كيف يمكن دعم مبادئ السلام والتعايش، وجعلها واقعاً لا حلماً وأمنيات معلّقة في جوف الكلمات؟ السؤال في جوهره يطرح أهمية الإرادة في تحويل صدق القول إلى صدق الفعل، ولا يمكن أن يكون للإرادة حضورها ودورها إلا بإيمان راسخ وأصيل بقيمة ما تسعى إليه الشعوب والدول، وفي كل ما تقدّمه الإمارات للعالم الذي تنتمي إليه، وللإنسانية التي لا تصنيف أو تمييز فيها، تثبت أن قوة إرادتها من قوة نبلها وصدقها ويقينها بقيمة وأهمية وضرورة ما تفعله للعالم أجمع، لتاريخ الإنسان وإبداعاته، لحضاراته وثقافاته، لقيم السلام والتسامح والأخوّة الجامعة لكل البشر.
في يقين الإمارات وقيادتها أن الحفاظ على التراث الإنساني العالمي، هو حفاظ على المنجز التاريخي للإنسان على هذه الأرض، وحفاظ على الإبداع المتعدد للعقول البشرية عبر الأزمنة، وهو أيضاً منبع صاف للوحدة الإنسانية، باعتبارها قاعدة راسخة للسلام والتعايش العالميين. وفي هذا الإطار، تضيء تغريدة وزارة الخارجية والتعاون الدولي على حسابها الرسمي عبر «تويتر» على أحد أبرز مشاريع دعم جهود الحفاظ على التراث الإنساني والتاريخي العالمي، حيث أشارت إلى أهمية الشراكة بين دولة الإمارات و«اليونسكو» لترميم وإعادة بناء جامع النوري ومنارته الحدباء، الذي يعود بناؤه إلى زمن نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، كذلك يضم مشروع الترميم، وإعادة البناء كنيسة الطاهرة التي يبلغ عمرها نحو 800 عام، وكنيسة الساعة المعروفة باسم كنيسة سيدة الساعة في مدينة الموصل العراقية، ويمكننا أن نجد في هذا المشروع، كما في غيره الكثير، أبعاداً أكثر من كونها مشاريع لإعادة ترميم، أو بناء معالم تاريخية بارزة تمثل جزءاً رئيساً من كنوز التراث الإنساني، فثمة أبعاد تؤكد دعم الإمارات للبناء والإعمار، ونشر ثقافة الأمل والسلام والتعايش.
مشروع إعادة إحياء روح الموصل، يعكس النهج الثابت والأصيل لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على التراث، وحماية الإرث الثقافي عالمياً لخدمة الإنسانية، حيث تبنّت في 12 مارس 2018 وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشروع إعادة بناء المعالم التاريخية لمدينة الموصل، بالشراكة مع «اليونسكو» ووزارة الثقافة العراقية، وبالتعاون مع المركز الدّولي لدراسة وصون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم».
ويضاف المشروع إلى قائمة من الإسهامات البارزة للدولة في مجال حفظ كنوز التراث العالمي، والتي تحمل رسالة الإمارات الحضارية بإعلاء قيم التسامح والسلام والتآخي، والحفاظ على معالم وكنوز التاريخ الإنساني.
"الاتحاد"