أحمد مراد (القاهرة)
اعتبر خبراء في الاقتصاد والمناخ أن مؤتمر «Cop28» قفزة نوعية في مستقبل قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة إقليمياً ودولياً، من خلال تعزيز الجهود الرامية لمضاعفة حجم الاستثمارات في القطاع.
وأوضح خبراء أن التوسع في مجالات استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، يشكل إحدى أهم وأبرز الركائز الأساسية لمؤتمر «Cop28» الذي يهدف إلى تسريع تحقيق انتقال عملي وعادل في قطاع الطاقة المتجددة، وتوفير آليات جديدة للتمويل، وتعزيز التعاون الدولي.
وأشار خبير المناخ والتنمية الدكتور السيد صبري إلى أن خطة «Cop28»، والتي تم الإعلان عنها، تشمل 4 ركائز رئيسية تتمثل في تسريع تحقيق انتقال منطقي وعملي وعادل في قطاع الطاقة المتجددة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام.
وكان معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف «Cop28»، قد ذكر خلال كلمته في المؤتمر الوزاري المعني بالعمل المناخي الذي عُقد في بروكسل، أن الركيزة الأولى لخطة المؤتمر تشمل زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات ومضاعفة إنتاج الهيدروجين بحلول العام 2030، ودعوة قطاع النفط والغاز إلى ضخ استثمارات كبيرة لدعم إنتاج مصادر الطاقة النظيفة.
وأضاف صبري في تصريح لـ«الاتحاد» أن العديد من دول العالم تتجه إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، والتوسع في استخدامات الغاز الطبيعي، والديزل الأخضر، والهيدروجين الأخضر، وهو ما يتماشى مع الكثير من البرامج والمبادرات التي يتبناها «Cop28»، ما يجعل المؤتمر يجسد انطلاقة عالمية نحو تعزيز آليات التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة في مختلف دول العالم، وخاصة الشرق الأوسط.
وسبق أن أوضح مدير وكالة الطاقة الدولية أن «Cop28» يسهم في تسريع تحول دول المنطقة إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، وتنويع برامجها الاقتصادية والاتجاه نحو الطاقة الخضراء.
وبحسب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، الدكتورة نوال خليفة الحوسني، فإن الإمارات ساهمت في تحقيق البنية التحتية للطاقة المتجددة والنظيفة في 70 دولة، ولديها استثمارات تصل إلى 16.8 مليار دولار في مواجهة التحديات المناخية، بالإضافة إلى مشروعات في مجال الطاقة المتجددة في العديد من دول العالم.
واعتبر الخبير الاقتصادي، ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية بالقاهرة، خالد الشافعي، أن «Cop28» دفعة قوية لاستثمارات الطاقة النظيفة والمتجددة في العالم، ما يساهم في انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وانخفاض الطلب على الطاقة التقليدية بنسبة تقترب من 40% بحلول العام 2050 بحسب التقديرات الدولية.
وقال الشافعي في تصريح لـ«الاتحاد» إن التقارير الصادرة عن رئاسة مؤتمر «Cop28» تؤكد أن هناك اهتماماً كبيراً بملف الطاقة النظيفة والمتجددة، والعمل على التوسع في استثماراتها واستخداماتها باعتبارها إحدى أهم وسائل مكافحة التغيرات المناخية، ما يجعل تحسين آليات تمويل التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة يأتي على رأس أولويات أجندة المؤتمر.
وحثت عدة تصريحات وبيانات صادرة عن رئاسة مؤتمر «Cop28» مختلف دول العالم على تنفيذ المزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، موضحة أن فاعليات وجلسات المؤتمر ستركز على توفير آليات جديدة للتمويل وتعزيز التعاون الدولي في مجال التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق المصرية، الدكتور علي قطب في تصريح لـ«الاتحاد» أن الاتجاه نحو الطاقة النظيفة والمتجددة يأتي على رأس الحلول والبدائل المبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية التي تشكل أكبر تهديد للحياة على كوكب الأرض، ومن هنا يتصدر ملف الطاقة المتجددة جدول أعمال مؤتمر «Cop28» الذي يعزز الاهتمام العالمي بهذه المشروعات.