شعبان بلال (القاهرة)
وصفت مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» إيناس حمدان، الظروف الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة بـ «الكارثية والمأساوية»، نتيجة اتساع مناطق القتال، واستمرار العمليات العسكرية، وصدور أوامر إخلاء في عدة مناطق، كان آخرها المناطق الشرقية في خان يونس منذ يومين.
وأكدت حمدان، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن النازحين باتوا منهكين للغاية ولم يعد لديهم الكثير من الإمكانات، كما أنهم يضطرون للنزوح مجدداً في ظروف غير آمنة وغير إنسانية مطلقاً، ويتم الدفع بهم في أماكن مكتظة لا تتوافر فيها مقومات الحياة الأساسية، بالإضافة إلى شح الإمدادات.
وأضافت أن المساعدات الإغاثية التي تدخل إلى القطاع عبر معبر كرم أبوسالم لا تمثل نقطة في بحر من احتياجات القطاع من الغذاء والدواء والماء والوقود.
وحول الوضع الصحي، أوضحت أنه متدهور بشكل كبير، خاصة خروج عدد كبير من مستشفيات القطاع عن الخدمة، مشيرة إلى أن «الأونروا» لا تزال تدير 10 مراكز صحية في المناطق التي لا تزال تعمل فيها، وهناك 84 نقطة طبية متنقلة ما بين الخيام وأماكن تواجد النازحين ومراكز الإيواء.
ولفتت إيناس حمدان إلى أنه جار العمل على تقديم ما يمكن تقديمه من الخدمات الصحية والاستشارات الطبية، لكن شح الإمكانات يقف عائقاً أمام تقديم الخدمات الكافة لسكان قطاع غزة بحسب قولها.
وذكرت أن ارتفاع درجات الحرارة يفاقم الظروف الصحية بالإضافة إلى تراكم أطنان من النفايات وعدم قدرة فرق صحة البيئة على رفعها كلها لعدم توفر الوقود والشاحنات اللازمة للتخلص منها بشكل ملائم، موضحة أن النازحين أصيبوا بالكثير من الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي والإسهال ومرض التهاب الكبد الوبائي.
وقالت: إن حياة السكان الفلسطينيين تدمرت نتيجة هذه الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، مشيرة إلى أنه مجرد إصدار أوامر إخلاء جديدة يعني المزيد من المعاناة والعذاب للسكان الذين باتوا مرهقين جداً من تكرار حالات النزوح المتعبة.
وشددت على أن الأطفال والنساء هم الذين يدفعون الثمن الأغلى في هذه الحرب، واصفة إياهم بـ «الحلقة الأضعف»، موضحة أن الأطفال يصطفون لساعات طويلة تتراوح من 6 أو 8 ساعات، للحصول على مياه شرب، لوجود أزمة مياه حقيقية في القطاع، نظراً لعدم القدرة على تشغيل كافة محطات التحلية، وتدمير عدد كبير من آبار المياه بسبب استمرار العمليات العسكرية.