مدينة "إسفنجية" تمتص مياه الأمطار!

أحمد مراد (القاهرة)
مع تزايد حدة التغيرات المناخية، تعاني غالبية دول العالم من ظواهر جوية متطرفة، وعادة ما يتسبب الهطول الغزير للأمطار في سيول وفيضانات تسفر عن خسائر مادية وبشرية فادحة.

وخلال السنوات الأخيرة، تسببت الفيضانات في انهيار أنظمة الصرف الصحي في بعض المدن الصينية، الأمر الذي دفع المسؤولين في الصين إلى تبني مشروع مبتكر يُعرف بـ "المدينة الاسفنجية".

وتعتمد فكرة "المدينة الاسفنجية"على استخدام أسطح تسمح بتخلل المياه، بالإضافة إلى البنى التحتية الصديقة للبيئة، بحيث تمتص كميات كبيرة من المياه، وإعادتها إلى البيئة بطريقة بطيئة بنفس آلية عمل الإسفنج المصنوع من أسطح مسامية ومساحات قادرة على الاحتفاظ بالمياه.

وفي "المدينة الاسفنجية"، تمتص الطرق، والأرصفة القابلة للاختراق، والأسطح الخضراء، والأراضي الرطبة، والنباتات الطبيعية مياه الأمطار التي تتسرب إليها، وتقوم بتخزينها وتنقيتها وتصفيتها.

أخبار ذات صلة

أمطار غزيرة تشل عاصمة كوريا ومحيطها

الإمارات: الممرات البحرية ركيزة محورية للسلم والأمن الدوليين

وتعتمد "المدينة الاسفنجية" على تغطية أسطح الأبراج بالنباتات، وتخزين الأراضي الرطبة لمياه الأمطار، وبناء أرصفة قابلة لاختراق المياه، وتخزين مياه الجريان الزائدة، بالإضافة إلى السماح بتبخر المياه من أجل اعتدال الحرارة.

وتهدف فكرة المدينة الاسفنجية التي أطلقتها الصين خلال العام 2015 إلى أن تمتص 80 % من المناطق الحضرية ما لا يقل عن 70 ٪ من مياه الأمطار، وإعادة استخدامها بحلول العام 2030 .

وفي العام 2016 ، أعلنت مدينة لينجانج في مقاطعة شنغهاي أنها ستصبح مدينة اسفنجية، بمساحة تبلغ 79 كيلو متر مربع لتصبح أكبر منطقة تجريبية لمدينة إسفنجية في الصين.

وعملت مدينة لينجانج على بناء شوارع واسعة بأرصفة منفذة لتصريف المياه إلى التربة، بالإضافة إلى تغطية المباني بأسطح خضراء وخزانات مياه، ويتم جمع المياه في حدائق الأمطار المليئة بالأتربة والنباتات، وفي نفس الوقت تعمل بحيرة ديشوي الاصطناعية على التحكم في تدفق المياه .