حدد البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية داء بلاد الرافدين بآفتي «الأسلحة والفساد»، ودواءه بـ«الاستماع لمن يبني ويصنع السلام».
رسائل اليوم الأول لزيارته التاريخية إلى العراق بدت أشبه بـ«خريطة طريق» واضحة المعالم للجميع لوقف المصالح الخاصة، والخارجية، والتصدي لسوء استعمال السلطة، ونبذ العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح.
نصائح صادقة، أكدت ضرورة إرساء الأسس لمجتمع ديمقراطي، يضمن مشاركة جميع الفئات، وعدم اعتبار أحد مواطناً من الدرجة الثانية، والعمل على تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات، وإعطاء المجال لكل الذين يريدون السلام والبناء معاً في الحوار والمواجهة الصريحة والبنَّاءة.
البابا فرنسيس كان حريصاً على الكلمة الجامعة التي توحّد ولا تفرّق بين أحد. وعندما قال «لتصمت الأسلحة»، لم يحدد طرفاً دون آخر، وإنما طالب بوضع حد لانتشارها في كل مكان.
لم تسلم أي طائفة في العراق سواء من إرهاب «داعش» وغيره من الميليشيات المتطرفة، أو من الفساد. والعراقيون يدركون جيداً أن أي إصلاح في الداخل، يبدأ أولاً بوقف تدخلات الخارج، وتحصين العيش المشترك.
شجاعة رأس الكنيسة الكاثوليكية الذي أطلق وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي فبراير 2019، لا بد وأن تمنح الأمل بغدٍ أفضل بعيداً عن الكراهية والطائفية، ليس للعراق فحسب وإنما لأنحاء المنطقة.
«الاتحاد»