أحمد مراد، (القاهرة، عدن)
أعلن الجيش اليمني، أمس، إسقاط طائرة مسيرة للحوثيين في محافظة مأرب، فيما أصيب 5 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، بعمليات قصف وقنص «حوثية» استهدفت قرى سكنية في ريف محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، حسبما أكدت مصادر محلية أمس.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في بيان، إن دفاعات الجيش أسقطت طائرة مسيرة تابعة لميليشيات «الحوثي» الإرهابية أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية شمال غربي مدينة مأرب.
يأتي ذلك، وسط تصعيد «حوثي» عقب إفشال الميليشيات تمديد الهدنة الأممية أكتوبر الماضي، والتي استمرت ستة أشهر منذ بداية إبريل الماضي.
واستهدفت ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، مساء أمس الأول، بقذائف المدفعية قرية «الدمينة» الواقعة أسفل نقيل مديرية الصلو الواقعة جنوب شرقي المحافظة، وهو ما أسفر عن إصابة 4 مدنيين بينهم طفل وامرأة.
كما أصيب طفل آخر برصاصة قناص «حوثي» في قرية «ماتع» التابعة لمنطقة الضباب في مديرية جبل حبشي غربي المدينة.
ومطلع الأسبوع الجاري، استهدفت ميليشيات «الحوثي» بالقصف المدفعي حياً سكنياً، في المطار القديم غرب مدينة تعز، أسفر عن مقتل مدني وطفله، وإصابة 4 أطفال آخرين بجروح بليغة.
وجددت الحكومة اليمنية، أمس الأول، دعوتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة جرائم وانتهاكات ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، والتي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء كل يوم، والعمل على ممارسة ضغوط حقيقية على الميليشيات لإنهاء حصار مدينة تعز، وإدراج جماعة «الحوثي» وقياداتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية.
ومنذ عام 2015، تخضع شخصيات وقيادات «حوثية»، وعلى رأسها زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، بموجب قرار دولي لعقوبات مالية وحظر للسفر، وفي الوقت نفسه أدرج مجلس الأمن بعض قادة الجماعة على قائمة سوداء لتهديدها السلم والأمن في اليمن.
وأوضح المحلل السياسي اليمني أحمد الربيزي، عضو وحدة شؤون المفاوضات في المجلس الانتقالي الجنوبي لـ«الاتحاد»، أن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها ميليشيات «الحوثي» لا تختلف عما ترتكبه تنظيمات الإرهاب المعروفة، ومن هنا جاء تصنيف الحكومة اليمنية الشرعية باعتبار «الحوثي» جماعة إرهابية.
ودعت المملكة العربية السعودية خلال جلسة مجلس الأمن الدولي في 13 أكتوبر الماضي إلى ضرورة إعادة النظر في تلك الجماعة المتطرفة التي تختطف مستقبل اليمن، مؤكدة أنه حان الوقت لتصنيف «الحوثي» مجموعة إرهابية ومقاطعتها، لاسيما بعد رفضها الحلول الرامية للتوصل إلى حل سلمي.
وأكد المحلل السياسي، أن الجماعة ارتكبت على مدى السنوات السبع الماضية المئات والآلاف من الجرائم والانتهاكات الإرهابية ترقى إلى «جرائم حرب»، مثل الهجمات المتواصلة على المدنيين، وتفجير الأحياء السكنية، وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، وزرع الألغام الأرضية، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على حركة الملاحة الدولية والشحن التجاري في البحر الأحمر، وغيرها من الجرائم الآثمة التي توجب على المجتمع الدولي الإسراع إلى تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية.
وقدمت 95 منظمة مجتمع مدني يمنية وإقليمية ودولية خلال فبراير الماضي خطاباً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالبت فيه بتصنيف ميليشيات «الحوثي» منظمة إرهابية، واتهمتها بتجنيد أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، واستخدام المدارس والمساجد والمخيمات الصيفية في غسل أدمغة ما لا يقل عن 60 ألف طفل، وتدريبهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
أما المحلل السياسي اليمني صالح أبو عوذل، فأكد لـ«الاتحاد» أن ميليشيات «الحوثي» جماعة طائفية وإرهابية تمارس إرهاباً أشد قبحاً من «داعش» و«القاعدة»، وتسعى إلى تجريف الحياة العامة ومؤسسات الدولة اليمنية، وفرز الناس على أساس عرقي وطائفي، ولا بد أن تُصنف جماعة إرهابية.
واعتمدت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في مارس الماضي تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية، وإدراجها ضمن قائمة الكيانات المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية، نتيجة للانتهاكات التي ارتكبها عناصرها منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014 ضد المدنيين من قتل وتشريد وسجن وتعذيب.
وأكد أبو عوذل أن «الحوثي» ترتكب يومياً العشرات من الجرائم الإرهابية من قتل، وتفجير، وتفخيخ، واعتقال، وتعذيب، وما ترتكبه من انتهاكات ليس مستغرباً، لأنها لا تجد أي رادع يمنعها من اقتراف هذه الجرائم.