أحمد عاطف (القاهرة)
«مضائق ملقا» أو كما يطلق عليه مسجد الصلاة في ماليزيا، هو بمثابة لؤلؤة مضيئة عائمة، ونموذج معماري مختلف، بني فوق جزيرة اصطناعية تطل على مدخل مضيق ملقا، ومنذ بنائه قبل 17 عاماً يحتل مكانة رفيعة بين أجمل مساجد العالم.
تعود قصة بناء المسجد إلى عام 2006، وقد اختار له المصممون جزيرة اصطناعية مساحتها 40 هكتاراً في مدينة ملقا الساحلية.
وقع اختيار موقع المسجد ليكون نقطة التقاء لمسلمي شرقي آسيا القادمين من عدة اتجاهات، فالمضيق يجمع بين بحر الصين من جهة الجنوب الشرقي وبحر أمدان في المحيط الهندي من الجنوب الغربي، ويجمع جغرافياً بين ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا.
يستقبل المسجد زواراً تحملهم السفن وناقلات النفط والحاويات العملاقة خلال مرورهم بالمضيق، ممن يزورونه للصلاة والحصول على السكينة بين جدرانه. يتميز المسجد بطراز معماري يجمع بين ثقافة «المالايو» الماليزية المحلية والزخرفة الإسلامية التقليدية المستلهمة من بلدان الشرق الأوسط. وشارك في تزيينه مجموعة حرفيين ماهرين، ويمكن ملاحظة جمال الأعمال اليدوية في النقوش على الزجاج الملون والاستخدامات الفنية لأشجار الخيزران.
تصميم مبنى المسجد عبارة عن ساحة مركزية واسعة محاطة بـ 4 أبراج بديعة، ويقطع الساحة ممران يوصلان بين المدخل الرئيس والجانبي، ويتسع المسجد لنحو 15 ألف مصلٍّ.
ترتفع مئذنة المسجد لـ30 متراً، وهي بمثابة منارة تهدي السفن والصيادين في البحر، وبوصلة للزوار حيث يظهر من مسافة عدة كيلومترات. أما عمارة المسجد فقد منحته مكانة مهمة، بحيث تحوَّل إلى وجهة سياحية للقادمين من المدن المجاورة. وتجمع قبة المسجد بين اللونين الأزرق والذهبي وتتلألأ بالإضاءة ليلاً لتحوِّل المسجد إلى لوحة فنية وسط مياه الجزيرة الاصطناعية، حيث يظهر كبناء عائم فوق الأمواج.