عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
يقبل المغاربة في الصيف كما في الشتاء على تناول «الحريرة» كغذاء أساسي في وجبتي الفطور أو العشاء. ومن النادر جداً أن تجد مائدة مغربية تخلو من «الحريرة» إلى جانب أصناف أخرى لتلبية احتياجات الجسم من البروتينات والسكريات والفيتامينات ومن ضمنها: الحليب والشاي والقهوة والبيض المسلوق والأسماك والتمر والتين المجفف الحلويات.
وتبقى«الحريرة» ملكة المائدة المغربية، وهي طبق أساسي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه موروث غذائي شعبي عريق ومتجذر في ثقافة البلاد، وله مكانة كبرى في الوعي المجتمعي لدى الشعب المغربي.وتقول بعض المصادر التاريخية أن حضور «الحريرة» في عادة الغذاء لدى المغاربة قديم جداً، ويعود لقرون من الزمن. وكانت «الحريرة» شاهدة في حقب الحرب والسلام التي عاشها المغرب، والغذاء المفضل لدى جنود الرومان ومصارعي الأسود في بلدان شمالي أفريقيا، ومن ضمنها المغرب، الذي عرف تواجد الأسد الأطلسي في بعض مناطقه الجبلية. أما الآنية الخزفية التي تقدم فيها الحريرة، فتسمى «الجبانية»، التي وجدت في بعض المآثر التاريخية بالمغرب كدليل على قدمها.
وقد وصلت أسرار إعداد «الحريرة»إلى المغاربة عن طريق الجنود الذين كانوا يقاتلون ضمن الفرق العسكرية الرومانية في عهد الإمبراطور الروماني تراجان وخليفته هاردبان، وكان ذلك في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد.
وفي بعض المدن المغربية، تسمى «الحريرة» بأسماء تلك المدن، فيقال لها في مراكش «الحريرة المراكشية»، وفي فاس «الحريرة الفاسية»، وفي الرباط «الحريرة الرباطية»، نظراً للاختلاف الطفيف بين التوابل أو المواد الأولية التي تضيفها كل منطقة.
يقول السيد علي الطاهري صاحب مطعم صغير في مدينة الصويرة: إن الإقبال على تناول «الحريرة» يكون على مدار السنة، لكن المغاربة يقبلون عليها بشكل أكبر خلال فصل الشتاء لأنها تمنح الجسم ما يطلبه من سعرات حرارية موجودة في مكوناتها وتوابلها.
ويذكر أن السياح القادمين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية يقبلون على تناول «الحريرة» ويعجبون بها لأنها غذاء كامل وخالٍ من المواد الضارة بالصحة كالملونات والنكهات الصناعية. وأصبحت «الحريرة» على قوائم الفنادق الكبرى، وتقدم للسياح، مثل «الرفيسة» و«الطاجين» و«الكسكس».
