نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات أن الدبلوماسية وتخفيف التصعيد هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمان في شبه الجزيرة الكورية، فيما أدانت بشدة إطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مرة أخرى لقمر صناعي استطلاعي عسكري باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وقالت في بيان خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن عدم الانتشار، أدلى به السفير محمد أبو شهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إن هذا الإطلاق لا ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن فقط، بل يأتي بعد عدد قياسي من انتهاكات مماثلة خلال العامين الماضيين.
وأوضح أبو شهاب أن أفعال جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تشكل مصدر قلق كبير، لأنها تزيد من التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وتقوض نظام عدم الانتشار العالمي، وحثّ بشدة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على الامتناع عن أنشطتها، التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأضاف: إن إطلاق القمر الصناعي من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ينتهك حظر مجلس الأمن بشأن استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وفي الواقع، يمكن أن يكون الهدف من الإطلاق اختباراً غير مشروع لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية ذات المدى الطويل، ومن الضروري أن تتوقف هذه الأفعال الاستفزازية.
وشدد على أن على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن تتوقف فوراً عن جميع الإطلاقات والاختبارات التي تشمل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، كما تم التأكيد عليه مرارًا وتكرارًا في قرارات مجلس الأمن، لافتاً إلى أنه حتى وإن أصدرت السلطات في بيونج يانج تحذيرات مبكرة لليابان، إلا أن مثل هذه التحذيرات لا تمنح شرعية للإطلاقات، لذا ندعو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن تلتزم بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وأن تمتنع عن إجراء مثل هذه الإطلاقات غير القانونية في المستقبل.
وذكر أبو شهاب أن على المجلس أن يرسل رسالة موحدة وقوية إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تدين سلوكها الاستفزازي وتشجع على الحوار، مكرراً التأكيد على أن الدبلوماسية وتخفيف التصعيد هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمان في شبه الجزيرة الكورية.
ونوّه إلى أن الوضع الإنساني في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مصدر قلق خطير، خصوصاً في ظل تقارير الأمم المتحدة الأخيرة التي تشير إلى أن 45 في المئة من السكان - حوالي 12 مليون شخص - بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
وقال: نشدد على ضرورة السماح باستئناف الأنشطة الإنسانية على الأرض من قبل وكالات المساعدة الإنسانية الدولية، مع حدوث فتح تدريجي للحدود، ونأمل أن تعطي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الأولوية لعودتها إلى البلاد، بما في ذلك منسق الأمم المتحدة المقيم.
وقال الهدف النهائي واضح، ألا وهو: تحقيق إزالة الأسلحة النووية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجوع عنه، وعودتها إلى معاهدة عدم الانتشار.
ودعا في ختام البيان أعضاء مجلس الأمن، جنباً إلى جنب مع الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إعادة تنشيط الجهود الدبلوماسية لاستئناف محادثات السلام، وللحد وردع برنامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، مؤكداً أن العمل الموحد اليوم سيقود إلى غد أكثر أماناً على شبه الجزيرة الكورية.