عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
في أحد أحياء مدينة طرفاية الساحلية الواقعة بالجنوب الشرقي للمغرب والتي تبعد عن الرباط مسافة 890 كيلومتراً، يوجد متحف صغير على شاكلة المتاحف الصغيرة في العواصم الأوروبية. إنه متحف «أنطوان دوسانت إكزوبيري» الذي افتُتح عام 2004 لتخليد ذكرى هذا الكاتب الفرنسي والإنساني الشهير بروايته الخالدة «الأمير الصغير»، والتي تُرجمت إلى أكثر من 230 لغة ولهجة في العالم، وحوِّلت إلى رسوم متحركة أسعدت أطفال العالم.
أقام الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دوسانت إكزوبيري (1900- 1944) في هذا البيت الذي حوِّل إلى متحف يقصده السياح من مختلف دول العالم، خلال عامي 1927- 1929. وكان مديراً لمطار طرفاية الذي تحط به الطائرات الصغيرة القادمة من فرنسا والمحملة بالطرود والرسائل البريدية، للتزود بالوقود ومواصلة رحلتها إلى المستعمرات الفرنسية في أفريقيا.
يقول علي أماني، أستاذ التاريخ: ارتبط هذا المتحف باسم كاتب طبقت شهرته الآفاق، وهو من قمم الأدب الإنساني ومعروف بأعماله التي سكنت وجدان الأطفال والكبار. وما من طفل أو تلميذ من مدينة طرفاية ومن محيطها يجهل هذا الكاتب، وحين أصطحب تلامذتي إلى هذا المتحف، أرى في أعينهم بريق السعادة لأنهم يكتشفون أحد الكتاب الكبار وهذا يدفعهم إلى البحث عن أعماله وقراءتها.
ويتيح المتحف للزوار التعرف على أرشيف ثري من الصور والوثائق التاريخية التي لا تقدر بثمن لصاحب «الأمير الصغير»، «أرض الرجال»، «بريد الجنوب»، «رسائل الشباب» وروايات أخرى. ويمكن مشاهدة تمثال هذا الكاتب ونماذج من الطائرات الصغيرة التي كانت تحط في مطار طرفاية، والرسوم الأولى التي رسمها أنطوان دوسانت إكزوبيري لبطل روايته الشهيرة.
ويذكر المرشد السياحي محمد بن أبيه أن متحف «أنطوان دوسانت إكزوبيري» يعد من المعالم السياحية بالمدينة، إذ يستقبل كل سنة عشاق هذا الكاتب، ويأتون من مختلف أنحاء العالم. وهو من المتاحف القليلة في المغرب التي تهتم بحياة الكتاب والمبدعين ومشاهير الكتابة والأدب.
