أحمد شعبان (القاهرة)
تقع قلعة «براغ» في الجزء الشرقي من العاصمة التشيكية «براغ» المدينة الذهبية كما يطلق عليها، وتعد من أشهر وأكبر وأقدم القلاع في العالم، بُنيت في القرن التاسع الميلادي، على مساحة 70 ألف متر وطولها 570 متراً، معلم تاريخي متميز يقصدها السياح من كل أنحاء العالم.
ساهمت قلعة «براغ» في صنع تاريخ جمهورية التشيك لأنها كانت مقراً للحكام ورجال الدين على مر العصور، منذ زمن الرومان، وملوك بوهيميا، والعهد الشيوعي وما بعده، لأكثر من ألف سنة، وهي اليوم المقر الرّسمي للرّئيس التشيكي، ويمكن التجول فيها من دون قيود.
تم البدء في بناء القلعة عام 870م، وفي العقود التالية لم تكن مأهولة حتى بدأ الملك فلاديسلاوس عام 1485 إعادة بنائها وقاعة فلاديسلاف الضخمة التي بناها بينيديكت ريجت، كما تم بناء أبراج دفاعية جديدة على الجانب الشمالي منها.
في عام 1541 دمّر حريق هائل القلعة وأعادت الملكة ماريا تيريزا بناءها في النصف الثاني من القرن 18، وفي عام 1918 أصبحت مقراً لرئيس الجمهورية التشيكوسلوفاكية.
شهدت القلعة العديد من الحكام طوال فترات زمنية، مثل الإمبراطور البوهيمي، والإمبراطور الروماني، لذلك تشربت مبانيها بالعديد من الأساليب المعمارية القديمة والحديثة.
تضم قلعة «براغ»، القصر الجمهوري والمقرّ الرّئاسي، والعديد من الساحات الخلابة والمتاحف والكنائس والأديرة والحدائق، وتضم معرضاً للتاريخ التشيكي، ومتحف الألعاب ومعرض الصور للقلعة، والعديد من القصور مثل الملكي القديم، والملكي الجديد، والصيفي للملكة آن، وبها قصر روماني بني خلال القرن الثاني عشر.
والقلعة شبيهة بالقصة الخيالية كما تحكي الأساطير القديمة حيث لا تزال تُحرس المجوهرات البوهيمية والتيجان في غرفة مغلقة، وتقول الأساطير، إن كل من يوضع عليهم التاج البوهيمي محكوم عليه بالموت في غضون عام، ولذلك أطلق عليها اسم «الحظ السيئ» أو مصير التاج الملعون. تضم القلعة العديد من الكنائس تعود إلى القرن التاسع، وتتميز بالجمال والهندسة المعمارية، التي تتحدث عن تاريخ أوروبا، ومن أهمها كاتدرائية سانت فيتوس، وكنيسة القديس جورج براغ، ودير سانت جورج، وكنيسة جميع القديسين، وكنيسة الصليب المقدس.
وتعد كاتدرائية القديس فيتوس أهم كنيسة في «براغ»، تشهد عليها الهندسة المعمارية القوطية، واستغرق بناؤها عدة قرون، وتم استكمالها في القرن العشرين.