الأربعاء 25 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الطيب الصديقي.. موليير المسرح المغربي

الطيب الصديقي.. موليير المسرح المغربي
20 أغسطس 2022 12:16

محمد نجيم (الرباط)
يعتبر الفنان المسرحي الطيب الصديقي 1937 - 2016، المولود في مدينة الصويرة جنوبي الرباط، أب المسرح المغربي وأحد أهرامه الشامخة. 

منح للمسرح المغربي هويته الخاصة وطعمه المغربي المتميز بتركيزه على التراث المغربي والثقافة الشعبية النابعة من المجتمع. وأحدث ثورة فنية بتقديمه أعمالاً مسرحية من التراث العالمي، ولاسيما الفرنسي. 

شارك في بداية مشواره بتقديم النسخة المغربية من مسرحية «المريض الوهمي» لرائد المسرح الفرنسي موليير، وشارك فيها المغرب بمهرجان الشعوب بباريس عام 1958. ومع بداية تألقه وشهرته وبراعته في التمثيل والاقتباس والإخراج، اقترح عليه مدير المسرح البلدي في الدار البيضاء، روجيه سيليني، إنشاء فرقة مسرحية تحمل اسم «فرقة المسرح البلدي». وقد أدارها الطيب الصديقي وقدمت بعض الأعمال مثل مسرحية «الحسناء» المقتبسة عن أسطورة «الليدي كموفيدا» لمؤلفها جان كانون، والعمل المسرحي الشهير «الخادمات» للكاتب الفرنسي جان جينيه، و«المفتش» للكاتب الروسي غوغول، و«الجنس اللطيف» المقبسة عن نص «برلمان النساء» لأريسطوفان.
 كما أخرج مسرحية «رحلة شونغ لي» لمؤلفها ساشا كيتري، وعمل على مسرحيات لعظماء المسرح العالمي أمثال غوغول، أوجين يونيسكو، صامويل بيكيت، فرناندو أرال، وليد سيف، كولدوني، وماريفو وآخرين.كتب الطيب الصديقي وأخرج واقتبس ومثل في الكثير من المسرحيات التي وظف فيها التراث المغربي والعربي وأشهرها: «ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب»، «الإمتاع والمؤانسة»، «مولاي إسماعيل»، «الوارث»، «إدريس»، «مدينة النحاس»، «الرأس والشعكوكة»، «الحراز»، «السفود»، «خرقة المسكين»، «سلطان الطلبة».
شارك الطيب الصديقي في عدد من الأفلام السينمائية المغربية والأوروبية، وأسند له المخرج مصطفى العقاد دور شخصية الوليد في فيلمه المعروف «الرسالة»، كما أخرج وشارك في أعمال تعتبر اليوم من روائع السينما المغربية وهي: «مومو بوخرصة»، «الزفت» (1984)، و«الحال» (1981).
اشتغل الطيب الصديقي على كل ما يزخر به المغرب من موروث، بمنظور جمالي حديث مع استحضار المعمار المغربي والأمثال الشعبية والأزياء والأوشام والعادات والتراث البصري، ليصنع مسرحه الخاص المستمد من أسس وقواعد المسرح العالمي.
وشكل الراحل الطيب الصديقي حالة متفردة في النبوغ المغربي، وأعطى لفن «الحلقة» إشعاعه وصيته العالمي، كونه كان من أشد المؤمنين بأن «الحلقة» هي منبع المسرح المغربي ومهده.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©