خولة علي (دبي)
لطالما اهتمت المرأة الإماراتية بأدوات الزينة والتجميل والطيب، واحترفت الجدات مجالاتها. ونظراً لكون الشَعر من علامات زينة المرأة وجمالها، فقد برزت قديماً مهنة «المعقصة»، أي الماشطة المعنية بتصفيف شَعر النساء والعناية به.
لمهنة «الماشطة» عدة مسميات، منها «المضفرة» و«المجدلة»، التي انتشرت في المجتمعات الخليجية والعربية، فيما «المعقصة» و«العجافة» الأكثر تداولاً في المجتمع المحلي.
تسريحة «الشونقي»
تتحلى «المعقصة» بمهارات مهنية كثيرة، كمعرفة فنون التسريحات المتعارف عليها قديماً، وتكون على دراية تامة بأنواع الزيوت والطيب وكيفية تحضيرها، لتكون مع عدتها على أتم الاستعداد عند أي طلب من نساء الفريج.
وتقول موزة عبدالله، إن مهنة «المعقصة» ظهرت قديماً، لحاجة المرأة إلى مزيِّنة على دراية تامة بأدوات التجميل والتزيين وتصفيف الشَعر. فكانت «العجافة» أو «المعقصة» تنتقل من بيت إلى بيت حاملة معها عدتها من أدوات الزينة في «قفة»، وهي عبارة عن سلة من الخوص. وتذكر أن «المعقصة» تتمتع بخبرة في عمل تسريحات الشعر للبنات والأمهات، فلكل منهن طريقة تصفيف مختلفة. فالبنات تختار لهن عدة ضفائر تلفها إلى الخلف بطريقة معينة، وكذلك تسريحة «الشونقي»، وهي عبارة عن جدائل كثيرة تنطلق من وسط الرأس بشكل دائري تجمع نهاياتها معاً. وبالنسبة لصاحبة الشَعر القصير، فعادة ما تختار لها ضفيرة تربط من وسطها بشريط أسود وتثنى بالتناوب مع الشَعر حتى تكتمل الضفيرة بها، ويتدلى الشريط في نهاية الجديلة، فتعطي إيحاءً بطول الشَعر.
أدوات وتركيبة
عن المواد العطرية التي كانت تستخدمها «المعقصة» قديماً في تطييب الشَعر، توضح موزة أنها كانت تقوم بإعداد وتجهيز المواد العطرية بنفسها فلا تخلو «قفتها» منها. وتشير إلى أن المرأة قديماً كانت تحرص على أن تكون المواد العطرية متوفرة في المنزل ومن ضمن مواد التزيين والتطييب الخاصة بها. وكانت تحفظها في وعاء من المعدن يُغلق بإحكام حتى لا يكون عرضة للهواء، فتفقد جودتها ورائحتها مع الأيام. ومن العطور المستخدمة للشَعر قديماً، «المحلب»، وهو تركيبة عشبية ذات رائحة فواحة، تُمزج مع القليل من الماء ويُمسح بها الشَعر. كما يُستخدم مسحوق ورق الياس الممزوج بزيت النخيل والناريل وتوضع أيضاً كمادة عطرية للشَعر بالإضافة إلى الزعفران والمخمرية لتبقى رائحته عطرة وتدوم لأيام.
شهرة
عن مدى الإقبال على «المعقصة» من نساء الفريج تؤكد موزة عبدالله أنه يزداد الطلب عليها في مناسبات الزواج، فهي المسؤولة عن تجهيز العروس وتزيينها. وتُقبل عليها النساء في الأعياد وعند عودة الرجال من الغوص، إذ يتجهزن لاستقبال أزواجهن، وغالباً ما تُستدعى «المعقصة» من فريج آخر، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها، وجودة خلطاتها وتجديلها.
مأكل وملبس
بالنسبة لأجر «المعقصة» أو «العجافة»، فهو غير محدَّد، ويُعطى لها ما هو متوفِّر من مأكل أو ملبس أو بعض المال.
تعاون
تذكر موزة عبدالله أن عمل المرأة قديماً كان يقتصر على بيتها، وما قد تقدمه من خدمات لنساء الفريج كالحناء والتجميل. ولأن بعض النساء تميزن بمهارات معينة، كالماشطات، كان التعاون سائداً في الفريج في كل مناسبة أو عرس أو عيد.