أليمة، ومحزنة، مشاهد الحريق الذي دمر جناح مرضى «كورونا» بمستشفى الحسين في الناصرية، والعراقيون لم ينسوا بعدُ الصور نفسها لمأساة مستشفى ابن الخطيب في بغداد نهاية أبريل الماضي.
مؤشرات التحقيقات الأولية للفاجعة التي راح ضحيتها نحو 200 قتيل وجريح، متشابهة مع سابقتها الدامية لجهة سوء تخزين أسطوانات الأوكسجين، وبالتالي انفجارها الكارثي الذي يطرح أسئلة متعددة حول أسباب هذا العجز في القطاع الصحي.
لم يختلف أحد من المسؤولين العراقيين على توجيه اللوم إلى الفساد والإهمال وسوء الإدارة والخلل في إصلاح المؤسسات. وهذا يعني أن ضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة الأقرب إلى الجريمة يتطلب القضاء على الآفات المتسببة بحدوثها، وأولها الفاسدون.
الإمارات في تضامنها مع العراق الشقيق بضحايا الحادث الأليم، تعرب عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة ولأهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الجلل، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
يحتاج العراقيون بمختلف انتماءاتهم للاتفاق على أن الوقت حان لإصلاح بلادهم من كل خلل، بعيداً عن أي تدخلات، ورفع الغطاء عن أي فاسد أو متلاعب بأرواح المدنيين، ومعاقبته، وإلا فإن مسلسل الموت في المستشفيات باقٍ، والفاعل سيبقى مجهولاً بحكم نفوذه بلا حساب.
"الاتحاد"