الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عازفة البيكاديللي» في «الملتقى الأدبي»

جانب من الجلسة
1 مارس 2023 23:21

فاطمة عطفة (أبوظبي)
«المكان الذي نحبه ونعيش فيه ولو لوقت قصير يسكننا كما نسكنه، ويعيش في قلوبنا وخواطرنا، وقصر البيكاديللي، مسرح فيروز والأخوين عاصي ومنصور الرحباني، ليس مسرحاً عادياً، لكنه ذاكرة بيروت وذاكرة لبنان في أجمل مراحله الثقافية».
بهذه الكلمات المؤثرة، بدأ الروائي واسيني الأعرج حديثه عن بعد في جلسة الحوار التي نظمها صالون «الملتقى الأدبي» لمناقشة روايته «عازفة البيكاديللي»، وأدارت جلسة الحوار أسماء صدّيق المطوع، قائلة: الإخوة والأخوات أصدقاء صالون الملتقى، أهلاً ومرحباً بكم في أمسية جديدة من أمسيات صالون الملتقى الأدبي، أمسية متميزة نستكمل بها لقاءتنا السابقة مع الأديب الكبير والمبدع وصديق الملتقى الدكتور واسيني الأعرج، ويسعدني الترحيب بالإعلامية الكبيرة السيدة جيزيل خوري التي تشرفنا اليوم وتشترك معنا في النقاش. 

وأضافت موضحة أن الرواية تحكي لنا عن أزهى عصور الفن فيها ممثلاً في مسرح البيكاديللي الذي شهد مجد الثقافة والموسيقى والغناء، وكان قبلة لجميع محبي الفن لعقود طويلة. تبدأ الرواية بقصة الصحفية إيما الشابة المصرة على إعادة البيكاديللي إلى الحياة، خاصة أن أمها الفنانة لينا هي عازفة البيانو الرئيسية التي خبا ألقها مع الحريق الذي التهم البيكاديللي، واحترقت معه ذاكرة أجيال كاملة. يرمم الدكتور واسيني ذاكرتنا وذاكرة بيروت، بجمع الأنقاض والبقايا وحكايات الناس العاديين، ليظهر جمال لبنان الغارب وصوتها الدافئ وليالي شتاءاتها الدافئة في كل صفحة من صفحات الرواية.
 وعاد الكاتب ليعبر بأسف كيف تعرض المسرح للحرق في سنة 2000 ولم يعرف السبب، مضيفاً أنه طوال سنتين وهو يحاول الدخول إليه لمشاهدة آثار الحريق من الداخل حتى يستكمل كتابه عنه، لكنه لم يتمكن من الحصول على إذن الدخول إلا بمساعدة الأصدقاء والصديقات من المثقفين وأصحاب دور النشر. وعلى الصفحة الأولى من الرواية عبارة مقتبسة من مسرحية «الشخص» للأخوين رحباني تقول: «كل واحد عنده قصة/ وكل قصة إلها قصة/ وبيخلص العمر/ وما بتخلص القصة». وأجمعت المداخلات على أهمية الرواية وكأن الكاتب ابن بيروت، وامتازت النهاية بأمل كبير بأن يعاد ترميم المسرح، خاصة أن قسم الفنون في الجامعة الأميركية قام بتنظيم سهرة فنية في لبيكاديللي وهو على حاله، وعزفت لينا مستعيدة تألقها القديم. والرواية تتضمن قصة حب جميلة بدأت قبل ثلاثين سنة بين المصور ماسي ولينا عازفة البيانو، التقيا ذات ليلة ثم افترقا دون أن يتبادلا الأسماء، وأخيراً التقيا تحت المطر. وربما كان هذا اللقاء تحت المطر يوحي بالبشارة أن المسرح سيعاد ترميمه وستعود الحياة إلى جمالها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©