الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«مركز 9».. سبب «أزمة» مبابي أم «تميمة الحظ»؟

«مركز 9».. سبب «أزمة» مبابي أم «تميمة الحظ»؟
2 سبتمبر 2024 13:41

 
عمرو عبيد (القاهرة)


تغيّرت لهجة الصحافة الإسبانية بعد تسجيل كليان مبابي أول هدفين له مع ريال مدريد في «الليجا»، بعد صيام استمر طوال 333 دقيقة لعب خلال 3 مباريات وأكثر من ساعة كاملة في المباراة الرابعة، وبعدما انتقدت الظهور الباهت للنجم الفرنسي، كتبت «ماركا» عن «ظهور الوحش» بينما قالت أس «أخيراً.. مبابي هنا»، في حين تحدثت «سبورت» و«موندو ديبورتيفو» عن تجنّب مبابي المزيد من المتاعب وإنقاذه نفسه وأنشيلوتي من كم الانتقادات التي طالتهما خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكان بعض الصحفيين المتخصصين في التحليل الفني بـ«الليجا» قد أشاروا إلى صعوبة تأقلم مبابي في «مركز 9» بعمق الهجوم، وأن الجناح الأيسر يُعد مركزه المفضل الذي يُخرج كل قدراته الفنية والمهارية، لكن هذا الأمر يتعارض مع وجود البرازيلي فينيسيوس في هذا الطرف، كما أن مبابي لم يلعب كثيراً كجناح أيمن ولا يُجيد فيه كثيراً، بجانب وجود رودريجو أيضاً، ويبدو أن إصرار «الرئيس» بيريز على جلب مبابي إلى «البيرنابيو» في ظل وجود بيلينجهام أيضاً ضمن «رُباعي الهجوم» يزيد من أعباء أنشيلوتي الفنية، وهو ما ظهر خلال المباريات الأولى بـ«الليجا» ويُنذر بمشاكل وأزمات فنية قد تضرب «الملكي» في الموسم الحالي.
ويتفق البعض أو يختلف مع تلك الآراء الفنية، التي تؤكدها أحياناً وتنفيها في آن واحد، تلك الإحصاءات الخاصة بمسيرة مبابي منذ انطلاقته الاحترافية في موسم 2015/2016، إذ تكشف أرقام «الاتحاد» عن أن «مركز 9» مثّل «حالة محيرة» في مسيرة مبابي حتى الآن، حيث عانى معه النجم الفرنسي كثيراً فيما يتعلق بتسجيل الأهداف، وبسبب اللعب كمهاجم صريح غاب عن هز الشباك في 117 مباراة عبر المواسم المُختلفة في جميع البطولات، سواء مع الأندية أو المنتخب الفرنسي، وهي النسبة السلبية الأكبر بالنسبة له، إذ تُمثّل تقريباً نصف عدد المباريات التي لم يتمكن خلالها من تسجيل الأهداف، وتحديداً 50.9%.
في حين أن مشاركته في مركز الجناح الأيسر لم تُساعده على التسجيل في 59 مباراة فقط، بنسبة 25.6%، أي النصف عند مقارنتها بمركز قلب الهجوم، وعلى صعيد اللعب في مركز الجناح الأيمن، غاب مبابي عن التسجيل في 54 مباراة بسبب ذلك، بنسبة 23.5%، والمثير أنه لم يغب عن التهديف مطلقاً وقتما لعب كمهاجم ثانٍ أو متأخر خلف رأس الحربة، لكنه لم يلعب إلا نادراً في هذا المركز طوال مسيرته.
الغريب أن إحصاءات «عكسية» ظهرت في حصاد مبابي طيلة أكثر من 10 سنوات، إذ إن معدلاته التهديفية الأكبر تم تسجيلها خلال مشاركته في «المركز 9»، حيث أحرز 212 هدفاً عبر 264 مباراة، لعب فيها كمهاجم صريح، سواء مع موناكو أو باريس سان جيرمان أو المنتخب الفرنسي، بمعدل يصل إلى 0.8 هدف/ مباراة، في حين أنه زار الشباك 93 مرة خلال 120 مباراة، لعب فيها كجناح أيسر، بمتوسط 0.77 هدف/ مباراة، أي أن النسب تكاد تكون متقاربة جداً مع تفوق نسبي لمصلحة اللعب في قلب الهجوم، وكان مبابي قد سجّل 35 هدفاً في 80 مباراة خاضها كجناح أيمن، بمعدل 0.44 هدف/ مباراة، وهي النسبة الأقل بالطبع.
وربما كان الظهور «الباهت» الذي بدأ به مبابي مع «الريال» سبباً في بعض من تلك الآراء الفنية، وهو ما قد يبدو طبيعياً نتيجة «الضغط الإعلامي» الذي صاحب تلك الصفقة عبر سنوات طويلة، أو لعلها إحصاءاته في المواسم الأخيرة، التي كشفت عن تراجع معدلاته التهديفية عند اللعب في «مركز 9»، حيث غاب عن التهديف في 17 مباراة في موسم 2021/2022، مقابل 6 مباريات فقط كجناح أيسر، وارتفعت المعدلات إلى 19 مباراة في موسم 2022/2023 كمهاجم صريح، مقابل 4 مباريات كجناح أيسر، وإن كان الأمر قد تقارب في موسم 2023/2024 بـ11 مباراة كمهاجم و13 كجناح، سواء مع «سان جيرمان» أو «الديوك»، وبالتأكيد يجب على الجميع انتظار حصاد مبابي حتى نهاية موسمه الأول مع «الميرنجي»، للحكم على مسألة تأثره باللعب في مركزه الحالي، حيث غاب عن التسجيل في 3 مباريات، قبل أن يُسجل «ثنائية» في مباراته الرابعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©