عدد اليوم
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
تاريخ عريق لمسجد محمد الأمين في العاصمة اللبنانية بيروت. شيِّد قبل قرن ونصف القرن، وتمت تسميته نسبة إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومر بعدة مراحل تاريخية، آخرها إعادة بنائه مطلع القرن الحالي ليتسع لأكثر من 5 آلاف مصلٍ ويصبح أكبر مسجد في بيروت.
يتميز مسجد محمد الأمين بـ4 مآذن مرتفعة تجعل من السهل تمييزه من على مسافة بعيدة، فهو أكبر مساجد لبنان وأجملها، ويقع بالقرب من معالم دينية متنوعة جعلت من المنطقة ملتقى دينياً وثقافياً للقادمين إلى بيروت.
ألوان زاهية تلفت الأنظار يشتهر بها المسجد، حيث يغطي اللون الأزرق اللازوردي قبابه، ولاسيما القبة الكبيرة بارتفاع أكثر من 42 متراً. أما المآذن فيبلغ طولها 72 متراً، فيما مساحة المسجد تقدَّر بـ11 ألف متر مربع موزعة على 4 طوابق. تجتمع في المسجد عدة مدارس معمارية تاريخية، فالتصميم الخارجي يظهر فيه الطراز اللبناني ويتّضح المزج بينهما في المآذن والقباب، بينما استخدم المهندسون الأسلوب المعماري المملوكي في الزخرفة والنقوش الذهبية الخارجية. ويشهد تصميم المآذن على التطور المعماري الإسلامي، إذ يبدأ بقاعدة مربعة على الطراز الأموي يخرج منها شكل مثمّن الأضلاع على الطراز المملوكي، وتصغر كلما ارتفعت في شكل مخروط. وفي أعلى المآذن قطع نحاسية مغطاة بطبقة ذهبية تعلوها أهلّة. وتتأثر العمارة الداخلية لمسجد الأمين بالفترات الإسلامية المتعاقبة الأموية والفاطمية والمملوكية، وتتجسد الحرف اليدوية اللبنانية باستخدام الزجاج الملون والأخشاب والرخام المصنوعة على أيدي حرفيين محليين. ويتزين السقف بثريات مصنوعة من النحاس والكريستال، استُحضرت من إيطاليا لتزيّن المسجد وتضفي عليه طابعاً تاريخياً وفنياً.
أما الجزء العلوي من جدران المسجد، فهو تحفة معمارية متفردة لكونها مزيّنة بآيات قرنية مكتوبة بحبيبات الكريستال الصغيرة. ويعكس الموقع الجغرافي للمسجد مشهداً بديعاً، حيث تغرب الشمس متغلغلة بين مآذنه الـ4.
