القاهرة (الاتحاد)
لا تقتصر الآثار المصرية على تلك التي فوق الأرض من الأهرامات وأبوالهول إلى المعابد وغيرها، لكن تمتلك حضارة تحت الماء ببقايا الآثار الغارقة في 8 مواقع من الجنوب إلى الشمال.
قلعة قايتباي
في العام 1962م عمل كامل أبو السعادات الغواص السكندري الشهير بالاشتراك مع القوات البحرية المصرية على انتشال قطع أثرية من موقع عند جزيرة فاروس في مواجهة القلعة من الجهة الشرقية.
وبداية من العام 1994 م، عمل مركز الدراسات السكندرية في الموقع، حيث عثر على الآثار التي أحاطت بعمود السواري وألقيت في الماء العام 1176 م في عهد صلاح الدين الأيوبي لتعيق الغزو الصليبي القادم من قبرص.
وعثر في الموقع على أكثر من 3000 قطعة أثرية معمارية من الجرانيت الوردي الرمادي، والرخام الأبيض والأسود ذي العروق البيضاء، والبازلت والكوارتزيت، أبرزها ٧ تماثيل لأبي الهول (سفنكس)، وحطام ثلاث سفن ترجع إلى ما بين القرنين الثالث ق.م والسابع الميلادي.
وادي الجرف
ثاني هذه المواقع التي تضم الآثار الغارقة هو موقع ميناء وادي الجرف الذي يعد الأقدم في العالم على ساحل البحر الأحمر، ويتمثل في بقايا منشآت أقيمت في الماء على شكل الحرف اللاتيني L بزاوية منفرجة قليلًا، وحاليا يظهر جزء منها على رأس صخري صغير، ثم تمتد تحت الماء شرقا لنحو 160 مترا، ثم تمتد بطريقة غير منتظمة باتجاه الجنوب الشرقي لمسافة نحو 130 متراً.
الشاطبي
تتمثل أهمية موقع الشاطبي، الذي يمتد من السلسلة أمام مكتبة الإسكندرية حاليا، في متاخمته لما يُعرف برأس لوخياس في العصر البطلمي، وهو الحي الشرقي لمنطقة الحي الملكي، لذلك كان من المتوقع العثور فيه على بقايا أجزاء من القصور الملكية أو المعابد التي ذكرت المصادر وجودها في هذه المنطقة.
وعندما بدأ المعهد الهليني العمل بالموقع العام 1998م، عثر على قطع حول لسان السلسلة من جهة الشرق من المرجح أن تكون بقايا معبد إيزيس، أو قصر الملكة كليوباترا، كما كشفت البعثة عن بقايا فخارية معظمها لأوانٍ على طراز الأمفورات تعود إلى العصر الروماني المتأخر.
خليج المعمورة
خليج المعمورة في الإسكندرية، ضخم يمتد من حدائق المنتزه الملكية في الغرب إلى خليج أبو قير في الشرق، وكان بمثابة بوابة السفن القادمة من البحر المتوسط إلى النيل، حيث كانت تسير عبر فرع النيل لنقل البضائع إلى بقية أنحاء مصر.
وعثر في الموقع على كسرات فخارية، وبقايا أمفورات (أواني فخارية ضخمة) في قاع الخليج، مما يدل على وجود حطام العديد من السفن، وهو ما يشير بدوره إلى ازدهار التجارة بين مصر القديمة والعالم، كما كشفت عملية مسح أثري لقاع البحر عن العثور على حطام سفينة رومانية قديمة.
جزيرة سعدانة
تحتضن جزيرة سعدانة على ساحل البحر الأحمر شمالي سفاجا حطام سفينة تعرض لمحة نادرة عن حركة التجارة في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث يصعب الإبحار في هذه المنطقة بسبب المياه الضحلة وانتشار الشعاب المرجانية التي ربما كانت السبب في غرق تلك السفينة في نحو العام 1760م.
الميناء الشرقي
كانت الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر وحملت اسمه واحدة من أبرز وأعظم مدن العالم القديم، وعاصمة لمصر البطلمية، وكان الميناء الشرقي هو الميناء الملكي للعاصمة القديمة حيث احتوى على القصور والمعابد، ومنارة الأسكندرية الأسطورية بجزيرة فاروس وهي إحدى عجائب العالم السبع، واليوم أصبح هذا الحي راقدا تحت مياه البحر المتوسط.
خليج أبي قير
احتلت مدينتا كانوبيس وهيراكليون موقعهما بخليج أبو قير قبل بناء مدينة الاسكندرية، وقد كانتا مزدهرتين للغاية، واستمدتا ثرواتهما من الضرائب على البضائع التي جلبت إلى الموانئ القريبة لتنقل إلى النيل.
وكشف حديثا عن أطلال المدينتين، إذ ظهرت أجزاء من معبد وتماثيل، وتشير الدلائل على انهيارهما في القرن الرابع قبل الميلاد وغرقهما في البحر، غير أن الغموض يحيط بتفاصيل سقوطهما، وقد اعتاد رحالة القرن الثامن عشر على البحث بطول الموانئ القديمة على أمل العثور على بقايا المدينتين المنكوبتين.
أسوان
احتفظ نهر النيل على مر العصور بمكانته كوسيلة نقل مهمة بين الشمال والجنوب، فقد كانت القطع الأثرية والأحجار تُنقل على متن السفن من المحاجر جنوبا إلى المعابد والمقابر وغيرها شمالا، حيث تتميز أسوان بمحاجر الجرانيت والحجر الرملي في جبل السلسلة، لذلك احتفظ النيل ببقايا السفن الغارقة وما تحمله من منقولات أو ما سقط أثناء عمليات النقل.
ومن المواقع الأثرية التي تحددت في هذا الموقع مرسى الأهالي الذي يرجح أنه المرسى الرئيس لجزيرة إلفنتين، وموقع معدية النجع البحري الذي يمثل مرسى صغيراً.