جناح المغرب في مهرجان الشيخ زايد.. حِرف وعراقة

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

ضمن أجواء مبهجة، تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة أبوظبي بكثير من التميز والألق، وتستعرض ثقافات الشعوب عبر أجنحة متميزة تستقطب آلاف الزوار يومياً. ويشهد جناح المملكة المغربية إقبالاً كبيراً نظراً لتفرده في المساحة وعدد المحال والمعروضات المتنوعة، وما يقدم من وصلات فلكلورية، وأطباق من المطبخ المغربي الشهير عالمياً، والقفطان وفنون الزخرفة والجلسات والخزفيات ومنتجات الحرف اليدوية التقليدية. ويمنح الزوار فرصة للتعرف إلى العادات والتقاليد والثقافة المغربية العريقة.
يزخر الجناح المغربي بعدد كبير من المحال التي تعرض مجموعة من الملابس التقليدية المنتشرة في ربوع المملكة المغربية، مثل القفطان والجلابية والكندورة وأكسسواراتها من الأحزمة الفضية و«الشربيل» و«البلغة»، والتي تختلف في تصاميمها وتنفيذها حسب كل منطقة لتظهر التنوع الجميل في الزي والمناسبات التي تُرتدى فيها. ولا يكتفي العارضون ببيع منتجاتهم، بل يحرصون على تعريف الزوار بها وبأصالتها، وتنوعها واختلافها من منطقة لأخرى، وكيف حافظ الصانع المغربي عليها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من جمال ورقي وأناقة. كما يعرض الجناح مجموعة من المنتجات التجميلية المستخرجة من زيت الأركان الذي تتفرد به المملكة المغربية.

 42 محلاً
سارة حميدوش المسؤولة عن الجناح المغربي في مهرجان الشيخ زايد ذكرت أن الزوار يمكنهم الاستمتاع بالمعروضات الكثيرة والمنتجات والأكلات الشهيرة وسط أجواء ممتعة، ضمن 42 محلاً. وتغلف أجواء الجناح نغمات الموسيقى الأندلسية والعصرية والدقة المراكشية وأغاني الرواد والاستعراضات الفولكلورية الشعبية من عيساوة وكناوة، وألوان موسيقية كثيرة تعكس تنوع الفنون في المملكة، وتقدمها الفرقة الموسيقية طوال اليوم برئاسة الفنان محمد الكودشو.

الفخار الأصلي 
معروضات متنوعة ترضي مختلف الأذواق منها الفخار الأصلي وأواني الشاي المغربي الأصيل، والعديد من المنتجات التي برعت فيها يد الصانع المغربي. وقالت عواطف مكوار صاحبة محل: إن الفخار المغربي الذي يُشهد له بجودته يختلف من منطقة لأخرى، لافتة إلى أن بعض الفخار يصلح للطبخ والبعض الآخر للتقديم، وأجود أنواع الفخار التي تصلح للطبخ من سلا ومدن أخرى كمراكش، أما فخار فاس فهو خاص بالتقديم ويعرف بزخرفته وألوانه الرائعة وفخار آسفي الذي يُعرف بجودته العالية. ويضم محل مكوار العديد من المنتجات التي تشهد إقبالاً كبيراً مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ومنها أواني تقديم الشاي الفضية المنقوشة يدوياً. كما تحظى جلسات الشاي في المغرب بعناية كبيرة، حيث تشتمل على تطريزات يدوية لعدة الشاي الفضية أو الذهبية وكؤوس الكريستال. 

أخبار ذات صلة

أسطرلاب «البطوطي».. مغامرات عبر الكون

مبابي وحكيمي.. «صورة صداقة»

طرب أندلسي
تشكل الموسيقى أحد عناصر الجذب في الجناح المغربي عبر المنصة التي تتوسطه، وتقدم ألواناً موسيقية شعبية وعصرية ومنها «كناوية» «عيساوة» من الطرب الأندلسي، حيث تقدم الفرقة يومياً عشرات العروض الفنية والوصلات الغنائية والاستعراضات، ملبية ما يطلبه الجمهور، وعاكسة ما يزخر به المغرب من ألوان موسيقية شتى وما تتميز به هذه الألوان من تنوع واختلاف في اللهجة والأداء، حيث تختلف من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ومن الساحل إلى الداخل ومن السهل إلى الصحراء. 

سر التميز
بو العيون حبيبة تعرض باقة متنوعة من منتجات الصناعة التقليدية ضمن رواقها من الأزياء المغربية، القفطان والتكشيطة والكندورة والجلابية، المطعمة بالتطريز. ذكرت أن القفطان عبارة عن قطعة واحدة، والتكشيطة تتألف من قطع عدة، وأن هنالك إقبالاً كبيراً على الجلابية المغربية، وهي لباس محتشم ترتديه المرأة يومياً خارج البيت وفي العمل. وقد شهد تحديثات جعلت منه لباساً يتطور ويخضع للتجديد من دون أن يحدث تأثير على روحه الأصلية. ويتنافس الصناع في إطلاق مجموعات لمختلف المناسبات والأعياد وشهر رمضان المبارك الذي يشهد فيه الزي التراثي المغربي إقبالاً كبيراً من الرجال والنساء. وعن الصنعة التي تميز اللباس المغربي أشارت إلى أن أذواق الناس تختلف، فهنالك من يرغب في قفطان بصناعة يدوية، ومن يحب القطع الخفيفة المطرزة، ومن يفضل العمل اليدوي الذي يتطلب مهارة كبيرة، حيث إن الأزياء التقليدية المغربية تشهد تنوعاً كبيراً من حيث الصنعة والتطريز، موضحة أن هنالك منافسة في صناعة القفطان بجودة عالية، وهنالك من لا يزال يحافظ على الصناعة التقليدية اليدوية، ومنهم من اكتفى بالآلة، وذلك حسب قدرة الزبون. وينتشر في المدن القديمة الصناع التقليديون الذين يتمركزون فيها، ما يجعل الأسواق المغربية القديمة تعج بمختلف الصناعات.

أطباق
يضم الجناح قسماً خاصاً بالأكل المغربي، ويشمل الكسكس والطاجين والحريرة والفطائر، حيث يتم تقديم الأطباق الطازجة التي تطهى في عين المكان. ويستقطب عشاق المطبخ المغربي الذي يحظى بشهرة عالمية، إلى جانب الشاي والحلويات المغربية التي يتم إعدادها وفق الطريقة التقليدية العريقة.

جلسات تقليدية
يعرض الجناح جلسات مغربية جميلة، ونماذج من الجبس والزخرفة التي تزين القصور والبيوت والرياضات في المملكة، وحتى أزقة المدن القديمة. ويحظى هذا الركن بإقبال كبير للاستمتاع بما يقدمه من معلومات عن الجلسات وتنوعها وتطورها وما يرافقها من ديكورات تعكس ما تزخر به المملكة من صناعات تقليدية ضاربة في التاريخ.