والممرضين والشرطة فقط، بل أولئك الذين يعملون في محال «السوبر ماركت»، والمزارعين فهم عاملون في الخطوط الأمامية للتأكد من أن الغذاء يتم إحضاره للسوق ليتمكن الناس من استهلاكه والمحافظة على صحتهم ويعززون جهازهم المناعي لنعبر هذه الأزمة ونحن أقوى. وقالت «أعلم أن العديد منكم قلقون، لكني أريد أن أطمئنكم بأننا نفعل ما بوسعنا للتأكد من توافر الغذاء للجميع في الإمارات، ونحث الجمهور على عدم شراء السلع الغذائية بما يزيد على حاجتهم، وعلى تناول الأطعمة الصحية لتعزيز جهاز المناعة، وأنه لا حاجة للفزع، حيث يوجد ما يكفي من الغذاء للجميع».
الموارد والمستقبل
أشارت معالي المهيري إلى أنها تتصور وجود أبراج تضم مزارع أفقية أو مزارع عمودية، وأن الزراعة تتم داخل المدينة لا خارجها ومشاركة المزيد من النساء في قطاع إنتاج الغذاء، وإنتاج بعض الأغذية قصيرة الأجل في المنازل، مشيرةً معاليها إلى أن لدينا ثلاثة موارد: الشمس والرمال والبحر، وتأمل أن استخدام تلك الموارد الثلاثة مستقبلاً مما سيمكننا من زراعة غذائنا، ويقلل اعتمادنا على سلاسل الإمداد من الخارج. وأكدت أن هذا التحديث غير المسبوق منحنا الفرصة للإقرار بقوة الرؤية والحكمة وبعد النظر، فقد كنا نتحضر على مر السنين من أجل الحفاظ على إمداداتنا الاستراتيجية من الغذاء لجميع أهالي دولة الإمارات المواطنين منهم والمقيمين، ولم نكن يوماً في وضع أفضل من حيث جاهزيتنا وسرعة استجابتنا، إلا أننا نقر بأن هذه اللحظة زودتنا بفيض من الدروس المستقاة.
حسين الحمادي: رسائل إيجابية
أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تثلج الصدر، وتحوي رسائل عديدة إيجابية ومحفزة، حيث يراهن سموه على العمل الحكومي في السنوات السابقة من استشراف للمستقبل بقيادة فذة ومحنكة في فنون الإدارة الحديثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،.
وأضاف أن ما تحقق نتاج رؤية القيادة وأدوار عديدة مخلصة للعاملين في المؤسسة التربوية، وتعاون وثيق من قبل الطلبة وذويهم.
بلحيف النعيمي: مسؤولية مضاعفة
علي الهنوري (دبي)
ثمّن معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، إشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في موهبته باختيار الكوادر المميزة لقيادة دولة الإمارات والنهوض بها لمستوى مُشرف.
وأكد أن هذه الإشادة تُحملنا مسؤولية كبيرة، ومضاعفة جهودنا خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن هذه الإشادة تضعنا بشكل أكبر تحت المجهر، وعلى كل وزير بذل مزيد من الجهد من أجل المحافظة على الريادة، والجودة في الأداء المؤسسي والحكومي. وقال النعيمي، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حملنا المسؤولية عندما أعلن رؤية الإمارات التي نالت إعجاب العالم بالإنجازات الملموسة خلال فترة زمنية قصيرة بسبب دعم القيادة الرشيدة.