الثلاثاء 22 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نواف الأحمد.. 60 عاماً في خدمة الكويت

نواف الأحمد.. 60 عاماً في خدمة الكويت
25 فبراير 2022 01:19

أحمد مراد (القاهرة)

مسيرة عطاء حافلة بالإنجازات والنجاحات، امتدت على مدى 60 عاماً، قضاها الشيخ نواف الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، في خدمة بلاده، بدأها محافظاً لمنطقة حولي، وتقلد بعدها العديد من المناصب الوزارية والمواقع القيادية، حتى تولى مقاليد الحكم خلفاً للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، في الثلاثين من سبتمبر 2020 ليكون الحاكم السادس عشر للكويت. وعلى مدى العقود الستة الماضية، كان الشيخ نواف الأحمد، المولود في 25 يونيو عام 1937، أحد أبرز بناة ومؤسسي دولة الكويت الحديثة، فساهمت جهوده في إرساء دعائم الدولة الكويتية، وتقوية أركانها، حتى أصبحت واحدة من أهم دول المنطقة العربية، وصاحبة ثقل اقتصادي ودبلوماسي وسياسي على المستويين الإقليمي والدولي. وفي الوقت الذي تحتفل فيه الكويت بالعيد الوطني الـ61، يقترب حلول الذكرى الثانية لتولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم في ظل مسيرة نجاحات وإنجازات مستمرة.

محافظاً لـ «حولي»
الشيخ نواف الأحمد الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي تولى حكم الكويت من عام 1921 إلى 1950، وبدأ نواف مشواره مع العمل السياسي في الخامسة والعشرين من عمره، وبالتحديد عندما صدر قرار تعيينه محافظاً لمنطقة حولي في 12 فبراير عام 1962.
وعلى مدى 16 عاماً، عمل الشيخ نواف على تطوير وتحديث منطقة حولي، ونجح في تحويلها إلى محافظة حضارية حديثة.

حقائب وزارية
في 19 مارس عام 1978، عُين الشيخ نواف الأحمد وزيراً للداخلية.
بعد 10 سنوات عُين في 26 يناير من 1988 وزيراً للدفاع، وحرص على إعادة تأهيل وتطوير العمل العسكري.

سياسة خارجية متزنة
أبدى الشيخ نواف الأحمد اهتماماً كبيراً باستمرار السياسة الخارجية المتزنة لدولة الكويت، والعمل على التوسع في علاقات الكويت بمختلف دول العالم، من منطلق المبادئ الكويتية الراسخة المتمثلة في احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية، الأمر الذي عزز المكانة الدبلوماسية الكويتية المرموقة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفيما يتعلق بعلاقات الكويت على المستوى الخليجي والعربي، حرص الشيخ نواف الأحمد على استمرار قنوات التنسيق والتشاور مع قادة الدول الخليجية والعربية في كل ما يخص القضايا العربية والخليجية.

«الأب الروحي» 
في 13 يوليو عام 2003، عُين الشيخ نواف الأحمد للمرة الثانية وزيراً للداخلية، الأمر الذي جعل المراقبين يصفونه بـ«الأب الروحي» لضباط وجنود وزارة الداخلية، ومؤسس أول وزارة داخلية حديثة ومتطورة في تاريخ الكويت، وهذه المرة استمر عمله في وزارة الداخلية حتى فبراير 2006.
خلال الولاية الثانية له في وزارة الداخلية، عمل الشيخ نواف الأحمد على مواكبة التطورات الأمنية العالمية، وتبنى خطة لتطوير وتحديث جميع القطاعات الأمنية والشرطية، وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني، وإدخال الأجهزة الأمنية الحديثة، ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة لمكافحة الجريمة، وتوظيف تطبيقات الثورة المعلوماتية والتكنولوجية المتقدمة في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة.

الحرس الوطني
اعتباراً من 16 أكتوبر عام 1994، شغل الشيخ نواف الأحمد منصب نائب رئيس الحرس الوطني، وعلى مدى 9 أعوام ترك في هذا المنصب بصمات واضحة، أبرزها إعادة ترتيب وتنظيم صفوف الحرس الوطني، وتحقيق مبدأ التوازن والتوافق بين الجندي والإنسان، وتطوير المنظومة العسكرية للحرس الوطني الذي أصبح الذراع اليمنى للقوات المسلحة الكويتية. وحرص الشيخ نواف الأحمد على إرسال العديد من أفراد الحرس الوطني في بعثات ودورات عسكرية متطورة، وقدم العديد من الامتيازات لترغيب الشباب الكويتي في الانضمام إلى صفوف الحرس الوطني.

رجل الخير 
في السابع من فبراير 2006، أصدر أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد، قراراً أميرياً بتزكية الشيخ نواف الأحمد ولياً للعهد، بعدما لمس في شخصه العديد من الخصال الحميدة من صلاح وخبرة وكفاءة، فضلاً عن دوره الوطني في بناء الوطن، وحفظ أمنه واستقراره. وأدى الشيخ نواف اليمين الدستورية أمام أمير الكويت ومجلس الأمة في العشرين من الشهر نفسه. وكان نواب مجلس الأمة أجمعوا خلال جلسة المبايعة على محبة الشعب الكويتي للشيخ نواف، وأشادوا بتاريخه المشرف في خدمة الكويت خلال توليه العديد من المسؤوليات والمناصب والمواقع، ووصفوه بـ«رجل الخير والمواقف».

الوزير الإنسان
استعادت الدولة الكويتية أراضيها بعد حرب التحرير، وتشكلت أول حكومة كويتية بعد الحرب، وفيها عُين الشيخ نواف وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، وكان ذلك في الثاني من أبريل عام 1991، وحينها ردد مقولته الشهيرة: «أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه أمير البلاد».
وخلال عمله في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، اتخذ الشيخ نواف العديد من القرارات الإنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، منها قراره بإنشاء مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية، الأمر الذي جعل كثيرين يطلقون عليه لقب «الوزير الإنسان».

إنجازات ونجاحات مستمرة 
في الثلاثين من سبتمبر 2020، أدى الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة أميراً للبلاد خلفاً للأمير الراحل، الشيخ صباح الأحمد، وفي خطابه الأميري الأول، تعهد ببذل الجهد للحفاظ على رفعة الكويت وعزتها، وحماية أمنها واستقرارها، وضمانة كرامة ورفاه شعبها.
وبدأ عهد الشيخ نواف الأحمد في ظل مرحلة مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية، أبرزها انتشار جائحة «كورونا»، وتراجع أسعار النفط، وعزم على مواجهة هذه التحديات بإرادة وطنية لمواصلة مسيرة البناء والتحديث والتطوير عبر خطط جديدة تعتمد على معطيات العصر، وتحافظ على مكانة الكويت إقليمياً وعالمياً.
وبعد مرور أقل من 3 أشهر على تولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم، وبالتحديد في الخامس من ديسمبر 2020، أجريت أول انتخابات برلمانية في عهده، وخلال كلمته في افتتاح أولى جلسات أول مجلس أمة يُنتخب بعد توليه الحكم، دعا إلى وضع برنامج إصلاحي شامل لمواجهة التحديات كافة.
وشدد الشيخ نواف على ضرورة وجود تعاون فعال بين مجلس الأمة والحكومة لإنجاح برنامج الإصلاح الشامل.

وبعد مرور ما يقرب من العام ونصف العام على تولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم في الكويت، ورغم قصر المدة وتعدد التحديات الإقليمية والدولية، إلا أن مسيرة الإنجازات والنجاحات الكويتية لم تتوقف، حيث تواصلت جهود القطاعات الكويتية المختلفة بتوجيهاته، لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية العملاقة، أبرزها المشروعات النفطية مثل مشروع مصفاة الزور التي تعتبر أكبر مصفاة في الكويت بطاقة تكرير تبلغ 615 ألف برميل يومياً، وهي من أكبر المشاريع العالمية لتكرير النفط. كما تواصلت الجهود في عهد الشيخ نواف الأحمد لتنفيذ مشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، الذي يحتوي على رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم. إلى جانب ذلك، تواصل العمل في مشروع «مدينة صباح السالم الجامعية» بمنطقة الشدادية جنوب الكويت العاصمة، والتي تعتبر من أكبر المراكز التعليمية في العالم، إضافة إلى مشروع مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، الذي يمثل نقلة نوعية في مجال النقل بالكويت، ويؤهلها لتكون محوراً إقليمياً رئيسياً للشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، حرص الشيخ نواف الأحمد على تحفيز القطاعات الاقتصادية، وتطوير منتجاتها وخدماتها، وخلق فرص استثمارية تنافسية، وقد جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً في قيمة أصول الصندوق السيادي التي ارتفعت إلى 738 مليار دولار بعد أن كانت 270 ملياراً في عام 2011، ليسجل رقماً قياسياً وغير مسبوق بزيادة ثلاثة أضعاف قيمته في 10 سنوات فقط.
كما وجه الشيخ نواف الأحمد مؤسسات وأجهزة الدولة إلى العمل على رعاية فئة الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، الأمر الذي جعل الكويت تأتي في المرتبة الأولى عربياً والـ27 عالمياً في مؤشر تنمية الشباب لعام 2021، والأولى عربياً في مؤشر التقدم الاجتماعي للعام نفسه.
ونجح الشيخ نواف الأحمد في توجيه قطاع النفط لتحقيق العديد من الإنجازات خلال عام 2021، وهو العام الأول له في سدة الحكم، حيث حققت شركة نفط الكويت العديد من النجاحات خلال العام، منها توقيع عدد من العقود المهمة لتطوير إنتاج النفط والغاز، مثل عقد إنشاء وتشغيل محطة الإنتاج الجوراسي 4 و5. ويضاف إلى ذلك، تدشين أول عملية بحرية في ميناء الزور، وبدء التشغيل الآمن لمركز التجميع 31 الاستراتيجي الذي يساهم في إنتاج 100 ألف برميل نفط، و62.5 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب يومياً، إضافة إلى 240 ألف برميل من المياه المعالجة، ويضم خطاً لتصدير النفط الخام، وخطاً آخر لتصدير الغاز متصلاً بمحطة تعزيز الغاز 132، فضلاً عن خط ثالث لتصدير المياه المنتجة إلى محطة معالجة المياه. ومن نجاحات وإنجازات العام الأول في عهد الشيخ نواف الأحمد، يأتي استكمال إنشاء وتسليم مركز التطعيم بجسر جابر، بحيث تبلغ طاقته الاستيعابية إلى نحو 5 آلاف سيارة يومياً، بمساحه إجمالية 45 ألف متر مربع، وإطلاق العمل في وحدة أطفال الأنابيب بمستشفى الأحمدي، والقيام بأول عملية ولادة لطفل أنابيب في مايو 2021.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض