«لا عودة للحرب، ولا حياد عن طريق السلام».. شعار السودان الجديد الناظر بثقة إلى المستقبل، بعد توقيع الحكومة الانتقالية على اتفاق تاريخي مع الحركات المسلحة الرئيسية لـ«الجبهة الثورية»، لحقن الدماء، وإنهاء سنوات من الصدامات التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
إنجاز استثنائي ساندته الإمارات، رعاية ودعماً، حتى اكتمال أركانه في التوقيع، وتعهدت بمواصلة تعزيز هذا الإنجاز على كل المستويات في مرحلة التنفيذ، حتى يجني الشعب السوداني ثمار الاتفاق نماءً وأمناً واستقراراً، مؤكدة «أنه سلام لا يصنعه إلا الشجعان ولا يدعمه إلا النبلاء المخلصون».
من دارفور إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق، الشعب السوداني يطوي صفحة الدماء وفق أسس تحترم الجميع. ومن لم ينضم بعد إلى السلام، لا بد أن يجنح باتجاهه اليوم أو غداً؛ لأنه الخيار الوحيد.
حان الوقت لاستبدال الصراعات والمعاناة، بالتكاتف والبناء. آن الأوان لإسكات أصوات الأسلحة وإعلاء كلمة الأمل والحلم للأجيال القادمة.
أجمل ما في جوبا بالأمس، أصوات التصفيق وحناجر الزغاريد وهتافات الفرح وبشاشة الوجوه التي شاركت في احتفال التوقيع على وقع قرع الطبول والغناء والرقص.
ليس هناك أجمل من السلام طريقاً للتنمية والتقدم والازدهار، حتى لو كان طويلاً وصعباً. المهم البداية والانطلاق، والسودان ليس وحيداً في مهمته، وإنما هو مدعوم من كل الدول الشقيقة والصديقة.
أينما حلّت الإمارات، حل السلام.. فقد واكبت الاتفاق، مسانداً وشاهداً، ووعدت صادقة بإكمال المهمة حتى يلبي الشعب السوداني تطلعاته إلى غد أفضل.
"الاتحاد"