أبوظبي (الاتحاد)
أراد المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، مع انطلاق دورته السابعة، أن يناقش العديد من الأفكار والتساؤلات حول الأدوار التي تلعبها الفنون البصرية في مختلف مناحي حياتنا، وفي يومه الثاني، طرح على جمهوره سؤالاً افتراضياً: ماذا لو لم يتم اختراع الكاميرا؟
أنيكا بول من الهند، طالبة علم النفس بجامعة نيويورك أبوظبي قالت: «لو لم يخترع الإنسان الكاميرا لما كان هذا المهرجان موجوداً بالطبع، وكنا وجدنا العالم في غاية الاختلاف عما عليه اليوم. وهي اختراع بالغ الأهمية، فقد غير التصوير الفوتوغرافي مسار العالم، ولا سيما التصوير الصحفي الذي يمتلك تأثيراً واسعاً حول العالم لقدرته على لفت الانتباه إلى العديد من القضايا الإنسانية، والكوارث الطبيعية، والأزمات، كما رفع الوعي بكل القضايا الحساسة، وما يرافق ذلك من جهود الدعم وجمع التبرعات».
وقالت رشا العبدلي، مصورة محترفة من سلطنة عمان: «كنا سنفقد ذاكرتنا، فعندما نستمع إلى قصة ما أو نقرأها، فإن أول ما تقوم به أدمغتنا هو تخيل مشاهدها، ولكن عندما نرى مشهداً مصوراً، فإننا نحتفظ بتفاصيله ونعيش داخله، فبإمكان الصورة أو الكاميرا نقل الحقيقة لنا، متيحة رؤية الأمور وتصديقها بشكل أكبر. بإمكاننا أن نسمع أو نقرأ، لكن الصورة تعطي الحدث مصداقيته، وتلعب دور الذاكرة الجمعية، وتشكل ذاكرة ملموسة وموثقة وخالدة، لا نحتاج في استرجاع تفاصيلها إلى الخيال. وكما كان إنسان الكهف قديماً يرسم على الصخور حتى ترك أثره، فالتصوير اليوم هو ما سيعطي دليلاً على أننا عشنا على هذه الأرض يوماً ما، وهو ما يجعلنا نصدق الحدث، ويعطي لأية قصة عمقاً أكبر، وما حققته الكاميرا هو نقلنا من الخيال إلى الحقيقة».
وقالت آية علي فنانة من السودان: «سيكون العالم مكاناً سيئاً جداً دون التصوير، فكل الفنون المعاصرة التي من حولنا الآن ما كان لها أن تكون بنفس هذه القوة والتأثير والبراعة. وأقوى الفنون وأكثرها انتشاراً اليوم يعتمد اعتماداً كلياً على الكاميرا، فالصورة تخبرنا بما يحدث في العالم، وتكشف لنا الجانب المظلم منه وترينا الجانب الجميل والمضيء، وأي صورة رائعة تمثل العين النبيهة التي وقفت خلف العدسة التي هي بالتأكيد قادرة على أن تعكس الروح الخلاقة التي تلتقط الصورة».
وقال أندرياس بوخوسا، سائح من إسبانيا: «سيكون العالم مملاً من دون كاميرات، ومن الصعب أن أعيش في عالم كهذا، فأكثر ما أحببته خلال زيارتي لـ«إكسبوجر» في العام الماضي، وهذه الدورة بالطبع، هو الإحساس بأنني أسافر مغادراً حياتي اليومية المعتادة، منتقلاً من الإمارات إلى أماكن مختلفة حول العالم، وعابراً حياة العديد من البشر، بثقافتهم وتقاليدهم وأوطانهم. فمن غير الكاميرا كنا سنفقد كل ذلك».