عامان على توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي أرّخت لمرحلة جديدة في إرساء أسس التعايش والحوار والتسامح والسلام، وفتحت الأبواب أمام التنمية، ووحدت الجهود في مواجهة التحديات الإنسانية المشتركة، كما حركت الجمود في عملية السلام في المنطقة، وبثت الأمل بإطلاقها من جديد لتحقيق حل الدولتين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية.
لا يمكن للتنمية أن تتحقق إلا بتوفير الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، ولا يمكن مواجهة التحديات الإنسانية إلا بالتعاون والتكاتف، ولا يمكن الخروج من أجواء الصراع إلا بالحوار والتعايش والتسامح، وهذه رؤية إماراتية تاريخية تعزز تلك القيم والمبادئ وتؤطرها في جهود تنشد ازدهار المنطقة وشعوبها، وقد اتسقت الاتفاقيات الإبراهيمية مع هذه الرؤية لتثمر عن تعاون في الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والشراكة في مجالات تنموية عدة.
زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى تل أبيب على رأس وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوى، بالتزامن مع الاحتفال بمرور عامين على إبرام الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، تعطي دفعة جديدة للشراكة بين البلدين، وتعزز البعد التنموي الحاضر بقوة في هذه الاتفاقيات، وتحفز التعاون الإقليمي، وتزيد حجم المنافع الاقتصادية المتبادلة، وتؤكد أن السلام لا الصراع هو طريق الشعوب التي تنشد الازدهار والتنمية ومصلحة الأجيال المقبلة.