نجحت بعثة "بولاريس داون"، التابعة لشركة "سبيس إكس" الخاصة والتي تدور حول الأرض، في تحقيق إنجازات هامة منذ إطلاقها في 10 سبتمبر.
بعد ساعات من انطلاقها، وصلت مركبة الطاقم "كرو دراجون" إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أعلى مدار تصل إليه مركبة مأهولة وأبعد نقطة وصل إليها البشر منذ رحلات أبولو التابعة لوكالة ناسا في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. كما أكمل اثنان من أفراد الطاقم، وهما رائد الأعمال الأميركي جارد إيزاكمان والمهندسة في "سبيس إكس" سارة جيليس، أول نشاط فضائي تجاري في التاريخ على ارتفاع يزيد عن 700 كيلومتر.
أقرأ أيضاً..ماسك: "سبيس إكس" تعتزم إطلاق 5 مركبات غير مأهولة للمريخ خلال عامين
على الرغم من أن هذه الإنجازات مثيرة للإعجاب، إلا أن الباحثين يجدون أن الأهمية الأكبر تكمن في ما قد تعنيه هذه البعثة لمستقبل العلوم الفضائية.ومع تزايد رحلات الفضاء الخاصة المأهولة، تتوفر المزيد من الفرص لإجراء تجارب في بيئة الجاذبية الصغرى واستكشاف حدود السفر البشري في الفضاء.
يقول كريستوفر ميسون، عالم الوراثة في كلية وايل كورنيل الطبية في نيويورك، الذي يقود مشروع "سومّا" لجمع بيانات طبية عن رواد الفضاء، إن "الوقت الحالي هو الأكثر إثارة في مجال السفر الفضائي منذ الستينيات". وأضاف أن "وجود بدلات فضاء ومركبات فضاء وبعثة من شركة خاصة، مثل 'سبيس إكس'، هو لأول مرة نقوم به بتنظيم مستقل لرحلات الفضاء".
إتمام نشاط فضائي تجاري قد يعني أيضاً توفر المزيد من الخيارات لإصلاح المعدات العلمية في الفضاء. في عام 2022، تم اقتراح أن تستخدم ناسا بعثة مأهولة من "سبيس إكس" لإعادة رفع تلسكوب هابل إلى مدار أعلى لتطوير أدائه وزيادة مدة عمله.
ورغم أن ناسا رفضت الاقتراح لأسباب تتعلق بالمخاطر المحتملة، فإن نجاح التجارب الأخيرة من قبل الشركات الخاصة في الفضاء يجعل فكرة قيام شركة خاصة بمثل هذه العمليات أكثر قابلية للتحقيق.
أقرأ أيضاً.. سبيس إكس تواصل التحضيرات.. اختبار محركات "ستارشيب" للمرة السادسة
تعد بعثة "بولاريس داون" الأولى من بين ثلاث بعثات مخطط لها ضمن برنامج "بولاريس" الذي يهدف إلى دعم طموحات شركة "سبيس إكس" في مجال السفر البشري إلى الفضاء. وستكون البعثة الثالثة في البرنامج أول رحلة مأهولة لمركبة "ستارشيب" التابعة للشركة، وهي صاروخ ضخم وقابل لإعادة الاستخدام.
من المتوقع أن تساعد الرحلات الفضائية الخاصة في الحصول على إجابات أسرع حول تأثير السفر إلى الفضاء على الصحة البشرية بالإضافة للبعثات الممولة حكومياً مع رواد الفضاء المدربين. سيتم أيضًا دراسة تأثيرات التعرض للإشعاع الفضائي على الجسم من خلال تحليل عينات الحمض النووي وبيانات أخرى مأخوذة من طاقم "بولاريس داون".
ستساعد البيانات المستخلصة من هذه البعثة في فهم كيفية تأثير السفر إلى الفضاء على صحة الإنسان، ومن المقرر أن يتم تحليل العديد من البيانات التي تم جمعها خلال هذه البعثة في البعثات المقبلة.
المصدر: مجلة Nature العلمية