عدد اليوم
أسماء الحسيني، الاتحاد (الخرطوم)
تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم لليوم العاشر على التوالي، وسط استمرار نزوح عشرات آلاف المدنيين نحو دولتي تشاد وجنوب السودان وإلى خارج الخرطوم، فيما تبادل الجيش و«الدعم السريع» الاتهامات بشأن الاحتماء واستهداف الأحياء السكنية.
وشهدت مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم تحليقاً للطيران الحربي، واشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وذكر شهود عيان أن مناطق «أركويت والكلاكلة والدوحة والمهندسين» شهدت تحليقاً للطيران الحربي واشتباكات عنيفة في الشوارع مع مجاميع سيارات عسكرية لقوات الدعم السريع.
ومن منطقة «بُرّي» وسط الخرطوم، أشار الشهود إلى سماع أصوات تبادل إطلاق نار وتصاعد أعمدة الدخان من وسط الخرطوم ومحيط المطار الدولي.
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من المنازل انهارت بمنطقة «الكلاكلة القبة» جنوب الخرطوم، إثر ضربة جوية أثناء اشتباكات الجيش وقوات الدعم السريع. وذكر شهود آخرون أن منزلاً تعرض للقصف بمنطقة «الجريف» شرق الخرطوم وتحدثوا عن حدوث إصابات.
وفي بيان عن مجريات الوضع، اتهم الجيش أمس، قوات الدعم السريع بالاحتماء وسط الأحياء السكنية واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، تحدثت الأخيرة عن غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة بينها منطقة «الكلاكلة».
وقال الجيش: «الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ وتستمر قواتنا في توسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية».
وأضاف: «تبعثرت مجموعات الدعم السريع على نطاق واسع بالخرطوم وأجزاء محدودة من الخرطوم بحري وسط الأحياء، للاحتماء بهذه التجمعات السكنية، واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية».
بدورها، قالت قوات الدعم السريع: «تعمل قواتنا وسط جماهير الشعب السوداني لتقديم الخدمات الأساسية، وفتح ممرات إنسانية في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها بلادنا، إلى جانب انشغالها بإجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية».
ويواصل العديد من المدنيين النزوح إلى المدن الشمالية للخرطوم أملاً في العبور إلى مصر، بينما يحاول آخرون السفر إلى المدن المتاخمة للخرطوم، مثل ولايتي الجزيرة وسنار.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، مقتل عدد من المدنيين وإصابة أكثر من 50 شخصاً جراء قصف واشتباكات في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت النقابة في بيان: «تعرضت مناطق مختلفة في الخرطوم لقصف عنيف بشتى الأسلحة، ونتج عن ذلك مقتل عدد من المدنيين في منطقة الكلاكلة واكتظاظ المستشفيات بعدد كبير من الإصابات الخطرة يناهز الـ 50 مصاباً».
وناشدت النقابة في بيانها «جميع الكوادر الطبية القريبة من المستشفى الإسراع بالمساعدة العاجلة ومد يد العون للطاقم الطبي المحدود في المستشفى».
من جانبه، ناشد حاكم ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة «المدنيين برفع حسهم الأمني والمساهمة في تأمين أحيائهم وتفويت الفرصة لمن يستغلون الأوضاع الحالية في تنفيذ عمليات نهب وسلب»، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن 427 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 3700 آخرون نتيجة الصراع في السودان المتواصل منذ 15 أبريل الجاري.
وقال المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بالسودان «أوتشا»، في بيان، إن «القتال مازال مستمراً بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل وحتى الآن، ما أسفر عن ما لا يقل عن 427 قتيلاً وأكثر من 3700 جريح».
وأضاف المكتب الأممي، أن «ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرض للهجوم والعديد منها يعمل في ولايتي الخرطوم ودارفور».
وتابع أن «المدنيين يفرون من المناطق المتضررة من القتال، بما في ذلك إلى دول تشاد ومصر وجنوب السودان»، ولفت إلى أن أسعار المواد الأساسية في ارتفاع حاد بسبب النقص.
وخارج العاصمة، أشار تقرير للأمم المتحدة أمس، إلى أن أنباء أفادت بأن المدنيين يفرون من الاشتباكات في عدة مناطق بما في ذلك ولايات دارفور الثلاث وولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان وولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا إلى تشاد. وذكر مسؤولون في مقاطعة «الرنك» بجنوب السودان، أمس، أنهم استقبلوا نحو 10 آلاف شخص منذ بدء الأزمة.
