هناء الحمادي (أبوظبي)
تفوح من المزارع خلال هذه الفترة رائحة تعطر الأجواء، تجذب كل عابر إلى ظلال النخلة الوارفة ليراقب تسارع خطوات المزارعين وهم يحملون على أكتافهم «طلع النخل»، أو كما يطلق عليه بالعامية «نبات النخل»، حيث يعلن عن موسم العطاء للنخل.
«الستيني» راشد الشهياري في قمة سعادته هذه الأيام، حيث يعمل مع بعض من عمال المزرعة في قطع «نبات النخل»، لبيع مجموعة لمن لديهم نخيل في مزارعهم أو بيوتهم. ويقول عن ذلك: «فرحتنا لا توصف نحن المزارعين، حيث نتسارع جميعاً في قطع نبات التلقيح من نخلة الفحل، باعتباره من مصادر الدخل لنا، ورغم تعدد تقنيات التلقيح، إلا أن كثيراً من المزارعين يحرصون على استخدام الطريقة التقليدية، نظراً لخبراتهم المتراكمة في انتقاء حبوب اللقاح المناسبة وتقدير الكمية المطلوبة واستمرار الاعتناء بالنخلة في الفترة التي تعقب ذلك، من أجل الحصول على إنتاج مميز.
حركة البيع
عن أماكن البيع يذكر الشهياري: «غالباً ما يكون في أسواق المنطقة الشرقية والبدية والفجيرة، حيث يكثر الإقبال على شرائه، موضحاً أن حركة البيع في هذه الأسواق تزداد من خلال بيع «النبات» الذي يؤخذ من نخلة الفحل، ويحمل حبوب اللقاح الذكر، وتتم العملية من خلال المناداة في الأسواق بتوفر كميات كبيرة منه وبأحجام مختلفة، وفي هذه اللحظات ترتسم السعادة على وجوه أصحاب المزارع الذين يتهافتون على الشراء، على اعتبار أنه الموسم الفعلي لتنبيت النخل والذي يستمر لغاية منتصف مارس.
عذوق النبات
ولفت إلى أنه يتراوح سعر بيع العذق الواحد من 10 إلى 50 درهماً حسب حجمه ورائحته وجودته، ويقل سعره تدريجياً حسب كثرة تواجده في السوق مع ارتفاع حرارة الشمس التي تنذر بانتهاء موسم التنبيت.
وأشار إلى أن «الطلع» ثمرة نخلة الفحّال (الفحل أو الذكر)، وهي نخلة تنبت من دون غرس، ويتفاوت عدد عذوق النبات في نخلة الفحال بين 25 و30 عذقاً، وكلمــا نضج العذق يُقطع ثم يُبــاع.
ويمكن التعرف على فترة نضج عذق النبات من خلال لونه ورائحته وتماسكه، فيكون متراصاً ومنظماً، ولا تتساقط حباته ما دام طرياً، وكلما أسرع المزارع في بيع الطلع بعد قطفه، كان طازجاً أكثر وأفضل لعملية التنبيت، حيث إنه يفسد بعد مرور أيام عدة على قطفه.