الخميس 14 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إدلب.. استمرار المساومات التركية

أنقرة نقلت آلاف الجنود والآليات العسكرية إلى سوريا (من المصدر)
30 نوفمبر 2020 02:53

شادي صلاح الدين (لندن)

تعتبر إدلب أكثر المحافظات السورية أهمية من الناحية الاستراتيجية في الوقت الحالي بالنسبة لكافة القوى المتصارعة في سوريا، وخاصة النظام التركي، الذي يحاول استخدام هذه المنطقة والعناصر المسلحة التابعة له، لإحداث تغيير في التركيبة السياسية المستقبلية، والضغط على روسيا والحكومة السورية للرضوخ لمطالبها.
وفي تقرير موسع عبر «مودرن دبلوماسي»، قال الكاتب إيجور ماتفيف: إنه في أكتوبر 2020، عندما أفادت وسائل الإعلام باستئناف القوات الجوية الروسية لضرباتها ضد الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، ونقل أنقرة مواقع المراقبة الخاصة بها لفت ذلك انتباه المجتمع الدولي مرة أخرى إلى الأحداث في إدلب. 
وأوضح الكاتب في تقريره أنه للوهلة الأولى، يبدو أن إدلب شكلت اقتصاداً للصراع العسكري قائماً بالتوازي مع الاقتصاد السوري الرسمي الذي تسيطر عليه الحكومة السورية، مثل إقليم الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا. وعلى عكس المناطق الكردية الغنية بالنفط، والتي تعتبر أيضاً ذات أهمية كبرى وسلة الخبز لسوريا، إلا أن إدلب ليس لديها موارد طبيعية على الإطلاق. 
وقبل الحرب، كانت إدلب محافظة فقيرة تعمل في الزراعة التقليدية، وزراعة الزيتون في الغالب، وبالتالي بالمقارنة مع إقليم شمال شرق سوريا، كانت إدلب أكثر عرضة لأعمال الجهات الخارجية وخطط دمشق الطموحة لاستعادة وحدة أراضي سوريا. 
ولم تفشل إدلب فقط في أن تصبح مشروعاً ناجحاً للمعارضة السورية التي لم تستطع إلا أن تفشل لأسباب موضوعية، بل أصبحت رهينة المساعدات الخارجية، وفقاً للتقرير.
وأصبحت إدلب جيب المعارضة محشورة بين المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري ومناطق سيطرة تركيا. 
وفي الوقت نفسه، على عكس المنطقة الأمنية في الشمال، التي تحكمها بحكم القانون «الحكومة السورية المؤقتة» ولكنها تسيطر عليها بحكم الأمر الواقع أنقرة، في إدلب، لايزال الأمر يثير استياء الأتراك كثيراً، وخاصة أن الدور الرئيسي يتم القيام به، ليس من قبل مسلحي الجبهة الوطنية لتحرير سوريا الموالية لتركيا، ولكن من قبل المتطرفين والإرهابيين التابعين لهيئة تحرير الشام «النصرة»، والتي كانت لها علاقات سابقة مع القاعدة. وأوضح تقرير «مودرن دبلوماسي» أن التحركات التركية في إدلب تنبع أساساً من مواجهة النزعة الانفصالية الكردية، والحصول على نفوذ في جنوب الحدود. 
وبهذا المعنى، فإن الاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة الأمنية في الشمال ومنع الأكراد السوريين من التقدم والقيام بعمليات عسكرية أهم بشكل واضح من الوجود التركي في إدلب، ولكن هل هذا يعني أن تركيا مستعدة بالفعل للتضحية بإدلب؟ بالتأكيد لا، وأثبتت عملية «درع الربيع» ذلك.
وفي 27 فبراير وحتى السادس من مارس الماضي، أوقف الجيش التركي هجوماً محلياً للجيش السوري، ثم نقلت تركيا 10615 وحدة من المعدات العسكرية والآليات العسكرية إلى إدلب، ونظراً للصعوبات الاقتصادية المحلية المتعلقة بوباء «كوفيد - 19»، فإن تركيا ليست مستعدة لاستقبال موجات جديدة من لاجئي إدلب إذا حققت دمشق نصراً عسكرياً سريعاً، وبالتالي فإن السيناريو الأفضل بالنسبة لأنقرة هو نقل هؤلاء الأشخاص إلى بؤر اضطرابات مختلفة «مثل ليبيا وناجورنو كاراباخ».
واعتبر التقرير أن الدافع وراء تصميم تركيا الواضح في إدلب إلى حد ما هو رغبتها في الحفاظ على ما أطلق عليه كتاب الرأي الروس «مناطق حماية المعارضة» في سوريا، وربط قوى المعارضة تلك بتركيا بالوسائل الاقتصادية «على خلفية قانون قيصر الأميركي، حلت الليرة التركية محل الليرة السورية في المنطقة الأمنية في الشمال السوري وفي إدلب»، في مساوماتها مع دمشق وموسكو وغيرها على التركيبة السياسية المستقبلية لسوريا. وأخيراً، تنظر القيادة التركية وأردوغان نفسه بشكل متزايد إلى إدلب من منظور حوار صعب مع روسيا حول الصراع الليبي وناجورنو كاراباخ، وشرق المتوسط. ويحاول أردوغان بشتى الطرق استغلال الأوراق المتاحة للضغط على الدول الإقليمية والدولية للحصول على مكاسب، وهي استراتيجية كشفت عنها جميع تحركاته في المنطقة.

بدء الجولة الرابعة لصياغة الدستور السوري في جنيف
أعلن المبعوث الدولي للأزمة في سوريا جير بيدرسون بدء الجولة الرابعة لاجتماعات اللجنة المصغرة لصياغة الدستور السوري اليوم الاثنين في جنيف، وهي اللجنة المكونة من 45 شخصية سورية بالتساوي بين المعارضة والنظام والمجتمع المدني، وستناقش الأسس والمبادئ الوطنية، وستُعقَد الجولة الخامسة في يناير القادم وستناقش المبادئ الدستورية.
وكشف بيدرسون، في مؤتمر صحفي، عن وجود خلافات بين أطراف اللجنة أدّت إلى عدم التقدم في هذا المسار بما يرقى إلى تطلعات الشعب السوري ويسهم في إنهاء معاناته. وأعرب عن أمله في بناء الثقة بين الأطراف السورية، وإحراز تقدم في ملف المحتجزين والمخطوفين والمختفين، معبّراً عن أمله في انخراط الأطراف السورية في مضمون المسار السياسي، وأكد أهمية دعم المجتمع الدولي للعملية السياسية السورية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض