تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تعد الموسيقى التقليدية والشعبية في أفريقيا مصدراً غنياً للمعرفة، حيث لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة والتراث الأفريقي، حيث كانت ترتكز الثقافات الأفريقية القديمة على الموسيقى في إيقاع حياتهم اليومية بشكل كامل، وفي مهرجان الشيخ زايد تجذب فرقة «كوزا الأفريقية» الزوار من مختلف أنحاء العالم، بتقديمها فقرات فلكلورية تمزج بين الاستعراض والموسيقى والغناء.
الموسيقى التقليدية في أفريقيا قديمة وغنية ومتنوعة، نظراً للمساحة الشاسعة في القارة، حيث تتمتع مناطق ودول مختلفة في أفريقيا بالعديد من التقاليد الموسيقية المتميزة، إذ تُستخدم الأغاني والموسيقى في الشعائر والاحتفالات لنقل القصص والتراث الغني من جيل إلى آخر.
أنغام الطبيعة
تؤدي فرقة «كوزا الأفريقية»، على مسرح الجناح الأفريقي، ومسارح مهرجان الشيخ زايد المختلفة، استعراضات متنوعة مليئة بالإيقاعات المختلفة، وصيحات مستوحاة من الطبيعة، على وقع مجموعة واسعة من الآلات المستخدمة في الغناء والموسيقى الأفريقية، منها الطبول والصنوج والخشخاش والأجراس المزدوجة، بالإضافة إلى بعض الآلات الوترية من الأقواس وآلات شبيهة بالقيثارة مثل «الكورا»، إلى جانب آلات النفخ مثل المزمار.
فقرات متنوعة
وما بين متعة الأداء وقوة الصوت وإيقاعات الطبول، تستعرض «كوزا الأفريقية» من خلال عروضها المميزة حكايات وقصص عن تاريخ القارة السمراء، وحول مشاركة الفرقة في مهرجان الشيخ زايد، قال برونو امباروكو، مدير الفرقة: تتميز الموسيقى الأفريقية بخصائص فريدة، وأدوات خاصة، وتقاليد عريقة، فهي موسيقى تقليدية موروثة، تنتقل سماعاً بلا انقطاع عبر الأجيال، وتتطور باستمرار كلما أضاف العازفون إليها عناصر جديدة، وتعتمد الموسيقى الأفريقية على الارتجال والحوار والتفاعل مع بساطة اللحن، وفي هذا المهرجان حاولنا تقديم فقرات متنوعة غنائية وموسيقية، وعروض أداء حركية، حتى نظهر للآخر التقاليد الأفريقية الأصيلة من خلال الموسيقى، وكذلك الأزياء التي نرتديها في كل عرض.
«جامبوانا»
وتابع برونو: نقدم عدداً من الاستعراضات الأفريقية المعروفة، مثل «جامبوانا» وهي أغنية ترحيب شهيرة في أفريقيا، نرحب بها في كل عرض نقدمه لزوار المهرجان، ورقصة «أورتو دانس» التي تقدمها الفرقة في صورة استعراض حركي غنائي مذهل، منوهاً إلى أنهم يؤدون أغنيات ومقطوعات موسيقية أفريقية من مناطق مختلفة، منها أوغندا ومالي والسنغال وكينيا.
وأعرب برونو عن سعادته بمشاركة فرقته في مهرجان الشيخ زايد المميز، والذي يجمع أبرز موسيقيي العالم على منصة واحدة، للاحتفاء بثقافات الدول عبر الفنون والموسيقى.
طبول فريدة
تعتمد الموسيقى الأفريقية على آلات الطبول باختلاف أنواعها في كل إيقاعاتها، وتشتهر السنغال تحديداً بأنواع من الطبول الفريدة، ومنها «جيمبيه» التي تُصنع يدوياً من الخشب الصلب وجلود الحيوانات، حيث كان يتم استخدامها في الماضي لجمع أهل القرى السنغالية والغرب الأفريقي لحل المشكلات والتعاون فيما بينهم لحل قضايا خاصة بالشعب.
أنماط الموسيقى
هناك العديد من أنواع الموسيقى الأفريقية التي تحظى بشعبية كبيرة، والتي تمزج بين موسيقى الجاز والبوب، ومنها «هاي لايف» وقد نشأ هذا النوع من موسيقى البوب والرقص في غانا في القرن العشرين، وتم إدراجها في أنماط الموسيقى الغانية والنيجيرية، وتُعد «جوجو» نمطاً من الموسيقى النيجيرية، أما «كوايتو» فهو نوع من الموسيقى المنزلية التي تتميز بالأصوات الأفريقية مع موسيقى الهيب هوب.
آلات إيقاع
تعتمد الفرق الأفريقية للفنون على استخدام آلات الإيقاع بجميع أنواعها في عروضها الفلكلورية، من بينها: السيلوفون الخشبية، الدجمباي وهو من أنواع الطبول الأفريقية الشهيرة، إلى جانب الآلات الموّلدة للنغمات مثل «الكاليمبا».